Friday 18 May 2012

بأنظمة رأسمالية ملعونة بيعت مقدرات الوطن ..بثمن بخس

بأنظمة رأسمالية ملعونة بيعت مقدرات الوطن ..بثمن بخس


image

علي معيش الدماني

تستحوذ عبارة الخصخصة على اهتمام معظم دول العالم سواء كانت متقدمة أو نامية وهي جميعها تسميات لمصطلح اقتصادي باللغة الإنجليزية أو الفرنسية لكلمة privatization وإذا أمعنّا النظر في مصطلح الخصخصة فإننا نكتشف أنه لا يوجد مفهوم دولي متفق عليه لكلمة الخصخصة حيث يتفاوت مفهوم هذه الكلمة من مكان إلى آخر ومن دولة إلى أخرى ولكن لو أردنا تعريف هذه الظاهرة التي أصبحت موضوعا رئيسيا يتم استخدامه في معظم دول العالم
فإنها فلسفة اقتصادية حديثة ذات استراتيجية لتحويل عدد كبير من القطاعات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية التي لا ترتبط بالسياسة العليا للدولة من القطاع العام إلى الخاص.
والخصخصة مفهوم اقتصادي انبثقت عن النظام الرأسمالي. وهذا المفهوم ليس حديثا نوعا ما وإنما يرجع هذا المفهوم إلى القرن السابع عشر وبالذات عام 1676.
يقول الدكتور محمد شريف منير من جامعة بترا في ماليزيا (وتوصف عملية الخصخصة اليوم بأنها ظاهره عالمية ويرجع تاريخ أول عملية للخصخصة في العالم إلى سماح بلدية نيويورك لشركه خاصة بأن تقوم بأعمال نظافة شوارع المدينة عام 1676م ) ويعتبر العالم الاقتصادي الإنجليزي وهو أحد أعمدة مفكري النظام الرأسمالي ويطلق عليه أبو الرأسمالية وهو العالم (آدم سميث ) أول من نادى بالخصخصة؛ وذلك عندما طلب من الحكومة والتي كانت تمثل القطاع العام بعدم التدخل نهائيا في القطاع الخاص, وهذا ما حصل بالفعل في الدول المتقدمة وأصبح القطاع الخاص والذي تملكه شركات مساهمة خاصة هو الذي يتحكم في الإنتاج والبيع والثمن والعرض والطلب ولكن الدولة في البلاد المتقدمة عادت وتدخلت بشكل واسع في المجال الاقتصادي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وذلك من أجل إعادة البناء السريع لاقتصادياتها التي دمرتها الحرب واتخذ هذا التدخل بشكل خاص تأميم المشروعات الاقتصادية الخاصة.

ففي زمن تخلخل فيه كل شي , مثله كامثل سفينه تضربها الأمواج من كل جانب , هكذا بدأ لنا الوطن اليوم , وهكذا بدأت لنا ملامح الفساد , ففي عملية غير مسبوقة حدث مالم يحدث في مجلس النوب , من مؤامره من اجل احباط عملية كشف اسرار بيع مؤسسات الوطن لمستثمرين أجانب والتي من اهمها كبرى الشركات الاردنيه,(كالبوتاس ..والفوسفات ..والاتصالات). فقد فشل مجلس النواب في اهم استحقاق تاريخي رقابي في تاريخ الديمقراطية الاردنيه , فمن المعروف ان جلسات النقاش تكتمل بحضور النواب فيكتمل نصابها القانوني بمن حضر من النواب , فرفع جلسات المجلس لعدم اكتمال نصابها القانوي في عملية التصويت ,فلايجوز التصويت اذا لم يكتمل النصاب القانوي للمجلس .

ان التغيب في مثل هذه اللحظة التاريخيه ,ماهو ألا دليل واضح على ان هذا المجلس والذي أتى الى قبة البرلمان نتيجة تزوير الانتخابات, ماهو ألا نتاج تراكمي لمنظومة الفساد في الاردن .فيجب ان يحل هذا المجلس فقد شرعيته التي أتى من أجلها . فتغيب أغلب النواب عن نقاش مثل هذا الملف المهم الذي شغل بال الاردنيين والذي يعتبر من اخطر ملفات الفساد في الاردن يرجع الى سببين رئيسين :

أولهم : تورط بعض النواب في مثل هذه الملفات .

وثانيهم : رشوة قدمتها تلك الشركات لبعض النواب حتى ماتفتح مثل هذه الملفات.

فالذي حدث ربما يشعل الحراك في الشارع الاردني , الذي طالب بفتح ومناقشة مثل هذه الملفات , فا بيع مقدرات الوطن بهذه الطريقه وبثمن ... بخس !! في ضل غياب الثقه بين الشعب وممثليه تحت قبة البرلمان من جهة والحكومة من جهة اخرى , سيؤدي بالحراك الى منعطف خطير ومفصلي , وربما يجر البلاد الى ماهو أسوء من ذالك . فاالشعب الاردني يريد استرجاع مقدرات الوطن التي نهبت ,والوقوف على ذالك ومحاسبة من كان وراء هذا .

لأن من باع ونهب مقدرات الوطن هو من نظر بعين الرخص للاردنيون ,ومن نظر للاردنيون بعين الرخص هو من أتى بهذا النظام الرأسمالي الملعون (الخصخصة) الذي بيعت مقدرات الوطن من خلاله. فاكبرى الشركات الوطنيه التي تعتبر من الاعمدة التي يرتكز عليها الاقتصاد الأردني , خصصت (بيعت) وفق قوانين وانظمة وضعت من اجل تسهيل عملية البيع . فمعظم بنود اتفاقيات الخصخصة جاءت سريه , فلم تطرح بنود الاتفاقيات على مرأى المواطن الاردني , حتى يعرف مضمون هذه الاتفاقيات وماآلت اليه ,وكيف تمت عملية الخصخصة. وهل لها مردود اقتصادي نافع على الوطن والمواطن,وهنا يكمن خطر هذا النظام الرأسمالي الذي استقلة ثلةً من الفاسدين لصالحهم.

ان من باع مقدرات الوطن هو من قاد الاردنيون الى مصير مجهول وفق المعطيات التي يرضخ الوطن تحت وطأتها ...

ان من باع مقدرات الوطن ونهب ثرواته ,هم أولائك الذين بنوا القصور والمنتجعات وأقاموا الاستثمارات خارج البلاد , وينعمون بخيرات الوطن , في حين نصف المجتمع الاردني تحت مستوى خط الفقر .. !! فكل يوم تأتي لنا عدسة الكاميرا في تجوالها في شوارع البلاد بصور لعائلات أردنية , تجمع قوت يومها من فتات تناثر على ارصفة الماره ,وآخرى تجمعه من حاويات القمامه .

أن من باع مقدرات الوطن , هو من أسس للفساد , ومارس الفساد , ولازال مستمراً في ممارسته .

No comments:

Post a Comment