Thursday 17 May 2012

بعض مما يجب أن يقال ياطوقان..




بعض مما يجب أن يقال ياطوقان..
عندما يخرج بهلول من صندوق الحكايات
احسان الفقيه
في مقام اليقظة الموبوء بالمقصد المُرتدّ يُخاطبوننا: بـــ " يا أهلنا
الأكارم.. يا أصلنا ويا منبع الخير فينا" ..
وفي حالة الإضطراب الوجداني والإنفلات الأحمق للحواسّ وانحراف البوصلة
وخروج بهلول من صندوق الحكايات العجيبة نوصف بما نُقل على لسان الدكتور
خالد طوقان من وصفٍ يشير به –دون وعي منه او قصد- الى صفته هو .. وحقيقة
ما هو عليه .. بمعزل عن الوقار الكاذب والتحضّر المزيّف والإتيكيت
الموروث مع كراكيب أخرى ورثها أمثال الدكتور طوقان من مناصب ومكاسب
وأقارب يسكنون القصر الأردني العامر ببعض أولئك الذين لا يملكون نظام
تنقية داخلي لألفاظهم..
ما الذي حدث يا طوقان ..؟ هل فيما وصفتنا به كأردنيين هلوسة تعترف بها..؟
أم تجديدا تمتلك وحدك معادلة رياضية تقود نتائجها الى أنها ضرورة مدروسة
لا مُجرّد إنفلات لفظيّ غبيّ..؟ أم أن سوء حظّك كان أعظم من عبقريتك التي
يتباهى بها البعض معتبرين أن الأردن مقطوع من علمائه وعباقرته ومفكريه
ومخترعيه وأصبح التقدّم العلمي والتفوّق التربوي مرهون بطول قامتك وياقة
قميصك المُعطّر برذاذ التطاول.. وأننا لا نستحقُّ أمثالك كبدوٍ رعاع
فلاحين متخلّفين كل واحد منا "شقفة وحده" لا يأخذ ولا يعطي..؟
مسكين أنت ياهذا.. وجدتّ ذاتك فجأة وجها لوجه أمام زمن آخر ليس من اليسير
أن تعتاده فتلك المسافة المحايدة القاتمة والتي تفصل بين اعتلائك –سابقا-
للقمر وبين هبوطك الماحق في قاع المُحيط أمرٌ يدعو الى الشفقة بل
والامتعاض من فعلٍ لم نتوقّعه منك أبدا..
عليك أن تتكيّف مع مكانتك الجديدة عندنا يادكتور طوقان وعليك أن تندم بما
يليق بصفح الكرماء منا -إن تجاوزنا إهانتك تلك باعتذار يتناسب وحجم ما
نحن عليه من علوّ وكرامة واعتزاز بالنفس-..
والصفح من شيم الكرام وليس في الأرض كلّها من هم أكرم منّا ولتُثبت
العكس إن استطعت..
الحقيقة واحدة والفساد واحد والفاسدون في الأردن ومن يدور في فلكهم هم هم
لا يتغيرون ولا يختلفون عن بعضهم في شيء سواء في التفاصيل الصغيرة او
العلامات الكبيرة .. من المشية الى اللّكنة الى طريقة ارتداء الملابس
ولمعان الأحذية وجودة الجوربين.. حتى رائحة أفواههم تدُلّ على مطاعمهم
وصالاتهم التي لا تشبه مضافاتنا ولا تعتلي جدرانها صور أجدادنا وفرساننا
وعظمائنا ممن أورثونا رائحة الهال ودقّة المهباش .. لمعان السيوف وكبرياء
الرجال الرجال وشيء يُدعى "احترام الذات" ذاك الذي لا يُدرّس في مراكز
الدبلوماسيين الفاشلين ..
الفصل بين ما نريده نحن وبين ماتريدونه أنتم ونفيكم لنا بتجاهلنا
ومحاولة تهميشنا وإقصائنا عما تدّعون- شكليّا- أنه لنا ومن أجلنا إشكالية
تتلخّص تاريخيا في حقيبة " المسافر الدائم عند انكشاف عورته"..
المظاهر الخلاّبة التي تحرصون عليها .. وذاك الوقار الكاذب والأدب
المُبالغ فيه على طريقة التناقض الأخلاقي عند الإنجليز وتقمّص دور
المتحضّرين المُبتسمين .. اللهجة المُتواضعة .. نبرة الصوت الهادئة زمّ
الشفتين على الطريقة الأمريكية لم تعُد تُبهر حتى القائمين على خدمة صفّ
السيارات أمام الفنادق الفارهة في عمّان وكل ذلك نعرفه ونجيده - لو أردنا
مشاركتكم اللعب في ملاعب لانملك فيها "كرة" او "مرمى" ناهيك عن أن بعض
اللاعبين فيها لايُشبهوننا أصلا ولو حاولوا تقليدنا..
أؤمن بقوة وفاعلية الفكرة والمبدأ والمعرفة والتضحية ورغم أني لم أقُم
بما يعادل إيماني ذاك إلا أنني أمتلك أحلاما عظيمة لواقع أردني عربي
إنساني يختلف عن هذا الواقع الحاليّ المؤسف الذي أرفضه وأرفُض رموزه ..
شياطينه.. مسوخه وشيوخ السلاطين المارقين فيه..
أعرف أن أحلامي وخيالاتي لن تُقدّم حلاًّ إلا إن رافقتها الأفعال
والإجراءات والخطوات التي تلي الخطوة الأولى .. الا أنني أحاول وسأحاول
مع من يشاركونني رفضي وأحلامي ومحاولاتي..
قرأت ردّ ناهض حتر على إساءة خالد طوقان .. ورغم أني أختلف مع "حتّر" في
كثير إلا أني لا أختلف عنه في كثير أيضا.. وأعجبني وضوح المهندس ياسين
عبدالرحمن الطراونه وعفويته في إبراز تلك الغصّة التي كانت واضحة خلال
خطابه الموجّه للملك..
الدكتور خالد طوقان وهو الذي أحترمه كعالم ومبدع في مجاله.. بصدق شديد لا
أراه قد جاء بما لم يأتِ به الأوائل والأواخر فهناك المئات من العلماء
والأكاديميين الأردنيين المحاضرين في جامعاتنا الأردنية والعربية
والغربية ممن لا يمتلكون المقاييس التي يمتلكها أمثال الدكتور طوقان مع
أنهم أبناء حسب ونسب وطويلو القامة أيضا ويُجيدون تناول الطعام بالشوكة
والسكين ممن يفوقونه علما وعبقرية وأدبا واحتراما للآخرين وأناقة ووسامة
كذلك..
أي شيطان دخل الى عقلك ياطوقان حين قلت ما قلت وإن كنت حقّا قد ذكرت ذلك
وقصدتّ ما وصل الينا وعنا من المعنى المُهين فالكلام من صفة المُتكلّم
أيها المُهذّب الوقور..
بالتأكيد خلف ظهورنا يقال الكثير عنا وفي صالوناتهم واجتماعاتهم المغلقة
واتصالاتهم يتمّ نعتنا بما لا يخطر على بال البسطاء منا ..
فكّرت قبل كتابة هذا النصّ الطويل .. أن أدير ظهري لإساءتك وأتحمّل
نتيجة ذلك حرقة في صدري وغصّة لن تطيب الا إن طابت نفسي بردّ الصاع صاعين
مع يقيني وراحة نفسي بأن البادي أظلم..
وقلت : إما أن أتعامل مع الإساءة بما هو أسوأ وأعاني تبعات ذلك من ومن
ومن .. ولا يخفى على أحد من المُتابعين تلك المحاولات البائسة لبعض
الأفّاقين لإقصائي وإخراسي وإحراجي وإهانتي ناهيك عن بعض أصحاب النوايا
السيئة ممن كنت أظنهم أصدقائي على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ممن
وصفوا توقّفي لالتقاط أنفاسي وانشغالي لترتيب حياتي للاستقرار في وطني ،
خوفا او تذبذبا او تغيُّرا او تزلّفا ..
خُذ نفَسا عميقا وعُد الى الخلف قليلا..
ولتقبل مني رائعة المرحوم إبراهيم طوقان كهدية -لا ندري الى أي مدى
ستجعلك تتحسّس رأسك- حين يقول:
أمَّا سماسرةُ البلاد فعصبة
عارٌ على أهل البلاد بقاؤها
إبليسُ أعلن صاغراً إفلاَسه
لمَّا تحقَّق عنده إغراؤها
يتنعَّمون مُكرَّمين كأنَّما
لنعيمهم عمَّ البلاد شقاؤها
همْ أهلُ نجدتها وإن أنكرتَهم
وهمو وأنفك راغم زعماؤها
وحماتُها وبهم يتم خرابُها
وعلى يديهمْ بَيْعُها وشراؤها
ومن العجائب إنْ كشفتَ قدورهم
أنَّ الجرائد بعضَهنًّ غطاؤها
كيف الخلاص إذا النفوس تزاحمت
أطماعُها وتدافعتْ أهواؤها

عرفت العشرات من آل طوقان الرائعين المحترمين المثقفين المتواضعين ممن
ينتمون لنا ويشبهوننا .. فعظّم الله أجرك بانحراف عربتك ولتمهّد لحصانك
لجاما يضبط جموحه في الجولة القادمة .. فمن الحكمة أن لا تسقط مع من
سقطوا او سيسقطون تباعا.. وأجدك أهلا بأن تُمنح فرصة أخرى أخيرة
والاعتذار من شيم الكبار..
وحقيقة لا أجد أبلغ من قول الكاتب ناهض حتّر الذي أشاركه تساؤله .. وأنقله نصّا..
"حتى الآن فنحن نتحدث عن خالد طوقان ومشكلته النفسية الثقافية، وقد جاء
الوقت لكي نسأل ما إذا كان من العقلاني إدارة المشروع النووي الأردني من
قبل شخص إنفعالي كطوقان، يحمل، فوق ذلك، نظرة إستعلاء مضاعفة نحو
المثقفين الأردنيين، من حيث أنه يعتبرهم حميرا، ويعتبر أنهم في أسوأ وضع
اجتماعي وإنساني …” زبالين أولاد زبالين”؟

الإنفعالية لا تسمح لصاحبها بإدارة مشاريع كبرى، إدارة ناجحة مسؤولة،
واحتقار الخصم يعني رفض وجهات النظر الأخرى، بل وإلغاء الآخر (لأنه ضدي
فهو غبي كالحمار). وهذا النوع من الحوار، كما ترون، يتناقض مع المرحلة
النووية.

هنالك إعتراضات بيئية وفنية معروفة على إنشاء مفاعل نووي أردني. وهي
متداولة بين النخب. لكن في الأوساط الشعبية، فإن رفض النووي يعود،أولا،
إلى إنعدام الثقة العامة بالمشاريع الكبرى التي تمخضت، كلها، عن ملفات
فساد، وثانيا، إلى الخوف من زيادة صاروخية جديدة في المديونية العامة،
وما ينشأ عنها من ضرورات شدّ الأحزمة على البطون.

أظننا لسنا حميرا تماما، وإنْ كنا نفكّر كزبالين … " انتهي الاقتباس..
وأشكر الكاتب على غضبه الجميل..
أتصدّقون أني حقّا أُفكّر في هذه اللحظة كزبّال قديم في المهنة فبين
كراكيبك ومُستحيلاتك نظرياتك ومعادلاتك .. ملفاتك السرية وخططك المعلنة..
معارفك الذين لا نعرفهم ولا نريد أن نعرفهم .. اتصالاتك علاقاتك سهراتك..
شركاؤك بالضحك علينا او منا..
بين كل ذلك فلتذكر يارجل .. أننا هنا .. ومن هنا .. ونحن أصل الحكاية وفصلها ..
وأننا نملك الحقّ في تقبُّل مشروعك او رفضه بناء على دراسات وأبحاث علماء
منا.. يتناولون مُفاعلك "الأخرق" بمنظور عقلاني بعيدا عن عواطف الرفض
الأهوج او القبول المُهرول..
وتذكّر أن ليس كل من يعارض مشروعك الخارق هذا "أُميّ" او جاهل بل
غالبيتهم علماء ومهندسين ومتعلمين وأتابعهم على الفيس بوك وخلال
التعليقات على مختلف المواقع الالكترونية الاردنية.. ودعك من الحساسية
المُفرطة التي يستخدمها البعض أحيانا لإخراس ذكائنا باتهام أي اعتراض منا
على أنه بدافع عنصري إقليمي.. وبالمناسبة أنا آخر من تفكّر هكذا ومن تابع
كتاباتي يعرف جيدا أني أنتمي للحقّ أيّا كان ولو كان الخصم ابن عمي فأنا
مع المظلوم دائما ..
المشروع خطير جدا –حسب اطّلاعي على القليل من التفاصيل- فكما سمعت على
لسان أحدهم من أن "أهل الكرك ومعان وحتى عجلون يتضررون من مفاعل "ديمونه"
فكيف سيكون مقدار ضرر مفاعل "طوقان" على أهل المفرق والزرقاء وإربد
والرمثا وعجلون..؟".
حين بدأت الدول المتقدمة تتخلص من برامجها المُشابهة بإغلاق مفاعلاتها
النووية تخرج علينا بتُحفتك وتُلحق ذلك بوصفنا بالبدائيين المتخلفين
الزبالين الحمير ..
كيف لك ان تقيم مفاعلا نوويا بين قوم يحملون تلك الأوصاف ايها الذكي..؟
إن كان إحراق صورة الملك جريمة توجب السجن .. فإهانة الشعب الأردني
بتعميم تلك الأوصاف عليه توجب ماذا أيها العباقرة العادلين المخضرمين في
مجال القانون ...؟

No comments:

Post a Comment