Monday 9 July 2012

حسن البنا احسن البناء

حسن البنا احسن البناء

عبدالله الهريشات

وتحقق حلم البنا...

      حلم البنا رحمه الله لم يكن حلما في الهواء او اضغاث احلام في المنام بل ربى له جيلا فريدا فوضع لبنات اساس بنيانه على تقوى من الله ورضوان واتبع فيه منهج القران العظيم ومنهج الرسول الكريم في الدعوة والتربية وفي الفهم والاخلاص والعمل والتدرج والصبر والثبات فصبر وصحبه واتباعهم على المحن والابتلاء وتكالبت عليهم من كل صوب الاعداء وما كان لهم غير الدعوة والدعاء والفكر والذكر والقلم والبنان والبيان بطيب اللسان والجنان فما وهنوا وما استكانوا لانهم يتوكلون على رب الاكوان ، فضحوا لاجل هذا بالارواح والدماء فكانت ارواحهم نورا للدرب ومعالم على الطريق ونارا على الطغاة وكانت دماءهم واشلاءهم زيتا ووقودا لمشاعل الحرية في كل دول العالم .

      اسس البنا لهذا الحلم فاحسن البناء فكان الاسم على المسمى واصبح واقعا واضحى اتباعه مصاحف تدب على الارض وكما قال اقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقم على ارضكم، حسن البنا رجل في امة ، عرف الداء واسباب العلة من فرقة الامة وضعفها وتحكم الاجنبي فيها من بعد سقوط الخلافة الاسلامية ولهذا قام هو وثلة من مخلصي الامة ومن حاملي همها فاسسوا حركة الاخوان المسلمين وهو ومن تبعه مثلهم مثل باقي الحركات الاسلامية الاصيلة وكل مخلص في هذه الامة فصدقوا الله فصدقهم الله، فقضى من قضى منهم شهيد وبقي من بقي اما طريدا خارج وطنه واما سجينا في زنازين الطغاة يلاقي شتى اصناف العذاب ، وقضى البنا شهيدا وحيدا لم يخرج في جنازنه الا النساء يحملن جنازته ورجلان : ابوه و مكرم عبيد باشا وهو نصراني تربطه صداقة مع البنا، وهكذا قضى الداعية البنا عن عمر 43 سنة منها 21 سنة مرت على تاسيس الاخوان المسلمين كانت ثرية وحافلة بالدعوة  والتربية والحركة والجهاد والتضحية.

      لقد كان مشروع دعوة الاخوان المسلمين مشروع بناء يربط الارض بالسماء مشروع حضارة العرب والامة ، مشروع الاسلام العظيم ، مبني على التوحيد والوحدة والحرية والشورى والعدل والمساواة مشروع حضارة الامة والانسانية المعذبة جمعاء.

     عمل البنا وجماعته على مدار 8 عقود ونيف او مدار قرن الا، في السر والعلن وتحت الرعب والبطش والتهديد والتعذيب والتشريد وفي السجون والاغلال والمعتقلات والاصفاد وعلى اعواد المشانق ، كي يعود للامة مجدها وعزها ووحدتها ، الى ان يأذن الله بالفرج والنصر ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ان الثمرة هذه الان في مصر وبعض الاوطان العربية ما كانت الا بعد حرث وغرس ودعوة وتربية ورعاية وتهذيب وتشذيب فثبت من ثبت وقضى لله من قضى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)  [الأحزاب : 23].
ahraraltafilah.blogspot.com

No comments:

Post a Comment