Friday, 28 October 2011


ايها الطاغية اختر نهايتك



اختر قتلتك كما تشاء



بقلم/ عبدالله الهريشات





        نهاية البعث قد قربت من قبر موته وها هو الاسد يخط بيديه نهايته الاليمة والتي ستكون نهاية ليست باقل مأساوية من نهاية القذافي والطغاة من قبله وماهي الا مسألة وقت و صبر أشهر او أيام يصبرها الشعب السوري كما صبرت شعوب تونس ومصر وليبيا من قبل لينال الطاغية جزاءه وينال الشعب حريته التي من اجلها ازهقت ارواح الشهداء وسالت الدماء وشرد في ارجاء الارض الشرفاء،{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69)}[النمل: 69] .




      لقد اختار فرعون نهايته بنفسه فيروى ان الله بعث ملَكا في صورة بشر الى فرعون بعد ان تجبر وطغى وقال انا ربكم الاعلى وكما تصفه الايات:{فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)}[النازعات: 21 - 24] {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)}[الزخرف: 51]

فدخل هذا المَلَك في صورة البشرعلى فرعون يقول له جئتك ايها المَلِك لتقضي لي بالعدل من رجل اخذ مني ملكي غصبا واكل حقي واخذ يتصرف في مالي وارضي وأهلي وعيالي بلا مشورة ولا رضا مني بل أفسدهم علي فما تقضي لي ؟ فقال فرعون اقضي بغرقه في البحر وان يملاء فمه وجوفه بالطين ، فقال الملَك انه ان رجعت الى قومي أُخبرهم ليقضوا بقضاءك فلن يصدقوني فاكتب لي قضاءك هذا فاخذ فرعون يكتب بخط يده الحكم وذيله بخاتمه فاخذ الملك منه الكتاب وخرج ، وكان هذا من بعد هو حكم الله في الفرعون الذي حكم به على نفسه فيه ، وها هو فرعون يُطوَّف به ارجاء المعمورة في متاحفها بعد ان نجاه ببدنه ليكون عبرة لكل طاغية .




    ونذكر قصة الحجاج مع العالم التابعي سعيد بن جبير الذي قال له الحجاج اختر أي قتلةٍ شئت قال بل اختر أنت لنفسك فإن القصاص أمامك فقتله ثم لم ينتفع الحجاج بعده بعيش إلى أن مات وهو يقول مالي ولسعيد بن جبير فلما مات الحجاج قالت امرأته هند بنت أسماء فيه:

ألا أيها الجسد المسجى ... لقد قرت بمصرعك العيون

و كنت قرين شيطان رجيم ... فلما مت سلمك القرين .





        ان كانت هذه نهايات الطغاة فان نهاية القذافي جد أليمة وإن كنت اتحفظ على مجرياتها وما حدث فيها ولكنه حكم على نفسه بتلك النهاية كما حكم فرعون من قبله على نفسه ومثلما يحكم الاسد من بعده على نفسه هو وكل الطواغيت أمثالهم ، ولكم كنت اتمنى لو ان القذافي حُنِّط ووضع في متحف وطني لثورة الربيع الشعبية الليبية ليكون مثله مثل فرعون موسى كما واتمنى ان يكون لكل بلد من البلاد العربية متحف بهذا الاسم يضم رفاة الطغاة ومقتنياتهم كما يضم اسماء الشهداء وقصصهم وحكاياتهم وكل ما يتعلق بالثورات من بداياتها . وهناك مقال اعجبني بعنوان (يعزّ من يشاء ويذل من يشاء, بيده المُلك.. د.نصر البطاينة) وهو ان لو مات القذافي قبل سنة وهو ملك ملوك افريقيا ووو... فماذا سيحصل في جنازته والتي سيشارك فيها برلسكوني وساركوزي وكونداليزا وجميع حكام الارض وانظر واعتبر بما جرى لموته اليوم .




        كما انني اتسال لم لايكون هناك قوات ردع عربية واتمنى لوان هناك قوات ردع عربية طارئة عند الحاجة للتدخل لحماية الشعوب من طغاتها حين يستبيح الطاغية القتل فيها وان يكون هناك تحضيرات من الدول العربية والاسلامية المعتدلة والمحررة لما بعد سقوط الطغاة في كل قطر لمساعدة ذلك القطر في حفظ الامن والامان ومساعدته في البناء ولئْم الجراح حتى يكتمل البناء ويصبح القطر قادرا على حماية نفسه لكي لا نعتمد على غيرنا من ناتو وغيره وعسى ان يكون في ذلك وحدة الامة .





No comments:

Post a Comment