الحكام في واد والشعوب في واد اخر* عبدالله الهريشات
عندما تبعد الشقة بين الراعي والرعية تبدأ الكارثة وتسرح الذئاب والكلاب على حل شعرها فتنهش وتنهب الخيرات كما تشاء وتمنع عن القطعان الكلاء والماء والنظر الى السماء وحتى خشاش الارض وان استطاعت الهواء ، وتكون كارثة الكوارث و الطامة كبرى عندما يكون الراعي هوالذئب نفسه وحينها لابد من قاتل ومقتول وقابر ومقبور وخالع ومخلوع وموت وحياة .
ان الامة العربية باتت في حالة اشبه ما تكون من هذه الحالة ، فلقد صارت الشقة في اقصى مداها فلا الراعي يسمع للرعية انينها ويفهمها، ولا الرعية تفهم الراعي وتريده والفاسدون يعيثون في الارض فسادا تحت سمعهم وبصرهم وينخرون في عروشهم من حيث يدرون او لايدرون , وهنا تبدأ حالة حوار الطرشان ، وليس لنا الا ان نتعلم لغة الصم والبكم وياليتها تنفع مع العميان ، وهيهات هيهات ان استعدى الراعي على الرعية بنفسه واستعان عليها بالكلاب الاجنبية .
عندما يتخلى الراعي عن واجبه من حفظ النفس والمال والعرض وبيضة الامة وتوفيرالحياة الكريمة للرعية حينها يكون قد خان الامانة الموكلة اليه و حكم على نفسه احكاما تبقى مثلا في التاريخ على الخيانة ودروسا للطغاة من بعده وعبرا لمن اراد ان يعتبر .
الرعية مهما طال صبرها على الذل والخنوع ، فان للصبر حدود وللذل والخنوع نهاية، وآنذاك ستنتفض الرعية لكرامتها المهدورة ويصبح عندها الموت والحياة سيان , عندها يبدأ الاصلاح والتغيير ويكون الاستشهاد او الحياة الحرة الكريمة هو المصير .
لك الله ايها الشعب المصري والتونسي واليمني والليبي والبحريني والسوري والسعودي و…و…لقد مزقونا اكثر من عشرين مزقة ، لك الله ايتها الشعوب العربية المنكوبة وشعوب العالم المظلومة , انتم تريدون الحرية والوحدة والتغيير والاصلاح والعيش الكريم, والفراعنة لازالوا في الغي سادرين وفي اليم غارقين لم تبلغ الماء منهم بعد الحلقوم ولم تبلغ الروح التراق وما ظنوا انه الفراق ، ويظنون انهم ناجون وقد ادركهم الغرق وحينها لاينفع قولهم: آمنت ، ( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ).
No comments:
Post a Comment