"الشعبي للإصلاح" يحذّر من الحلّ الأمني تجنباً للوقوع في المجهول
التاريخ:14/7/2011 - الوقت: 4:45م
دعا التجمع الشعبي للإصلاح جلالة الملك عبد الله الثاني اعلان التحول الى ملكية دستورية ليصبح جلالته رأساً للدولة وليس رئيساً للسلطات، مقترحاً تشكيل جمعية وطنية من كل المكونات السياسية للشعب الأردني تقوم بتحقيق هذا الهدف عبر توافقات وطنية حقيقية، وجدول زمني واضح.
وحذّر التجمع في بيان وصل "البوصلة" نسخة منه من أسماهم "المتآمرين المجرمين"، من التعرض للشباب المعتصمين الجمعة ، مؤكدا دعمه لكلّ الفعاليات المطالبة بالإصلاح، مضيفا بأنه "سيتصدى لكل الفاسدين الساعين لقسمة الشعب وتشتيت وحدته".
واهاب "الشعبي للإصلاح" بالأجهزة الأمنية التدقيق في مقولات الفاسدين التي تحرّض على دعاة الإصلاح، وعدم الاستجابة لهم، مشيرا إلى أن تبعية الأجهزة الأمنية للفاسدين يعبّر عن مشاركتها في الفساد.
وناشد الشعب الأردني التصدي لـ"الأصوات الوقحة"، من أجل الحفاظ على السلم الوطني، وضمان مسيرة إصلاح آمنة، محذرا من محاولات التجييش والتحشيد ضد الشباب وحركاتهم الإصلاحية والسلمية.
وأكّد التجمع دعمه وتأييده للاعتصام السلمي المطالب بالإصلاح والذي دعت له العديد من الحركات الشبابية والشعبية غدا الجمعة في عمان واربد والكرك.
وفيما يلي نص البيان:
التجمع الشعبي للإصلاح لجنة التنسيق المركزية
تأكيداً لتأييدنا التام وتبنينا للاعتصام السلمي المطالب بالإصلاح والذي تدعوا له العديد من الحركات الشبابية والشعبية المشاركة في التجمع الشعبي للإصلاح، ليتم تنفيذه غداً في كل من عمان وإربد والكرك، نعلن دعمنا وفخرنا واعتزازنا بالشباب الداعين للإصلاح العاملين من أجله. ونقول بصراحة: إن حمايتهم واجب كل أب وأم، فهؤلاء هم صناع المصير، وهم رواد المستقبل، فلا نؤذيهم بفرض رؤيتنا على حراكهم، ولا نزج بهم في معاركنا الصغيرة. فلا نكون عقبات تزيد صعوبة مسيرهم نحو المستقبل.
وليتذكر كل من يريد الوصاية عليهم، بأنه لولا هزائم الآباء وضعفهم وتواطئهم مع الفساد، لما كان الشباب مضطرين أن يتحملوا وزر ما يتحملوه الآن. هزائم الآباء ميراث للأبناء، لن يتحرروا منه إلا بتحريرهم من الوصاية بدعوى الحب ومعرفة ما لا يعرفون. لم يورثهم الآباء فرص الحياة الجميلة ليوم يعيشونه معهم، فليكونوا شهوداً على مجد أضاعوه، يسترده أبناؤهم. فلا نعيق مسيرهم نحو مستقبلهم.
* نناشد شعبنا، من أجل الحفاظ على السلم الوطني، وضمان مسيرة إصلاح آمنة، أن يتصدى بكل حزم للأصوات الوقحة الفاسدة التي تستغل العوز والحاجة، وبقايا الجهل، وتسعى للتجييش والتحشيد ضد الشباب وحركاتهم الإصلاحية والسلمية. إن قوى الفساد وحدها من يريد التصعيد، والفاسدين وحدهم من يريد وضع الأردنيين أمام خيارين إما الفساد والقبول به، وإما الفوضى. فمثل هذه الأصوات، أياً كان لبوسها، هي أصوات شاذة، غريبة على وجدان شعبنا وثقافته.
• نحذر المتآمرين المجرمين، بأننا سوف نحمي شبابنا وأحلامهم وسعيهم لصناعة الغد المشرق. وسوف نتصدى قبل الشباب لكل الفاسدين الساعين لقسمة شعبنا وتشتيت وحدته، وكما سنتصدى لكل المغامرين الساعين لخدمة أجندات مشبوهة عبر التصعيد أو الصدام المجاني. ولن نسمح للعملاء والانتهازيين، بأن يعتدوا على أحلام أبنائنا ويشوهوا حراكهم السلمي، ويزجوا بهم في معارك مجانية.
• نتوجه بخطابنا للملك، ونقول بكل صراحة ووضوح: حتى لا يكون يوم الغد مفضياً إلى المجهول، نهيب به أن يعلن أنه لا توجد حلول أمنية لمشكلاتنا. إن الثابت الوحيد في هذا الكون هو التغيير والتطور. والمطلوب مسيرة سياسية واضحة تجعل الملك جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة. فكما أننا بهذا الخطاب نأمل أن يكون الحل بشراكة الملك، نؤكد أنه لن يكون دون شراكة شعبية، ولن يكون مكرمة. فالحل هو بالاعتراف بأن الشعب سيد وصاحب حق. وهذا يتطلب وقف التفكير بالتعامل مع مطالب الشعب الإصلاحية بالوسائل الأمنية، والمضي بشجاعة نحو مبادرة سياسية كبرى، تسير على سكتين واضحتين:
* الأولى التزام ملكي، ومصارحة شعبنا بما أعلنه الملك قبل سنوات في الإعلام الغربي بأنه يرغب بالتحول إلى ملك دستوري، ليصبح رأساً للدولة وليس رئيساً للسلطات. وحدها الثقة بشعبنا هي من يحقق هذا الهدف، وهذا الشعب يستحق الثقة، ويستحق الاعتراف به شريكاً كامل الأهلية في صناعة مستقبل الوطن. فلا يترسخ الملك إلا بشراكة الشعب.
* والثانية تشكيل جمعية وطنية من كل المكونات السياسية للشعب الأردني تقوم بتحقيق هذا الهدف عبر توافقات وطنية حقيقية، وجدول زمني واضح.
• وحتى يمكن البدء بهذه المسيرة، فإننا نهيب بالملك ونقول لا تصغوا بعد اليوم لكل الساعين لتأخير الإصلاح بأيديكم، وشل قيادتكم عبر المزيد من صيغ التسويف وتأجيل مسيرة الإصلاحات الحقيقية. فكل من يرفض دعوات الإصلاح بإعلان الولاء لكم، هم في الحقيقة فاسدون يريدون تحميلكم كلفة الفساد السياسية، ويسعون لتأخير الإصلاح، وزيادة كلفته عليكم وعلى الشعب الأردني الأبي العظيم. وكل من يقول لكم بأن عظمة الملك هي في تجاهل الشعب، والتصرف دون شراكة معه، يدفعكم للعزلة عن شعبكم. فلم يذكر التاريخ ملكاً عظيماً إلا لشعبٍ عظيم. فالملوك لا يخلدون إلا بشعوبهم.
• نتوجه إلى أبنائنا وأخوتنا في الأجهزة الأمنية، ونقول لهم، هؤلاء أخوتكم، وهم يطالبون بالإصلاح لكل الوطن، بما فيه أنتم وأبناؤكم وبناتكم. وهم حريصون على كل مكونات الدولة. وحدهم الفاسدون من يريدون تشويه صورتهم واتهامهم بما ليس فيهم. فإذا جاءكم فاسد بفكرة أو بتهمة أو معلومة، فتبينوا، فعدم تدقيقكم في مقولات الفاسدين، والخوف من أبنائكم واخوتكم، يجعلكم شركاء في الفساد، وعبيداً للفاسدين.
• ولأنفسنا علينا عهد، أننا لن نهين أنفسنا أمام الله وعباده ونطلب ما لا نسعى له صادقين.
حمى الله الأردن وحمى شبابه
الأردن، 14 تموز 2011
(البوصلة)
No comments:
Post a Comment