لمن وجه طاهر العدوان هذه الكلمات ..؟؟
عِفرا - في أول رد فعل وتصريح بعد خروجه من الحكومة نصح وزير الإعلام السابق طاهر العدوان الأنظمة العربية بنزع الطين عن آذانها وقبل ان يفوت الوقت ، ويبدو ان الرسالة ذات مغزى ومعنى كبيرين ....لكن لمن وجه العدوان هذه الكلمات تحديداً..؟؟
دعوة العدوان جاءت في كلمة له على الفيسبوك بعد استقالته من الحكومة احتجاجا على إرسالها لمجلس النواب قوانين ضد الحريات الإعلامية.
وتاليا نص الرسالة:
اتوجه بالشكر والامتنان لجميع الاصدقاء، الذين اعرفهم والذين لم يسبق لي شرف الالتقاء بهم ، لمساندتهم ووقوفهم الى جانبي منذ اليوم الذي أعلنت فيه عن استقالتي من المنصب الوزاري في الثاني والعشرين من الشهر الماضي وحتى اعلان قبولها في الثاني من تموز الحالي . ولما اعربوا عنه من مشاعر صادقة واراء جريئة سواء بالمشاركة على صفحتي في الفيس بوك أو …بما نشر من مقالات وتعليقات في الصحافة ووسائل الاعلام . وهي جميعا تدفعني الى تسجيل هذه الملاحظات :
1- لقد افصحت هذه الاراء والمواقف بوضوح عن وطنية غير معهودة تجمع بين الحرص على الوطن والدولة وبين الاحساس العميق ، بل التعطش الى الحرية والعدالة والكرامة . اننا امام حالة غير مسبوقة من تشكل وعي مشترك يتقاسمه الأردنيون جميعا وهو الاصرار على عدم العودة الى ما قبل عام 2011 (عام الربيع العربي ) لا عودة الى أوضاع تنتمي لعصور غابرة يهمش فيها المواطنين وتهضم حقوقهم من قبل فئات ونخب تولد لديهم وعي ذاتي زائف بانها وحدها تحتكر السلطة والارادة الوطنية . وسواء عمت الاحتجاجات الكبيرة جميع الدول العربية او بعضها ، فان هناك مناخ كاسح يفرض على الجميع تغيير المسارات وتجهيز الاشرعة نحو رياح الحرية والديمقراطية واحترام كرامة الانسان العربي وعقله وحقوقه. لقد ثبت بما لا يقطعه أي شك بان الاستبداد والدول الأمنية تدفع دفعا بشعوبها الى ميادين الاحتجاجات العامة والثورات الكبرى واحيانا الفوضى والحروب الداخلية ، وبان شعارات الامن والاستقرار في ظل الدول الامنية لم تكن سوى (غيوم عابرة ) تخفي غليان البراكين وليس في مقدور أية دولة أو نظام بعد اليوم وفي ظل مناخ الربيع العربي ان يساوم ويراوغ أو يؤخر استحقاقات الحرية والكرامة .
2- اما الملاحظة الثانية ، ما يجعلني اتوقف امام عبارة سمعتها من عدد كبير ممن اتصلوا بي او زاروني خلال الأيام الماضية وهي (الحمدلله على السلامة ) وكأن خروجي من الحكومة يشبه خروج المريض من المستشفى بعد عملية جراحية خطيرة . لقد اعتقدت في البداية انها مسألة تتعلق بحالتي الشخصية فقط . لكني ومع تكرارها ، أرى فيها جزءا من ما اشرت اليه وهو : تشكل الوعي الجديد المشترك بين الأردنيين في هذه المرحلة التاريخية الخاصة . اجد فيها تعبيرا حاسما عن عدم الثقة بالحكومات ، وبمواقع العمل العام ، وهذا مؤشر خطير . لقد واجهت خلال وجودي في الحكومة دعوات تطالبني بالاستقالة كلما اتخذت او أعلنت عن موقف منحاز للحريات العامة وفي مقدمتها حرية الاعلام . وكنت أقف مستغربا امام هذه الظاهرة .
ففي دول العالم الديمقراطية يطالب الناس باستقالة الوزير الذي يظهر تقاعسا أو اخلال بواجباته . في بلدنا يفعلون العكس عندما يطالبون باستقالة الوزير الذي يعتقدون انه يقوم بواجبه .
لقد دمر الربيع العربي الثقة بالحكومة والانظمة وهي مسألة جوهرية في بقائها واستمرارها . حدث هذا في تونس ومصر وغيرهما . لأن الحكام تعاملوا مع مطالب شعوبهم ، واحيانا مع انينها وعذاباتها , بـ (اذن من طين وأخرى من عجين )وعندما نزع بن علي ومبارك الطين والعجين ، لكن بعد فوات الأوان ، صدرت العبارة الشهيرة عن حاكم تونس المخلوع (أنا الان فهمتكم ) .انصح ، وقبل ان يفوت الوقت ان تنزع الانظمة الطين عن آذانها وان تصغي وباحترام شديد لأصوات الوعي الجديد الهادر لشعوبها . وان لا تستخف بمطالب الحرية والعدالة . التي بدون تحقيقها يحدث طلاق بائن بين الشعوب والحكومات .
التاريخ : 2011/07/03
عِفرا - في أول رد فعل وتصريح بعد خروجه من الحكومة نصح وزير الإعلام السابق طاهر العدوان الأنظمة العربية بنزع الطين عن آذانها وقبل ان يفوت الوقت ، ويبدو ان الرسالة ذات مغزى ومعنى كبيرين ....لكن لمن وجه العدوان هذه الكلمات تحديداً..؟؟
دعوة العدوان جاءت في كلمة له على الفيسبوك بعد استقالته من الحكومة احتجاجا على إرسالها لمجلس النواب قوانين ضد الحريات الإعلامية.
وتاليا نص الرسالة:
اتوجه بالشكر والامتنان لجميع الاصدقاء، الذين اعرفهم والذين لم يسبق لي شرف الالتقاء بهم ، لمساندتهم ووقوفهم الى جانبي منذ اليوم الذي أعلنت فيه عن استقالتي من المنصب الوزاري في الثاني والعشرين من الشهر الماضي وحتى اعلان قبولها في الثاني من تموز الحالي . ولما اعربوا عنه من مشاعر صادقة واراء جريئة سواء بالمشاركة على صفحتي في الفيس بوك أو …بما نشر من مقالات وتعليقات في الصحافة ووسائل الاعلام . وهي جميعا تدفعني الى تسجيل هذه الملاحظات :
1- لقد افصحت هذه الاراء والمواقف بوضوح عن وطنية غير معهودة تجمع بين الحرص على الوطن والدولة وبين الاحساس العميق ، بل التعطش الى الحرية والعدالة والكرامة . اننا امام حالة غير مسبوقة من تشكل وعي مشترك يتقاسمه الأردنيون جميعا وهو الاصرار على عدم العودة الى ما قبل عام 2011 (عام الربيع العربي ) لا عودة الى أوضاع تنتمي لعصور غابرة يهمش فيها المواطنين وتهضم حقوقهم من قبل فئات ونخب تولد لديهم وعي ذاتي زائف بانها وحدها تحتكر السلطة والارادة الوطنية . وسواء عمت الاحتجاجات الكبيرة جميع الدول العربية او بعضها ، فان هناك مناخ كاسح يفرض على الجميع تغيير المسارات وتجهيز الاشرعة نحو رياح الحرية والديمقراطية واحترام كرامة الانسان العربي وعقله وحقوقه. لقد ثبت بما لا يقطعه أي شك بان الاستبداد والدول الأمنية تدفع دفعا بشعوبها الى ميادين الاحتجاجات العامة والثورات الكبرى واحيانا الفوضى والحروب الداخلية ، وبان شعارات الامن والاستقرار في ظل الدول الامنية لم تكن سوى (غيوم عابرة ) تخفي غليان البراكين وليس في مقدور أية دولة أو نظام بعد اليوم وفي ظل مناخ الربيع العربي ان يساوم ويراوغ أو يؤخر استحقاقات الحرية والكرامة .
2- اما الملاحظة الثانية ، ما يجعلني اتوقف امام عبارة سمعتها من عدد كبير ممن اتصلوا بي او زاروني خلال الأيام الماضية وهي (الحمدلله على السلامة ) وكأن خروجي من الحكومة يشبه خروج المريض من المستشفى بعد عملية جراحية خطيرة . لقد اعتقدت في البداية انها مسألة تتعلق بحالتي الشخصية فقط . لكني ومع تكرارها ، أرى فيها جزءا من ما اشرت اليه وهو : تشكل الوعي الجديد المشترك بين الأردنيين في هذه المرحلة التاريخية الخاصة . اجد فيها تعبيرا حاسما عن عدم الثقة بالحكومات ، وبمواقع العمل العام ، وهذا مؤشر خطير . لقد واجهت خلال وجودي في الحكومة دعوات تطالبني بالاستقالة كلما اتخذت او أعلنت عن موقف منحاز للحريات العامة وفي مقدمتها حرية الاعلام . وكنت أقف مستغربا امام هذه الظاهرة .
ففي دول العالم الديمقراطية يطالب الناس باستقالة الوزير الذي يظهر تقاعسا أو اخلال بواجباته . في بلدنا يفعلون العكس عندما يطالبون باستقالة الوزير الذي يعتقدون انه يقوم بواجبه .
لقد دمر الربيع العربي الثقة بالحكومة والانظمة وهي مسألة جوهرية في بقائها واستمرارها . حدث هذا في تونس ومصر وغيرهما . لأن الحكام تعاملوا مع مطالب شعوبهم ، واحيانا مع انينها وعذاباتها , بـ (اذن من طين وأخرى من عجين )وعندما نزع بن علي ومبارك الطين والعجين ، لكن بعد فوات الأوان ، صدرت العبارة الشهيرة عن حاكم تونس المخلوع (أنا الان فهمتكم ) .انصح ، وقبل ان يفوت الوقت ان تنزع الانظمة الطين عن آذانها وان تصغي وباحترام شديد لأصوات الوعي الجديد الهادر لشعوبها . وان لا تستخف بمطالب الحرية والعدالة . التي بدون تحقيقها يحدث طلاق بائن بين الشعوب والحكومات .
التاريخ : 2011/07/03
No comments:
Post a Comment