Monday 4 July 2011

تسوية الصفوف على الفقه الصومالي والاردني والطفيلي

تسوية الصفوف على الفقه الصومالي والاردني والطفيلي
بقلم :عبدالله الهريشات
        قد يبدو للقارئ الكريم من العنوان ان هناك دولة ثالثة اسمها الطفيلة وهناك طرفة تقول ان اهل الطفيلة بعثوا برقية الى الملك يهنئونه يوما بعيد الاستقلال تقول: ( نهنئكم من ارض وشعب الطفيلة الهاشمية الابية بعيد استقلال المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة ), وان دل هذا او لم يدل انها دولة اخرى منسية ولها دولة شقيقة ظالمة ناسية هو واقع الطفيلة الاليم الذي يحزن كل قلب وطني مخلص كريم والتي اصبحت كأنها ليست جزءا من هذا الوطن الكبير فارضها بور من بعد اخضرار وزهور, وانسانها اضحى منسيا مقهور من بعد سعادة وحبور, فالفقر لم يبق بيتا الا دخله لما طغى في المملكة الفساد والجور , والسٌنين والسنون احرقت فيها الاخضر واليابس واكلت اللحم و اذابت الشحم بل ودقت العظم ايضا , والطفيلة لا شاك ولا داع لها ولا باك عليها وعلى ما يمر بها وبانسانها الاصيل الوفي الكريم , فمصالح النفعيين الشخصية والفساد والفاسدين قد نال منها ايضا وممن يدًعون انهم لها ابناء , وكم من ولد عاق لوالديه , وكم من طامع بمنصب او بمال او بلعاعات هذه الدنيا باع من اجلها نفسه ودينه و امه واباه ووطنه, والطفيلة ليس لها الا الله ثم ملك البلاد فهي امانة في عنقه مثلها مثل باقي ربوع الوطن الحبيب.
 
        كُتب لي ان افتح مكتبا للاستشارات العقارية و الضريبية في شيكاغو وقدر الله لي ان اكون بين الجالية الصومالية فترة من الزمن , والصومال ارض الرجال , فهم نحاف طوال اشداء في النزال , ولكن عاث الغرب واذنابه بينهم و في ارضهم الفساد , وكان لهم مسجد يخطبون احيانا فيه بثلاث لغات . وكانوا عند الوقوف للصلاة وتسوية الصفوف يضعون اعقاب الاقدام على اعقابها فخط الصف عندهم خلف الاقدام , وكان قدمي لايجاري لاقدامهم طولا , فاجد نفسي اني قد تأخرت عن الصف قليلا وانني قد خالفت الفقه الاردني في تسوية الصفوف لاننا في الاردن نضع رؤوس الاصابع على رؤوس الاصابع وعلى الخط المرسوم لنا في مساجدنا الذي لا نتجاوزه امام الاقدام , اما في الطفيلة ففقه تسوية الصفوف لديهم هي وضع الكعاب على الكعاب , والكعب او الكعبين في الطفيلة اسمه (الرمانتين او رمانة القدم) والعلم عند الله ان فقه اهل الطفيلة هو الفقه الوسطي المنشود والراي السديد من بعد الاختلاف الشديد .

         هذا هو فقه تسوية الصفوف على المذاهب الثلاثة التي ذكرنا , اما فقهنا وفقه الحكومة وفقه الطفيلة ايضا وهو المذهب الرابع , هو ان نقف باقدام ثابتة على الحق , صفا واحدا كالبنيان المرصوص من اجل التغيير والاصلاح خلف ملك البلاد ومعه لمحاربة الفساد واهله ومحاسبتهم , ورد الحقوق الى اهلها سواء كانوا عبادا ام خزينة, لا يهم الكعاب على الكعاب , ولا الاعقاب على الاعقاب , ولا الاصابع على الاصابع وعلى الخط , ما يهمنا ان تكون الارواح بالارواح و القلوب على القلوب والايادي في الايادي من اجل الاردن وطن الامن والايمان .
 

عبدالله الهريشات

No comments:

Post a Comment