Saturday, 4 February 2012

مئات الشهداء والجرحى في مجزرة بعاصمة الثورة حمص ، والجيش الحر في حلب يتهم العالم بالتواطئ مع القاتل ويهدد بضرب أهداف للنظام في حلب، وناشطون سوريون يهاجمون سفارات النظام في العالم ، والبلطجية الروسية تتواصل في مجلس الأمن

2012/02/04
قصف على عاصمة الثورة حمص
سوريون نت ووكالات الأنباء :
استشهد 217 مدنيا على الاقل في قصف مدفعي شنته القوات السورية ليل الجمعة السبت على مدينة حمص وسط سوريا، في تصعيد خطير لاعمال القمع عشية جلسة لمجلس الامن الدولي ستشهد تصويتا على مشروع قرار يدين العنف في سوريا.وهدد الضابط عمار الواوي من الجيش السوري الحر في تصريحات للعربية بضرب أهداف للنظام في مدينة حلب واتهم المجتمع الدولي بالتواطئ مع القاتل .ورأى مراقبون أن التصعيد الخطير هذا جاء مع رخصة القتل الجديدة التي منحتها روسيا ومن المتوقع أن يمنجها المجتمع الدولي للقاتل، وكذلك بعد ما نقل وئام وهاب اللبناني عن بشار قوله إن مرحلة الحسم العسكري بدأت في سورية ، والذي يتوقع ارتفاع فاتورة الشهداء إلى المئات ..
وقد شن ناشطون سوريون هجومات على سفارات النظام السوري في القاهرة ولندن وأثينا والكويت وبرلين ..
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان 217 مدنيا قتلوا خلال قصف بقذائف الهاون ينفذه النظام السوري منذ مساء الجمعة على مدينة حمص، حيث سقط 138 قتيلا في حي الخالدية بينهم نساء واطفال، و79 اخرون سقطوا في احياء الانشاءات وباب الدريب وباب السباع وبابا عمرو والبياضة ومدخل جورة الشياح في حمص.
وادى القصف ايضا الى سقوط مئات الجرحى بحسب المرصد الذي تخوف من ارتفاع الحصيلة اكثر بسبب وجود عدد كبير من الاصابات الحرجة.
وناشد المرصد السوري لحقوق الانسان “ابناء الشعب السوري في مختلف المحافظات بالنزول الى شوارع المدن والقرى والانتفاض في وجه النظام الذي يرتكب مجزرة حقيقة الان في مدينة حمص”.
ووصف المرصد السوري لحقوق الانسان ما شهدته حمص ليل الجمعة السبت بانه “مجزرة حقيقية”، مناشدا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز “التدخل الفوري لدى النظام السوري من اجل وقف شلالات الدماء في سوريا”.
وعرضت القنوات الاخبارية العربية مشاهد لضحايا القصف في حي الخالدية بحمص تظهر جثث قتلى داخل منازلهم قضوا في الغارات التي تشنها القوات السورية على المدينة.
وفي تعليق له على التطورات الاخيرة في حمص، اعتبر برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد “كشف عن وجهه الحقيقي” من خلال “المجازر” التي ارتكبها في حمص.
وقال غليون في تصريحات لقناة العربية ان “نظام دمشق يعيش ساعاته الاخيرة امام ثورة الشعب”، معتبرا ان “لا وسيلة اخرى لوقف القتل سوى اسقاط النظام وازالته من الوجود”.
وحذر من انه “اذا لم يتحرك مجلس الامن سنشهد تصعيدا للعنف”.
ولاحقا، اعلن المرصد ان “شبانا غاضبين احرقوا مبنى السفارة السورية في القاهر ة بعد ان اطلق عناصر امن السفارة الرصاص الحي على سوريين تظاهروا احتجاجا على مجزرة حمص”.
في هذا الوقت، اعلن مصدر دبلوماسي في الامم المتحدة ان الدول الاعضاء ال15 في مجلس الامن الدولي سيجتمعون صباح السبت للتصويت على مشروع قرار يندد بالقمع في سوريا.
واوضح ان النص الذي سيتم التصويت عليه هو نفسه الذي ارسل الخميس الى عواصم الدول الاعضاء ويشير الى دعم المجلس لقرارات الجامعة العربية الصادرة في كانون الثاني/يناير لحل الازمة في سوريا، من دون الاتيان على ذكر تنحي الرئيس بشار الاسد بوضوح.
واعلنت البعثة الفرنسية في الامم المتحدة عبر صفحتها على موقع تويتر ان موعد الجلسة المخصصة للتصويت على القرار بشأن سوريا هو الساعة العاشرة من صباح السبت (15,00 تغ).
وفي وقت سابق الجمعة، قتل 35 شخصا في اعمال عنف في سوريا بينهم 16 مدنيا، فيما سارت تظاهرات في عدد من احياء دمشق وفي شتى انحاء البلاد في “جمعة عذرا حماة” بعد الدعوة التي وجهها ناشطون من اجل احياء الذكرى الثلاثين لمجازر حماة التي ارتكبها النظام السوري خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا في حصيلة جديدة مساء الجمعة ان 16 مدنيا قتلوا بينهم تسعة بمدينة داريا ومزرعة قرب بلدة رنكوس ومدينة دوما في ريف دمشق وثلاثة في حي المرجة بمدينة حلب، “اضافة الى شهيد في حي جنوب الملعب بحماة خلال اطلاق الرصاص على متظاهرين وشهيد بقرية بسامس خلال اقتحام قوات الامن للقرية”.
واضاف “كما استشهد طفلان اثر انفجار عبوة ناسفة امام المركز الثقافي في بلدة كفرتخاريم بمحافظة ادلب”.
كما تحدث المرصد ايضا عن “مقتل خمسة منشقين في ريف دمشق ومحافظة حمص”.
ولفت من جهة اخرى الى “مقتل 14 من الجيش النظامي السوري بينهم ضابط برتبة عقيد واخر برتبة نقيب خلال اشتباكات مع مجموعات منشقة في بلدات نوى وجاسم وكفرشمس بمحافظة درعا وبلدة القورية بمحافظة دير الزور ومحافظة حمص”.
وفي حصيلة اخرى، عثر في ادلب على جثة شخص كان قد اعتقل قبل ايام، بحسب المرصد، ومدينة الحولة في محافظة حمص على جثتي طبيب وابنه البالغ من العمر 15 عاما “بعد خطفهما امس”.
وتوفي في الرستن في حمص (وسط) شخص متاثرا بجروح اصيب بها الخميس. وسلمت جثة شخص آخر الى ذويه في مدينة حمص “بعد ان قضى داخل المعتقل”.
واكد المتحدث باسم “الجيش السوري الحر” الرائد المظلي ماهر النعيمي الجمعة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من تركيا ان الجيش النظامي السوري “في حال يرثى لها، وهو اقرب الى الانهيار”.
واكد ان “لم يعد اي مجند يلتحق بالخدمة العسكرية الالزامية. هذا مؤشر على الانهزام”.
وقال النعيمي ان “لدى الجيش امكانات عسكرية هائلة في ما يخص السلاح، لكن الارادة والجهوزية لدى الجنود غير موجودتين”، متحدثا عن “تململ كبير على مستوى القاعدة والضباط والعسكريين”.
وتحدث عن حصول “انشقاقات عديدة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في كل المحافظات الساخنة، بعضها على مستوى افراد وبعضها على مستوى مجموعات”، من دون ان يحدد عددا.
وافاد ناشطون الجمعة عن سلسلة تظاهرات في دمشق وعدد من المناطق.
وقال المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريف دمشق اسامة الشامي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “تظاهرات خرجت في عدد كبير من احياء العاصمة، احداها ضمت حوالى 1500 شخص في كفرسوسة، وتعرضت لاطلاق نار ولقمع من القوى الامنية المتواجدة بكثافة في كل انحاء العاصمة”.
وقال الشامي الموجود خارج سوريا والذي يقول انه يتلقى تقارير متواصلة من الناشطين على الارض عبر مواقع التواصل الالكترونية والهاتف “ان القوى الامنية تطوق كل المساجد في العاصمة ويعمل المتظاهرون على محاولة تضليل هذه القوى، فيخرجون من المسجد بعد الصلاة بشكل عادي ليتجمعوا في الحارات الصغيرة في احياء دمشق”.
وقال ان “تظاهرات طيارة” حصلت في احياء الميدان وكفرسوسة والمزة والعسالي والقدم، مشيرا الى ان القوى الامنية لاحقت المتظاهرين واعتقلت عددا منهم واطلقت النار عليهم.
ووزع ناشطون اشرطة فيديو على الانترنت لا يمكن التاكد من صدقيتها وبدا فيها عدد من المتظاهرين في حي العسالي، بحسب ما تقول اللافتات التي رفعوها. كما رفعت لافتة اخرى تدعو الى “الانضمام الى قائمة الشرف في الجيش الحر الحر الحر”.
ويشاهد متظاهرون في حي القدم في دمشق في شريط آخر يرفعون لافتة كتب عليها “بشار سياسة العقاب الجماعي لن تنفع هذه المرة”، واخرى كتب عليها “حافظ مات، حماة لم تمت، بشار سيموت، سورية لن تموت”.
وشملت التظاهرات بحسب لجان التنسيق السورية مناطق عدة بينها القامشلي (شمال) وحمص (وسط) وادلب (شمال غرب) وريف دمشق وريف حماة ودير الزور (شرق) واللاذقية على الساحل وحلب (شمال).
وكانت المعارضة السورية دعت الى التظاهر احياء لذكرى مجازر حماة العام 1982.
وعلى صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد” على موقع فيسبوك الالكتروني للتواصل الاجتماعي، كتب الناشطون في “جمعة عذرا حماة، سامحينا”، “حماة لن نخذلك بعد اليوم”.
ولم تتوقف التظاهرات والتعبئة الشعبية في عدد كبير من المناطق السورية، رغم حملة القمع المستمرة التي اسفرت حتى الآن عن مقتل ستة آلاف شخص على الاقل منذ منتصف آذار/مارس وفق منظمات حقوقية.
واكد تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” صدر الجمعة ان اطفالا يبلغون من العمر بالكاد 13 عاما تعرضوا للتعذيب على ايدي الجيش وقوات الامن في سوريا.
وقالت المنظمة غير الحكومية التي تنشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، ان “الجيش وضباط الامن لم يترددوا العام الماضي في توقيف اطفال وتعذيبهم”، موضحة انها “احصت 12 حالة على الاقل اعتقل فيها اطفال في ظروف غير انسانية وعذبوا او قتلوا بالرصاص في بيوتهم او في الشوارع”.
سياسيا، اعلنت موسكو الجمعة انها “لا تستطيع دعم مشروع القرار حول سوريا في صيغته الحالية”، مستبعدا حصول تصويت على مشروع القرار في الايام المقبلة.
في المقابل، اعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر الجمعة ان وزيرة الخارجية “هيلاري كلينتون و(نظيرها الروسي سيرغي) لافروف اجريا صباحا محادثة بناءة”، لافتا الى “انهما توافقا على ان يواصل فريقاهما في نيويورك العمل على مشروع قرار”.
واضاف تونر ان فريقي البلدين “يبذلان جهدا كبيرا للتوصل الى رد موحد لمجلس الامن” على العنف في سوريا، معتبرا ان مجرد استمرار المفاوضات هو امر “مشجع”.
وتحاول كلينتون منذ ايام عدة التواصل مع نظيرها الروسي الذي يزور استراليا. وقد تحادث الوزيران فيما كانت كلينتون متجهة الى المانيا.
وعارضت روسيا العضو الدائم في مجلس الامن والداعمة للنظام السوري حتى الآن كل مشاريع القرارات التي اعدتها دول غربية وعربية، رافضة فرض عقوبات على دمشق ودعوة الاسد الى التنحي.
وفي ميونيخ، دعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الجمعة كل الاطراف الى التوصل لموقف مشترك بهدف وقف “العنف والقمع في سوريا”.
وقال في مؤتمر صحافي قبيل افتتاح مؤتمر الامن في ميونيخ “على جميع من لا يزالون مترددين ان يدركوا ان هذا التردد لم يعد مقبولا بالنسبة الى من يتعرضون لهذا العنف وهذا القمع”.

No comments:

Post a Comment