الطفيله ولغز الجنوب .. سفيان المحيسن
التاريخ:13/9/2011 - الوقت: 11:59ص
تصدرت الطفيلة ومحافظات الجنوب مؤخرا عناوين عدد من مقالات كتاب الاعمدة واهتمامات العديد من المجالس ولعل ابرزها ما نقرأه مؤخرا عن حوار رؤوساء التحرير وبعض الكتاب الصحفيين على مائدة الملك خلال حفل افطار اواخر شهر رمضان ، كل ذلك في محاولة لتفسير اسباب تصدّر الجنوب حركات الاحتجاج الشعبي واستمرار الحراك في الطفيله كل جمعة منذ عدة اشهر دون انقطاع والتي يبدو اتفق على تسميتها ظاهرة او استعصاء او لغز الجنوب.
يرى هؤلاء الكتاب بأن سياسة الاقصاء والتهميش التي انتهجتها الحكومات تجاه محافظات الجنوب خلال السنوات الماضية وعدم العدالة في توزيع الموارد وما نجم عن ذلك من فقر وضعف في الخدمات الاساسية والبنية التحتية هي من اهم اسباب بروز مايسمى اليوم لغز الجنوب. بالمقابل يشعر أهل الجنوب بأن اللغز ليس في استمرار الحراك وانما في التساؤل عن اسباب انتهاج سياسة التهميش السياسي والحرمان الاقتصادي والاجتماعي على الرغم من أن مناطقهم تمتلك اهم موارد الاردن الطبيعية والتعدينية والمائية وتزخر بالكنوز التاريخية واهم المواقع السياحية والاثرية والاهم من ذلك أن أهل الجنوب مشهود لهم بالوطنية والشهامة والنخوة والاصالة والمقدامية اضافة الى الكفاءة والتمييز في الاداء.
وعلى الرغم من اقتراب الاعلاميين من نبض الشارع وهموم الناس الا أن طروحاتهم وتحليلاتهم تبقى في كثير من الاحيان في خانة الاجتهادات والنظريات والاكاديميات لذلك يكون الالتقاء مباشرة مع الشعب وممثلي الحراك الشعبي الحقيقيين والاستماع منهم لهمومهم وطروحاتهم يبقى الحل الانسب لمعالجة الاختلافات وتذليل العقبات وفك سر اللغز. على اي حال يجمع هؤلاء الاصحافيون أن خطة تنموية يمكن أن تساهم في تحسين الاحوال المعيشية في الجنوب ولكنها لن تكون كافية لفك لغز الجنوب، ربما لاعتقادهم بأن الناس لم تعد تثق بالخطط والبرامج والمبادرات التنموية في ظل ماتراه من نتائج على ارض الواقع لعدد من المبادرات والخطط التي شوهتها قصص الفساد وسوء الادارة فضلا عن أن من لم ينفذ وعوده السابقة المتكررة لهذه المحافظات من الصعب أن يصدّق بأنه سينفذ وعوده اللاحقة.
فالمسألة الان لم تعد قضية تلبية احتياجات وتنفيذ مشاريع فبعد كل هذا التهميش والتأخر في تنفيذ ماكان يتوجب على الحكومات انجازة كجزء اساسي من واجبها يكتشف اهل الجنوب بأن هناك من يزدهر ويثرى على حساب فقرهم وصبرهم وتدهور اوضاعهم الاجتماعية مما زاد من شعورهم بالسخط والظلم لدرجة لايمكن احتمالها خصوصا في ظل مشاهداتهم لحركات التحرر والمطالبة بالحقوق المصاحبة لفصل الربيع العربي الذي يحيط بنا. برغم أن بداية الحراك في الجنوب كان للمطالبة باحتياجات تنموية وقضايا صحية وتعليمية وخدماتية الا ان التعامل الخاطىء مع هذه المطالب واهلها رفع سقفها وادخلها حدودا غير مسبوقة وباتوا يطالبون باصلاح حقيقي لاتتكرر معه معاناتهم السابقة ويصرون في كل مطالبهم على محاسبة الفاسدين واستعادة ثروات الوطن التي نهبت.
واذ لانقلل من اهمية الخطة التنموية المفترضه فاننا نرى بأن أي خطة او مبادرة تنموية للجنوب لايمكن أن تؤتي اكلها ببث روح الامل ببعض الانتعاش في المحافظات الثلاث واعادة ثقة الناس بقررات الحكومة الا اذا تضمنت قرارات جريئة غير مألوفة سريعة التنفيذ والتطبيق وملموسة على ارض الواقع توثر بشكل مباشر في رفع مستوى المعيشة وزيادة الدخل ونقترح على سبيل المثال اتخاذ قرار فوري : 1) بنقل جمرك عمان (اليادودة) الى منطقة الحسا او جرف الدراويش على الخط الصحراوي وانشاء ميناء بري متكامل ومنطقة حره في الموقع ، 2) منح اهالي وسكان محافظات الجنوب حق التمتع بكامل الاعفاءات الجمركية والضريبية التي يتمتع بها سكان مناطق التجاره الحره كاهالي وسكان مدينة العقبة ، 3) اقتطاع نسبة من ارباح الشركات التعدينية في هذه المحافظات سنويا لصاح بلديات الجنوب للمباشرة بتأهيل مدن وقرى الجنوب بشبكات طرق تنظيمية وزراعية والتوسع فيها وتنفيذ مشاريع البنية التحتية وايصال الخدمات واقامة المرافق العامة اسوة بباقي مدن المملكة التي تنعم بهذه الخدمات والمرافق 4) انشاء صندوق للتعليم في كل محافظة لتغطية تكاليف التعليم الجامعي لابناء وبنات المحافظة من خلال قروض بلا فوائد تسدد بعد التخرج والانخراط في سوق العمل باقساط رمزية وان كان الاولى ان يكون التعليم مجاني . باختصار وبرغم حاجتهم لهذه المرافق فلا نعتقد بأن اقامة مركز شبابي او مركز حاسوب وانترنت او مدرسة ريادية او مشروع تطوير سياحي هي ما يبحث عنه اهل الجنوب وانما رفع الظلم والعدالة في توزيع مكتسبات التنمية وموارد الوطن معنويا وماديا بشكل يلمسوا اثاره كما لمسها آخرون.
يرى هؤلاء الكتاب بأن سياسة الاقصاء والتهميش التي انتهجتها الحكومات تجاه محافظات الجنوب خلال السنوات الماضية وعدم العدالة في توزيع الموارد وما نجم عن ذلك من فقر وضعف في الخدمات الاساسية والبنية التحتية هي من اهم اسباب بروز مايسمى اليوم لغز الجنوب. بالمقابل يشعر أهل الجنوب بأن اللغز ليس في استمرار الحراك وانما في التساؤل عن اسباب انتهاج سياسة التهميش السياسي والحرمان الاقتصادي والاجتماعي على الرغم من أن مناطقهم تمتلك اهم موارد الاردن الطبيعية والتعدينية والمائية وتزخر بالكنوز التاريخية واهم المواقع السياحية والاثرية والاهم من ذلك أن أهل الجنوب مشهود لهم بالوطنية والشهامة والنخوة والاصالة والمقدامية اضافة الى الكفاءة والتمييز في الاداء.
وعلى الرغم من اقتراب الاعلاميين من نبض الشارع وهموم الناس الا أن طروحاتهم وتحليلاتهم تبقى في كثير من الاحيان في خانة الاجتهادات والنظريات والاكاديميات لذلك يكون الالتقاء مباشرة مع الشعب وممثلي الحراك الشعبي الحقيقيين والاستماع منهم لهمومهم وطروحاتهم يبقى الحل الانسب لمعالجة الاختلافات وتذليل العقبات وفك سر اللغز. على اي حال يجمع هؤلاء الاصحافيون أن خطة تنموية يمكن أن تساهم في تحسين الاحوال المعيشية في الجنوب ولكنها لن تكون كافية لفك لغز الجنوب، ربما لاعتقادهم بأن الناس لم تعد تثق بالخطط والبرامج والمبادرات التنموية في ظل ماتراه من نتائج على ارض الواقع لعدد من المبادرات والخطط التي شوهتها قصص الفساد وسوء الادارة فضلا عن أن من لم ينفذ وعوده السابقة المتكررة لهذه المحافظات من الصعب أن يصدّق بأنه سينفذ وعوده اللاحقة.
فالمسألة الان لم تعد قضية تلبية احتياجات وتنفيذ مشاريع فبعد كل هذا التهميش والتأخر في تنفيذ ماكان يتوجب على الحكومات انجازة كجزء اساسي من واجبها يكتشف اهل الجنوب بأن هناك من يزدهر ويثرى على حساب فقرهم وصبرهم وتدهور اوضاعهم الاجتماعية مما زاد من شعورهم بالسخط والظلم لدرجة لايمكن احتمالها خصوصا في ظل مشاهداتهم لحركات التحرر والمطالبة بالحقوق المصاحبة لفصل الربيع العربي الذي يحيط بنا. برغم أن بداية الحراك في الجنوب كان للمطالبة باحتياجات تنموية وقضايا صحية وتعليمية وخدماتية الا ان التعامل الخاطىء مع هذه المطالب واهلها رفع سقفها وادخلها حدودا غير مسبوقة وباتوا يطالبون باصلاح حقيقي لاتتكرر معه معاناتهم السابقة ويصرون في كل مطالبهم على محاسبة الفاسدين واستعادة ثروات الوطن التي نهبت.
واذ لانقلل من اهمية الخطة التنموية المفترضه فاننا نرى بأن أي خطة او مبادرة تنموية للجنوب لايمكن أن تؤتي اكلها ببث روح الامل ببعض الانتعاش في المحافظات الثلاث واعادة ثقة الناس بقررات الحكومة الا اذا تضمنت قرارات جريئة غير مألوفة سريعة التنفيذ والتطبيق وملموسة على ارض الواقع توثر بشكل مباشر في رفع مستوى المعيشة وزيادة الدخل ونقترح على سبيل المثال اتخاذ قرار فوري : 1) بنقل جمرك عمان (اليادودة) الى منطقة الحسا او جرف الدراويش على الخط الصحراوي وانشاء ميناء بري متكامل ومنطقة حره في الموقع ، 2) منح اهالي وسكان محافظات الجنوب حق التمتع بكامل الاعفاءات الجمركية والضريبية التي يتمتع بها سكان مناطق التجاره الحره كاهالي وسكان مدينة العقبة ، 3) اقتطاع نسبة من ارباح الشركات التعدينية في هذه المحافظات سنويا لصاح بلديات الجنوب للمباشرة بتأهيل مدن وقرى الجنوب بشبكات طرق تنظيمية وزراعية والتوسع فيها وتنفيذ مشاريع البنية التحتية وايصال الخدمات واقامة المرافق العامة اسوة بباقي مدن المملكة التي تنعم بهذه الخدمات والمرافق 4) انشاء صندوق للتعليم في كل محافظة لتغطية تكاليف التعليم الجامعي لابناء وبنات المحافظة من خلال قروض بلا فوائد تسدد بعد التخرج والانخراط في سوق العمل باقساط رمزية وان كان الاولى ان يكون التعليم مجاني . باختصار وبرغم حاجتهم لهذه المرافق فلا نعتقد بأن اقامة مركز شبابي او مركز حاسوب وانترنت او مدرسة ريادية او مشروع تطوير سياحي هي ما يبحث عنه اهل الجنوب وانما رفع الظلم والعدالة في توزيع مكتسبات التنمية وموارد الوطن معنويا وماديا بشكل يلمسوا اثاره كما لمسها آخرون.
(البوصلة)
ة / 3 / د
No comments:
Post a Comment