Sunday 4 September 2011

غزوة عريب .. لا سرت صديقاً ولا أغاظت عدواً

فايز الفايز يكتب : غزوة عريب .. لا سرت صديقاً ولا أغاظت عدواً
2011-09-04
فايز الفايز يكتب : غزوة عريب .. لا سرت صديقاً ولا أغاظت عدواً 
كان حرّيا بصحيفة نحب ونحترم أن لا تسمح بأن يفحّ الكاتب الرنتاوي مقالته "الفتنة" ، الذي " ضمنها " رماح تقطر حقدا وحسدا و" ثأرا " غير مبرر على فئة من الشعب الأردني هي الأولى بالشكر والتقدير.

ثم أن الأيام كادت أن تنهي ذيول "غزوة عريب" الفاشلة التي تبغي ضرب الصف وتزرع الفرقة ، وكادت أن تفرق حشود "أحزاب الخندق" الداخلية والخارجية التي حاولت أن تدعم وتبرر موقف الرنتاوي ، محاولين تغليف مواقفهم الخاطئة بورق الإضطراب الرؤوي بناء على المصالح الشخصية ، وهؤلاء من يروجون أنفسهم كسياسيين ، وليس لهم من السياسة حظ ولا نصيب ، ولا لفلسطين نصيب فيهم ، ولا للأردن حظ بهم ، فهم يبحثون عن الخلافات السياسية ، لأنها بيئة خصبة تنمو فيها أشجار مصالحهم ومصادر تمويلهم المالي ، والمالي فقط ،ولكل هؤلاء أهديهم الصورة المرفقة ، فهي للشريفات الماجدات اللاتي كن يحاولن الدخول عنوة الى المسجد الأقصى لصلاة الجمعة اليتيمة في رمضان ، فتفكروا فيها يا معشر الذكور.

كان على الصحيفة أن تقارن مجرد مقارنه بين كاتب له الباع الطولى في الأجندات الأمريكية ومراكز التمويل المساندة للصهيونية ، وبين الأردني الشهم أبن القدس الشريف والعائلة الطيبة الزميل ماهر أبو طير مثلا وهو الذي لو شتّم لعرفنا أنه شتم لفرط غضبه للوطن وأبناء هذا الوطن من مختلف مشاربهم ، ولهذه المقارنة مقاربة مع العديد من الأسماء المحترمة ، التي وإن إختلفت رؤاها لا تختلف نواياها.

لقد اضطرتنا أعادة فتح ملف مقالة الرنتاوي الصابئة حين نشر مقالته الإعتذارية الجلّفّة السبت الى دائرة الجهالة ، وهنا سنجهل فوق جهل الجاهلين ، بإرادتنا ، ليفهم الناس وجميع الناس أن الله أخبرنا في محكم التنزيل أن هناك شياطين من البشر توسوس بالشرّ ، وتقتل المودة والوحدة بين الناس ، فقال الله تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون } ، صدق الله العظيم.

ما جرى على قلم الرنتاوي وعلى قلبه ولسانه أيضا ليس بسابقة ، بل هي حلقة متصلة في تقيؤات مريضة اعتدنا عليها من عدد من مدعي السياسة والكتاب والمراسلين للصحافة العربية والأجنبية كما هو حال سليمان الخالدي مراسل وكالة "رويترز" ، ومضر زهران ولبيب قمحاوي ، كما أننا اعتدنا على تحليلات وأخبار سياسية موبوءة ومشبوهة وبوهيمية تعكس صورة أولئك القلّة الذين يحاولون إلصاق أنفسهم بفلسطين وهي منهم برّاء ، وبالهوية " الأردسطينية " وهم لها الداء .

وهنا على الأجيال الصاعدة أن تتجاوز " برتوكولات " الرنتاوي وأمثاله ، ممن لا تزال أفعالهم تدل على أفعاهم ، يتحدثون عن الإصلاح وهم أبعد ما يكونون عن الصلاح حتى ، وكل ما هنالك أنهم يمتلكون دكاكين دراسات سياسية تدر عليهم مئات الآلاف من الدنانير سنويا ، ممولة من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ، وأي إنسان بسيط أصبح يعلم الجهات والأهداف من تمويل تلك المراكز ، وجماعتنا يعتبرون المصطلحات والجمل والبيانات المليئة بكلمات مثل الإصلاح السياسي ، والدولة المدنية ، وحق الفرد ، والحرية الفكرية ، والمحاصصة السياسية ، والحوار كمبدأ للعلاقة الثنائية بين أي متخالفين ، يعتبرونها مفاتيحا لجلب أكبر المنافع ، وهم لا يبحثون البتّة عما يخدم الأردن أو الأردنيين من أصول فلسطينية ، فالقضية بالنسبة لهم ، أسهم وسندات في بورصة السياسة ، وإلا فمن يريد الدفاع عن القضية الفلسطينية ، عليه أن يحشد تعاطفا كبيرا لا أن ينفرّ الناس منه ومنها ، وعليه أن يؤكد على حقنا جميعا في فلسطين والقدس الشريف ، ولكن العدو صاحب حظ بأن أزلاما منا يتتفقون معه هدفه.

لذلك لا نستغرب ، ولن نستغرب أن تستمر " الطلة المشئومة " من هذه الزمرة علينا نحن المتوحدون في همنا ، نحن الذين نملك في فلسطين أكثر ما يملك الرنتاوي ومن هم على شاكلته في فلسطين ، فنحن نملك دماء روت الثرى الطاهر هناك ، ورفاتا واراها الثرى الطيب ، وحكايات لا تزال خالدة خلود أسماء أصحابها ، ونمتلك في الأردن أهلا لنا وأخوان تربينا معهم وتشاركنا الأحلام الجميلة كما تشاركنا خيبات الآمال ، تصاهرنا ، تشاركنا ، نحبهم ويحبوننا ، ولا نسمح لكاتب مأفون أو عصابة قذرة أن تخلخل أعمدة هذا البيت الأردني الذي بنيناه نحن أبناء العشائر والعائلات في كل بقاع الأردن ، رغم حسد وتآمر الجيران والأخوان ، بالمحبة والتسامح والإحترام والخجل ، ذلك الخجل الذي جعل من الصراصير ، مصدر إزعاج لجميع فئات الشعب ، وهي تصّر لتملأ السكون إزعاجا ، رغم أنها لا تحتمل " فركة كعب " ، ولكن حائط الدولة الأردنية أصبح واط جدا.

أما الإصلاح الذي يتحدث عنه الرنتاوي وشرذمته ، ثم يبكي عليه لأن فئة ما ممن تنادي به ، تريده لنفسها دون غيرها ، فالإصلاح ليس إنثى لا ينام في فراشها سوى رجل واحد ، الإصلاح شمس حين تشرق تشرق على جندي يقف على حدود الوطن حارسا له ، وعلى عامل يحمل بيده مكنسة لينظف قاذورات المواطن الذي لا يتحمل مسئولية نظافة شارعه ، كما تشرق على الرنتاوي وهو يحلم بجزيرة سياسية ليس فيها أي أردني يخالفه الرأي ، شواطئها مزروعة بالأشجار المليئة " بالملابس السياسية الداخلية " ليس للثوب العربي السياسي الساتر لنا جميعا محل فيها ، فالإصلاح الشامل والكامل ، يعني العودة الى أساسيات الحكم الديمقراطي الذي تأسست عليه الدولة ، لا ما اصطلحت عليه حكومات وأجهزة البيزنس.

انه وأمثاله يتحدثون عن الريعية في نظام الدولة والرعية ، وكأن دولتنا تنام على بحر من النفط ، فليجبني أحد : هل الدولة الأردنية راعية أم مرعيّة ؟ الم تزل المساعدات المالية والنفطية والعسكرية تتقاطر قوافلها على الدولة من الخارج ؟ أليس مقال بل مقالات عريب الرنتاوي طيلة سنين طويلة على فراغها وعدم تسويقها بين القرّاء مدفوعة الأجر من صحيفة تمتلكها الدولة ؟ الم يقدم برنامجا في التلفزيون الأردني مدفوعا الأجر من خزينة الدولة ، ألم يكن عضوا في مجلس إدارة التلفزيون ، وفي المجلس الأعلى للإعلام ، وفي الهيئة الملكية الأردن أولا ؟ ... فمن هو المستفيد من نظام الرعاية والعطايا ، يا بصّاقّة القصّعة ؟.

أما فيما يتعلق بحراك الإصلاح والتعديلات الخجلة على الدستور ، فليثق الجميع لو أن كل الحركات السياسية أو من يدعيها ، لو ملأت شوارع العاصمة لما تغير شيء أبدا ، ومن قام بالحث على التغيير وغيرّ في المعادلة هم أبناء المحافظات ، وهم مخزون الدولة وحماة الوطن والمقدسات ، حين ينام أبناء الصالونات وورشات العمل والندوات السياسية ثملون ينتظرون موعد تسديد الفواتير.

عجيب أمر هؤلاء البشر ، فالإنسان يحسن الى قطّ مرة ، فلا يفارق القط البيت ولا يحول عنه ، حتى إذا ما وجد حية ما قرب البيت أو داخله ، فهو يهرّ عليها ، ولا يتركها قبل أن يخلص البيت وأهله منها ، ولكن يبدو أن هناك هررة سمنت وتحولت الى ثعابين ، أسهل ما عندها أن تفح على أهل البيت الكرام ، وتعض أي يد أو قدم تنالها ، ولكن الثعابين البشرية المنسلّة ، ليتها تلدغ الإنسان ، ولكنها تعض الفكر الوطني وتهلكة بسمها ، وهذا يحدث دائما ، مع فئة قليلة ، وشرذمة لا نضعهم في الميزان الوطني ، لا الوطني الفلسطيني أولا ، ولا الوطني الأردني ثانيا ، إذا كيف نضعهم في الميزان الوطني العروبي ؟؟!!

إن رئاسة تحرير صحيفة غدت غير مختلفة عن رئاسة تحرير الأرض والإنسان التي تبنتها منظمة عريب الرنتاوي وأعضاء طاولة الليل ، ثم لا تحررت أرض ولا قامت دولة ، ولا عاد اللاجئون ، ولا نذر الرنتاوي والخالدي وزهران نفسيهما لخدمة أبناء المخيمات مثلا وهم الذين يرزحون تحت وطأة الفقر والفاقة والحاجة والتفرقة ، تركهم الآباء على أمل العودة ، والعودة أصبح لها أعداء يكتبون في الصحافة الأردنية أيضا ، لتلتقي غايات أبناء صهيون مع أبناء المليون ، مع رؤية النظام السياسي برمته.

كلمة يجب أن لا ينساها أحد : لولا العشائر الأردنية وأبناءها الفرسان والعسكر ، لكان النظام فيها سوريا ، أو سعوديا ، أو جمهوريا شموليا ، وحينها لعرفنا كيف هي العلاقة بين الشعبين الشقيقين حينها ، وكيف لأي كاتب أشرّ صنعه النظام والدوائر أن يستطيع فتح فمه متثائبا في حضرة الدولة ؟

قال معاوية بن أبي سفيان : أستطيع أن أرضي الناس جميعهم ، إلا حاسد النعمة ، فإنه لا يرضيه إلا زوالها .

دمتم وسلمتم .

Royal430@hotmail.com
www.facebook.com \fayez kh alfayez


No comments:

Post a Comment