فَتَحَ اللهُ عَلَيْكَ يَا بُنَيَّ...!! .. م.محمد ابو رياش

فَتَحَ اللهُ عَلَيْكَ يَا بُنَيَّ...!! .. م.محمد ابو رياش

, في 25-11-2013 12:56

بهذه الكلمات  الطيبات و بصوته الهادىء الرزين العميق اجابني الشهيد الدكتور العالم العامل الرباني ابو محمد عبد الله عزام  رحمه الله تعالى لدى اجابتي  له على سؤال سأله لطلبة مستوى الثقافة الاسلامية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1981 ..!!
كنا شبابا يافعين ممتلئين حيوية ونشاطا لا نعلم او نسمع  بمحاضرة فكرية او ثقافية الا ونهرع اليها نعب وننهل منها  غذاء لفكرنا ولعقولنا وتأسيسا لثقافتنا ومستقبل ايامنا ..!!
في اواخر السبعينات  وتحديدا عام 1976 كانت هناك محاضرة ثقافية فكرية في نادي اليرموك الرياضي الثقافي الاجتماعي في مقره القديم في جبل عمان قريبا من شارع الامير محمد (شارع السلط سابقا) وكان أساطين هذه المحاضرة الثلاثة الكبار شاعر الاقصى المرحوم معالي الاستاذ يوسف العظم  رحمه الله تعالى والشهيد الدكتور عبد الله عزام  رحمه الله تعالى والدكتور احمد نوفل اطال الله في عمره في الصالحات..!!
كانت هذه المحاضرة حول الفكر الاسلامي واباطيل الفكر الماركسي بداية معرفتي بالشيخ المجاهد العالم الرباني الدكتور عبد الله عزام حيث وجدت فيه رصانة فكر وعمق تحليل واستشرافا صادقا وسمتا ايمانيا يجعلك تخشع للقول وتشرئب عنقك للقائل...!!
وفي صيف عام 1977 التقيت بالدكتور الشيخ الشهيد في غابات دبين وهو يحمل على ظهره امتعته الشخصية يلبس الفوتيك ممشوق القوام منشدا ومغردا باناشيد الغزة والكرامة كانشودة هو الحق يحشد اجناده وانشودة الكفاح لسيد قطب عليهما رحمة الله تعالى ..!! فعرفت حينها ان الشيخ الجليل يتطلع للاعالي وان همته همة الملوك ونفسه نفس حر ترى المذلة كفرا..!!
أحببتُ الشيخ وتمثلته فكرا وثقافة اذ كان يحضنا – نحن طلابه الجامعين – على القراءة والتنقيب في بطون الكتب عن معالي الامور وشوارد الحكم واطايب الكلم ..!!
حتى سنحت لي الفرصة بان رزقني الله عزوجل ابنا اسميته عزاما وكنيته بابي عبد الله كي يكون على خطى هذا الشيخ الجليل الذي تاتينا ذكرى استشهاده مجاهدا رافضا للظلم والطغيان وصادعا بكلمة الحق لا يجابي قيها احدا والتي دفع ثمنها فصله من الجامعة الاردنية ومن ثم جامعة الملك عبد العزيز عدا عن منعه من الخطابة والتدريس  وذلك استشعارا لخطر واهمية ما يدعو اليه من بناء جيل ايماني فريد..!!
رحمك الله يا شيخ المجاهدين وألحقك بنبيك وقدوتك صلى الله عليه وسلم وعسى ان يجمعنا الله بك في عليين في جنات ونهر  في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اؤلئك رفيقا ..!!
(البوصلة)