Monday, 25 November 2013

الخوالدة ضحية إهمال اتحاد الكرة

الراحل قصي الخوالدة
جراسا نيوز -
جراسا -
 خاص - كتب : أشرف علي - لا شك أن وفاة لاعب الفيصلي قصي الخوالدة اثر حادثة 'بلع اللسان' خلال مباراة لفريقه بدوري سن 20، هي قضاء وقدر، ونحن نؤمن بذلك إيماناً عقائدياً راسخاً، فإذا جاء الأجل لن يتأخر لحظة أو يتقدم. لكن وفاته بهذه الطريقة تفتح باب التساؤلات، وخصوصاً فيما يتعلق بجانب الأخذ بالأسباب، والاستعداد اللازم لكافة الحالات الطارئة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار طالما أننا نتحدث عن لعبة كرة قدم وهي لعبة خشنة وإمكانية تعرض أي لاعب في المباراة لاصابات خطيرة أمر وارد بقوة سواء في هذه المباراة أو في أي مباراة كرة قدم.
وبما أن اتحاد الكرة هو المسؤول الأول والأخير عن تنظيم مباريات مسابقاته، ويندرج تحت ذلك الاستعداد الجيد لكل مباراة سواء من الناحية الأمنية أو الطبية أو غير ذلك، فإن الاتحاد يقع على عاتقه مسؤولية حماية اللاعبين من أي خطر يهدد سلامتهم، فسلامة اللاعبين يجب أن تكون أولى أولوياته.
ومما لا شك فيه أن اتحاد الكرة يولي هذه المسألة أدنى اهتماماته، بل وبكل أسف لا يولي هذا الأمر أي اهتمام يذكر.
وإن كنا نتحدث عن واقع أليم وإصابة شاب في مقتبل العمر دون أن يتلقى أي علاج يذكر، لأنه ببساطة لا توجد سيارة اسعاف أو حتى طبيب، فما أن وصلت سيارة الاسعاف حتى فارق الخوالدة الحياة، فإن هذا الاستهتار الكبير في أرواح البشر لا يمكن لنا ولا بأي شكل من الأشكال أن نعتبره قضاء وقدر، فعلى الاتحاد أن يقوم بتجهيز الملعب بكافة الامور المتعلقة بالسلامة قبل أن نسلم بعد ذلك بالقضاء والقدر، فأين مبدأ الأخذ بالأسباب يا اتحاد الكرة الذي كرست كل جهودك لجمع الأموال لمنتخبنا الوطني، وتناسيت فئاتنا السنية التي هي مستقبل كرتنا ومستقبل منتخبنا.!.
لنتذكر معاً حادثة حصلت قبل سنوات قليلة، اذ تهجم أهالي منطقة الهاشمي الشمالي على لاعبي فريق الجزيرة 'الشباب' في ملعب الهاشمي حيث كانوا يتدربون، وانهالوا عليهم بالضرب وأصيب وقتها عدد كبير من اللاعبين بحجة أنهم يزعجون أهالي الحي، تلك الحادثة التي مرت مرور الكرام كشفت أيضاً بأن اتحاد الكرة لا يقوم بدوره بالتنسيق مع الأمن لحماية الملاعب واللاعبين أينما وجدوا، فلا ينسق الاتحاد مع الأمن لحماية اللاعبين، ولا ينسق أيضاً مع الدفاع المدني لتأمين سلامتهم، فأي اتحاد هذا لا يعتني بقاعدته، وكل ما نسمعه ونقرأه حول هذا الاهتمام ما هو إلا حبر على ورق.
وحتى لا يظن أحد أني أتجنى على الاتحاد، فأنا أتحدى أن يقوم الأخير بتوضيح أي حادثة بشكل رسمي، أو تشكيل لجنة للتحقيق، أو أن يقوم أي مسؤول في الاتحاد بتحمل المسؤولية واعلانها على الملأ، أو حتى أن يقوم بتقديم استقالته احتراماً لروح أزهقت.
ولا أذكر أبداً خلال حضوري لبعض مباريات الفئات السنية الرسمية أنني شاهدت قوات للدرك متواجدة في الملعب، وهذا الأمر يتحمله الاتحاد بكل تأكيد فهو الذي يقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية لتأمين اللعبة، ولا أذكر أنني شاهدت سيارة الاسعاف إلا في مباريات الأندية المحترفة، وهذا أيضاً من مسؤولية الاتحاد.
وبما أنني ذكرت الأندية المحترفة فمن الضروري بمكان أن أعرج على بعض مشكلاتها التي تعاني هي الآخرى من إهمال حتى وإن كان بنسبة أقل، فلنتذكر لاعب الفيصلي حسونة الشيخ الذي أصيب بنفس اصابة الخوالدة في مباراة ضمن دوري المحترفين أمام الرمثا على ملعب الأمير هاشم الموسم الماضي، لكن لحسن حظ اللاعب وجد من يعالجه ليخرج من بين المدرجات طبيب كان من بين الحضور، عالج الشيخ وانتهى الأمر بسلام، إلا أن هذا يجب أن يكون عبرة لنا في المستقبل لا أن يمر مرور الكرام، ليحصل ما حصل أمس الأحد بوفاة لاعب.
وقصة الشيخ هذه توضح لنا حقائق مهمة أيضاً، إذ أن سيارة الاسعاف لوحدها ليست الحل، فيجب أن يتوفر في كل ملعب عند إقامة أي مباراة طبيب مختص يستطيع أن يتعامل مع الحالات الحرجة والخطيرة بشكل صحيح، فالمعالج في كثير من الاحيان لا يستطيع أن يقدم للاعب سوى بعض الكمادات والمخدر وما شابه ذلك، فما المانع من وجود فريق طبي في كل مباراة للحفاظ على سلامة اللاعبين، سواء كان هذا الفريق تابع للاتحاد أو تابع للأندية، أو أن يقوم الاتحاد بإجبار الأندية على التعاقد مع أطباء.
واقتبس من تساؤل والد فقيدنا الشاب الخوالدة 'بدكم توصلوا كأس العالم واللاعب بموت وما في سيارة اسعاف تنقله ؟؟'.
على اتحاد الكرة اعادة حساباته في الوقت المناسب لئلا نفقد لاعباً آخر لا قدر الله نتيجة إهمال من حملوا مسؤولية الرياضة في الاردن، والله من وراء القصد.

No comments:

Post a Comment