عبد الله عزام...اذا كانت النفوس كبارا
كاظم عايش
قبل استشهاده بيوم كان يحاول جاهدا أن يجمع صفوف المجاهدين , وأن يصلح
بينهم , لأنه كان يعلم أن النصر لن يحرزه مختلفون متفرقون , وهذا كان حال
فصائل الجهاد الافغاني , بعد أن دخل عليهم الف ناصح والف ممول ومتبرع ,
والكل يريدهم أن يكونوا كما يريد , سمعت سياف مرة وهو يتحدث بمرارة ويقول :
كنا في عافية قبل أن تأتي الينا أموال العرب , وكل واحد يأتي الينا يبدأ
في نصحنا وإرشادنا, كنا نرى الكرامات تباعا قبل أن تصلنا الاموال , وبعد ما
بدأت هذه الاموال تتدفق علينا , لم نعد نرى شيئا من هذه الكرامات.
عزام كان يعرف الكثير عن مشاكل الجهاد الافغاني , ولكنه كان يحذر كل من يعمل مع المجاهدين من اشاعة اخبار الخلاف وما شابهه حتى لا ينفض الناس عن دعمه, كان يحمل هما ومشروعا يريد له ان ينجح ويصل الى نهايته , كان يحترق في داخله لما آل اليه الوضع , ولكنه لم ييأس ولم يتوقف عن الحض والتحريض على الجهاد , ولم يتوقف عن النصح والتعليم والتوجيه على مدار الايام , ولم يتوقف عن التحذير من الخلاف ومآلاته الخطيرة , كان يشيع الايجابيات , ويتجاوز عن السلبيات , رغم أن الكثيرين كانوا يطالبونه ببيان كل الحقيقة والواقع , ولكنه لم يلتفت اليهم ولم يطاوعهم فيما ذهبوا اليه .
وحده المجاهد , صاحب المشروع , الحريص على الانجاز هو الذي يحرص على وحدة الصف وتقارب الاراء وتآلف الارواح , أما الحريصين على المواقع والادوار فلا يهمهم سوى الانتصار لآرائهم , والتمكين لأنفسهم وأتباعهم , مهما كانت النتائج , حتى لو انشطر الجسم , وانقسم الصف , فهم يحملون مقولة أن الجماعة والانتصار انما تكون مع صاحب الحق الواضح والفكر الصواب , ومع الاكثرية , ولو كانت النصف زائد واحد .
وحده الصادق , صاحب الدين , المخلص لجماعته وفكرته , هو الذي يحرص على سلامة صدور اخوانه ونفوس مخالفيه في الرأي , فلا يغتال شخوصهم , ولا ينتقص من قدرهم , ولا يغمطهم ,ولا يغمض العين عن فضلهم ومكانتهم , عداعن أن يهملهم ويتجاوزهم و يتجاهل مكانتهم , هكذا كان عبد الله عزام , اذا خالف أحدا في الرأي أكثر من الثناء عليه بما يعرفه من أخلاقه وفضائله حتى لا يبقي في نفسه شيء من الضغينه , ولقد رأيته يتعمد تقبيل يد المراقب العام أمام الناس بعدما أشيع أن بينهما خلاف وصلت أخباره اليهم.
كان يعذر مخالفيه ويصف موقفهم بأنه إجتهاد يؤجرون عليه , وإن كانوا جانبوا الصواب , ولا يثرب على أحد و لايتجاوز حدود الادب في المخالفة .وكام يمازحهم اذا شعر انهم غضبوامنه , كان يسترضيهم , كان يتمثل قول الله تعالى (اذلة على المؤمنين).
لايقدر على هذه الاخلاق الا صاحب دين , متصل بالله شديد الخوف من مولاه , كان يعينه على ذلك طاعات كثيرة , من صلاة ليل وصيام نهار وغض بصر , وصلة بالقرآن وأعمال صالحة لا يقدر عليها سوى من تعلق قلبه بالآخرة, وايقن بوعد الله , كان استاذنا وشيخنا من هؤلاء القلة الذين لم تلههم الدنيا عن الآخرة , ولم تعظم في نفوسهم ولم تبعدهم عن جليل الاعمال وجميل الخصال.
كان مؤمنا عظيم الايمان , كان يعظم كلام الله وشعائر الله , ويتمسك بسنن الهدى , لا يبالي بلوم لائم , ولا يحفل برأي يخالف معتقدا ثابتا عنده بالدليل,لم يكن يخشى أحدا , وكان يهابه الناس ويحترمونه ويحبونه , القى عليه مولاه ودا وحببه الى الخلق وحبب الخلق اليه.
كان يقضي جل وقته معنا , نحن البسطاء المغمورين , يوصينا ويوجهنا بالقول والعمل , يكلمنا وهو يشفق علينا , وينصحنا وهو مغمض عينيه يبحث عن افضل الكلام واكثره تفصيلا واعمقه تأثيرا , كأنه ينتزعه من أعماق قلبه , لا اذكر انني مرة لقيته وجلست اليه الا زال همي وحزني , وبدأت من جديد بعزيمة متجددة , وهمة عالية , كان ربانيا حقيقيا , وحين فقدناه لم نجد منه عوضا.
عزام كان يعرف الكثير عن مشاكل الجهاد الافغاني , ولكنه كان يحذر كل من يعمل مع المجاهدين من اشاعة اخبار الخلاف وما شابهه حتى لا ينفض الناس عن دعمه, كان يحمل هما ومشروعا يريد له ان ينجح ويصل الى نهايته , كان يحترق في داخله لما آل اليه الوضع , ولكنه لم ييأس ولم يتوقف عن الحض والتحريض على الجهاد , ولم يتوقف عن النصح والتعليم والتوجيه على مدار الايام , ولم يتوقف عن التحذير من الخلاف ومآلاته الخطيرة , كان يشيع الايجابيات , ويتجاوز عن السلبيات , رغم أن الكثيرين كانوا يطالبونه ببيان كل الحقيقة والواقع , ولكنه لم يلتفت اليهم ولم يطاوعهم فيما ذهبوا اليه .
وحده المجاهد , صاحب المشروع , الحريص على الانجاز هو الذي يحرص على وحدة الصف وتقارب الاراء وتآلف الارواح , أما الحريصين على المواقع والادوار فلا يهمهم سوى الانتصار لآرائهم , والتمكين لأنفسهم وأتباعهم , مهما كانت النتائج , حتى لو انشطر الجسم , وانقسم الصف , فهم يحملون مقولة أن الجماعة والانتصار انما تكون مع صاحب الحق الواضح والفكر الصواب , ومع الاكثرية , ولو كانت النصف زائد واحد .
وحده الصادق , صاحب الدين , المخلص لجماعته وفكرته , هو الذي يحرص على سلامة صدور اخوانه ونفوس مخالفيه في الرأي , فلا يغتال شخوصهم , ولا ينتقص من قدرهم , ولا يغمطهم ,ولا يغمض العين عن فضلهم ومكانتهم , عداعن أن يهملهم ويتجاوزهم و يتجاهل مكانتهم , هكذا كان عبد الله عزام , اذا خالف أحدا في الرأي أكثر من الثناء عليه بما يعرفه من أخلاقه وفضائله حتى لا يبقي في نفسه شيء من الضغينه , ولقد رأيته يتعمد تقبيل يد المراقب العام أمام الناس بعدما أشيع أن بينهما خلاف وصلت أخباره اليهم.
كان يعذر مخالفيه ويصف موقفهم بأنه إجتهاد يؤجرون عليه , وإن كانوا جانبوا الصواب , ولا يثرب على أحد و لايتجاوز حدود الادب في المخالفة .وكام يمازحهم اذا شعر انهم غضبوامنه , كان يسترضيهم , كان يتمثل قول الله تعالى (اذلة على المؤمنين).
لايقدر على هذه الاخلاق الا صاحب دين , متصل بالله شديد الخوف من مولاه , كان يعينه على ذلك طاعات كثيرة , من صلاة ليل وصيام نهار وغض بصر , وصلة بالقرآن وأعمال صالحة لا يقدر عليها سوى من تعلق قلبه بالآخرة, وايقن بوعد الله , كان استاذنا وشيخنا من هؤلاء القلة الذين لم تلههم الدنيا عن الآخرة , ولم تعظم في نفوسهم ولم تبعدهم عن جليل الاعمال وجميل الخصال.
كان مؤمنا عظيم الايمان , كان يعظم كلام الله وشعائر الله , ويتمسك بسنن الهدى , لا يبالي بلوم لائم , ولا يحفل برأي يخالف معتقدا ثابتا عنده بالدليل,لم يكن يخشى أحدا , وكان يهابه الناس ويحترمونه ويحبونه , القى عليه مولاه ودا وحببه الى الخلق وحبب الخلق اليه.
كان يقضي جل وقته معنا , نحن البسطاء المغمورين , يوصينا ويوجهنا بالقول والعمل , يكلمنا وهو يشفق علينا , وينصحنا وهو مغمض عينيه يبحث عن افضل الكلام واكثره تفصيلا واعمقه تأثيرا , كأنه ينتزعه من أعماق قلبه , لا اذكر انني مرة لقيته وجلست اليه الا زال همي وحزني , وبدأت من جديد بعزيمة متجددة , وهمة عالية , كان ربانيا حقيقيا , وحين فقدناه لم نجد منه عوضا.
No comments:
Post a Comment