احسان الفقيه تحاور أم عمار القبالين: "مجدي ما بيوطي الراس"
صوت الاردن - اردنيات
الطفيلة- احسان الفقيه
مازال لأعدائي مُتّسعٌ من الحفاوة والترحيب.. ومازالت مطرقة "البهلوان" تقصد رأس "بهلول" تماما.. ومازال لصّ الدكاكين يتباهى بتفوّقه على أشهر سرسريٍّ للدجاج وعلى أسرع باقرٍ لبطون البطيخ في تلك الحقول البعيدة البعيدة..
وكُلّهم –طبعا- في عداد أولئك الذين "لا يدري عن أمر بؤسهم وربما وجودهم أحد..".
أيكون في مفكرة حياتي موعد مع أجمل قطيعة قد تشتهيها امرأة أردنية عربية بائسة وحالمة مثلي؟
من أكون لأُعلن مقتي على أولئك الذين يتحدثُّون "بغباء" عن عبقريّة من هندس للصُلح ودسّ السُمّ في رغيف المصلحة الوطنية؟
وهل يُعقل أن يظلّ التأييد لأنصاف المواقف بطولة..؟ وأن تدور وطنية أحدنا في فلك ساقية قضمت حبالها وحبائلها بقايا أسنان من تبقّى من بهائم سيتم الفتك بها قريبا ..لامحالة..؟
على كُلّ حال وكما قالت أُمّ عمّار والدةَ المُعتقل "مجدي القبالين" .. إحدى أجمل سيدات "الطفيلة" وأصدقهن.. تلك التي تعتبر أن مُعاهدة سلامنا مع الكيان الصهيوني هي معاهدة "استسلام" بعد أن استسلم فيها نظام الأردن لشروط "المسخ" اسرائيل بعلانية مُضحكة مُبكية ومُفزعة.. وأكّدت بابتسامة ساخرة : أنه لم يتم إستعادة أي أراضٍ او أيّة حقوق كثمرة معاهدة الإذلال تلك -كما يروّج البعض-، وأنّ كُل الأراضي التي يتبجح بها أولئك المُتملّقون المتسلّقون الكاذبون قد تم تأجيرها للصهاينة لمائة عام يبدأ فيها العدّ كل عام.. لأن ملكيتها وبالكامل ستتحوّل لأصدقاء "الحاكم بأمر الذلّ والإستسلام"..
وتتساءل أم عمّار بحرقة .. فبماذا عادت علينا تلك المعاهدة ومن أجل ماذا ولمصلحة من..؟
أم عمّار التي حصلت على المرتبة الأولى على بنات الطفيلة في الثانوية العامّة عام 1973 والتي التحقت بالجامعة الأردنية ومنها تخرّجت بتفوّق حصلت بعدها على دعوة لإتمام دراستها في الأزهر الشريف ولكن لطبيعة البيئة المحافظة في الطفيلة آنذاك حال ذلك بينها وبين تحقيق ذلك الحلم، فعملت مديرة لـ"مدرسة الملكة زين الشرف الثانوية للبنات" في الطفيلة و مارست العمل التربوي لثلاثة عقود تقريبا وعرفت كيف تزرع في قلوب بناتها وأبنائها "ممن تزوّدوا بملح الأرض ونرجسها" المعنى الأعمق لكلمة وطن ووطنية، وكرامة ورفض..
تقول أم عمّار أيضا: مطالبنا ليست اقتصادية وحسب بل وسياسية فمن حق الشعب ان يكون له قانون انتخاب يرضيه بكافة أطيافه، وإلغاء الصوت الواحد ضرورة لا رفاهية، ورفع القبضة الأمنية عن الحياة المدنية وإلغاء محكمة أمن الدولة التي لا تدين الا الشرفاء والتي لا تدعم الا الفاسدين ولا تدافع الا عن اللصوص، كل تلك مطالب وطنية لن نتنازل عنها!!..
وتتحدّث أم عمّار بكبرياء عن ابنها المُعتقل "مجدي القبالين" والذي تمّ اعتقاله قبل أكثر من ثلاثة أسابيع مع مجموعة من أعضاء حراك الطفيلة الذين وصل عددهم الى ثمانية اضافة الى خيمتهم والتُهمة –كالعادة- إطالة اللسان..
مجدي الذي تم إسقاط آخر "خمس مساقات" له في الجامعة حيث كان من المُتوقّع تخرّجه من كلية الحاسوب "مهندسا" نهاية الفصل الدراسي الحالي.. قد حصل على عدّة براءات اختراع وشارك في مؤتمر دولي للأبحاث العلمية في عمان خلال العام الماضي بمجموعة من الأبحاث..
وكان الى جانب تحصيله واهتماماته العلمية ناشطا سياسيّا يحبّ وطنه وقومه ويطالب كبقيّة الأوفياء بحقوق وحرية وكرامة وعدالة هذا الشعب العظيم.. على حدّ قول أم عمّار..
وقد سبق لمجدي القبالين وأن اعتقل وهو في سنته الأولى في جامعة اليرموك لليلة واحدة بعد أن وُجّهت له تهمة الانضمام لتنظيم القاعدة وأنه يحمل فكرا سلفيا تكفيريا.. فانتقل بعدها الى الطفيلة لإتمام دراسته.. وعن ذلك قالت: أبنائي مُتدينون ومحافظون نعم.. كما هو حال معظم أبناء الأردن ولكن أبدا لم يكونوا يوما مُتطرّفين ويحترمون الآخر بمعزل عن مظهره الخارجي ولمجدي زميلات حرصن على زيارته في السجن مع زملائه فلو كان متزمّتا او تكفيريا لما حدث ذلك..
وأضافت: أنا مرتاحة البال والضمير فإبني لم يُعتقل على شيء يجلب العار او "يوطي الراس" فمجدي وأصحابه وأبناء عمومته من أبناء الطفيلة تمّ التضييق عليهم ثم اعتقالهم لأنهم يطالبون بحقوق الشعب وأموال الشعب المنهوبة ومقدّرات الوطن وشركاته التي تمّ الاستيلاء عليها بعدّة مُسميات لم تعد تنطلي علينا.. ونعم انا ربّيت أبنائي على أهزوجة الـ "لا"..
فلا للخضوع ولا للاستبداد.. لا لقهر الشعب ولا للفساد، لا لسرقة الوطن ولا لبيع مقدّراته ولا للّصوص ولا لأنصارهم..
وأكّدت أم عمّار بحديثها الهادر الواثق العنيد: أن اعتقال شباب الحراك باطل قانونيا ودستوريا لأنه مخالف لحرية التعبير والرأي التي أقرّها القانون وكفلها بنصوص الدستور واعتبرها من حقوق المواطنين.. فهم لم يرتكبوا اي جناية او جنحة يعاقب عليها القانون بالسجن ويجب الإفراج عنهم ..
وتطالب أجهزة الأمن الأردنية بأن تكُفّ عن عرض هذه المسرحيات التي لا تهدف الا الى إخافة شعوب لم تعد تخشى الا الله .. فالشباب على مواقفهم والأُسر على مواقفهم –رغم استيائهم- ولن يثنينا كل ذلك عن المضي قُدما في طريق الإصلاح والمطالبة بسحق الفاسدين واجتثاثهم من جذورهم وإعادة حقوق الشعب وأمواله وأراضيه وشركاته المنهوبة..
وإذا أراد النظام الإصلاح فعليه ان يستجيب لمطالب الشباب ويعيد حقوقه وحقوق الشعب التي نرفض أن تُقدّم كمكارم ملكية ونطالب باعتقال الفاسدين الذين سرقوا الوطن وأغرقوه بالديون بل ويعيدوا ما نهبوا..
وأكّدت أم عمّار في نهاية الحوار الذي لا يُمَل : أن معظم أعضاء الحراك في الطفيلة هم من أبناء الطبقة الوسطى وأكثرهم من المتعلمين المثقفين حملة الشهادات والدراسات العليا فمنهم الطبيب والمهندس والمعلم والمتعلم والبسيط والمثقف والمتقاعد .. وعندما قلت لها بأني قد ظننتهم من أبناء الطبقة الفقيرة قالت لي بنزق: لا .. فطبقة أهلنا من الفقراء لم تتحرّك بعد وعندما يتحرّكون لن يُحدثوا ثورة فقط .. بل سوف يكون حراكهم "تسونامي أردني حقيقي" لن يرحم فاسدا او عسميلا..
وأنا أقول .. إن الكتابة أي كتابة لا تستطيع ان تصنع ثورة أو أن تُغيّر مُجتمعا .. فهذه ليست مُهمّتي ولا أقوى على ذلك حتى لو أردتّ وأرادت..
الكتابة أداة لدخول عوالم أولئك الذين لايعرفون كيف تُطبخ الأخبار وكيف تُغتال الحقائق وكيف يُضحك عليهم -وهم يضحكون ببالغ الرضا- وكيف يراهم أشرار العاصمة وكيف يوصفون في تقارير تُقدّم بملفّات مُصنّفة و أنيقة على مكتب مدير مكتب الملك...؟؟!!!
مازال لأعدائي مُتّسعٌ من الحفاوة والترحيب.. ومازالت مطرقة "البهلوان" تقصد رأس "بهلول" تماما.. ومازال لصّ الدكاكين يتباهى بتفوّقه على أشهر سرسريٍّ للدجاج وعلى أسرع باقرٍ لبطون البطيخ في تلك الحقول البعيدة البعيدة..
وكُلّهم –طبعا- في عداد أولئك الذين "لا يدري عن أمر بؤسهم وربما وجودهم أحد..".
أيكون في مفكرة حياتي موعد مع أجمل قطيعة قد تشتهيها امرأة أردنية عربية بائسة وحالمة مثلي؟
من أكون لأُعلن مقتي على أولئك الذين يتحدثُّون "بغباء" عن عبقريّة من هندس للصُلح ودسّ السُمّ في رغيف المصلحة الوطنية؟
وهل يُعقل أن يظلّ التأييد لأنصاف المواقف بطولة..؟ وأن تدور وطنية أحدنا في فلك ساقية قضمت حبالها وحبائلها بقايا أسنان من تبقّى من بهائم سيتم الفتك بها قريبا ..لامحالة..؟
على كُلّ حال وكما قالت أُمّ عمّار والدةَ المُعتقل "مجدي القبالين" .. إحدى أجمل سيدات "الطفيلة" وأصدقهن.. تلك التي تعتبر أن مُعاهدة سلامنا مع الكيان الصهيوني هي معاهدة "استسلام" بعد أن استسلم فيها نظام الأردن لشروط "المسخ" اسرائيل بعلانية مُضحكة مُبكية ومُفزعة.. وأكّدت بابتسامة ساخرة : أنه لم يتم إستعادة أي أراضٍ او أيّة حقوق كثمرة معاهدة الإذلال تلك -كما يروّج البعض-، وأنّ كُل الأراضي التي يتبجح بها أولئك المُتملّقون المتسلّقون الكاذبون قد تم تأجيرها للصهاينة لمائة عام يبدأ فيها العدّ كل عام.. لأن ملكيتها وبالكامل ستتحوّل لأصدقاء "الحاكم بأمر الذلّ والإستسلام"..
وتتساءل أم عمّار بحرقة .. فبماذا عادت علينا تلك المعاهدة ومن أجل ماذا ولمصلحة من..؟
أم عمّار التي حصلت على المرتبة الأولى على بنات الطفيلة في الثانوية العامّة عام 1973 والتي التحقت بالجامعة الأردنية ومنها تخرّجت بتفوّق حصلت بعدها على دعوة لإتمام دراستها في الأزهر الشريف ولكن لطبيعة البيئة المحافظة في الطفيلة آنذاك حال ذلك بينها وبين تحقيق ذلك الحلم، فعملت مديرة لـ"مدرسة الملكة زين الشرف الثانوية للبنات" في الطفيلة و مارست العمل التربوي لثلاثة عقود تقريبا وعرفت كيف تزرع في قلوب بناتها وأبنائها "ممن تزوّدوا بملح الأرض ونرجسها" المعنى الأعمق لكلمة وطن ووطنية، وكرامة ورفض..
تقول أم عمّار أيضا: مطالبنا ليست اقتصادية وحسب بل وسياسية فمن حق الشعب ان يكون له قانون انتخاب يرضيه بكافة أطيافه، وإلغاء الصوت الواحد ضرورة لا رفاهية، ورفع القبضة الأمنية عن الحياة المدنية وإلغاء محكمة أمن الدولة التي لا تدين الا الشرفاء والتي لا تدعم الا الفاسدين ولا تدافع الا عن اللصوص، كل تلك مطالب وطنية لن نتنازل عنها!!..
وتتحدّث أم عمّار بكبرياء عن ابنها المُعتقل "مجدي القبالين" والذي تمّ اعتقاله قبل أكثر من ثلاثة أسابيع مع مجموعة من أعضاء حراك الطفيلة الذين وصل عددهم الى ثمانية اضافة الى خيمتهم والتُهمة –كالعادة- إطالة اللسان..
مجدي الذي تم إسقاط آخر "خمس مساقات" له في الجامعة حيث كان من المُتوقّع تخرّجه من كلية الحاسوب "مهندسا" نهاية الفصل الدراسي الحالي.. قد حصل على عدّة براءات اختراع وشارك في مؤتمر دولي للأبحاث العلمية في عمان خلال العام الماضي بمجموعة من الأبحاث..
وكان الى جانب تحصيله واهتماماته العلمية ناشطا سياسيّا يحبّ وطنه وقومه ويطالب كبقيّة الأوفياء بحقوق وحرية وكرامة وعدالة هذا الشعب العظيم.. على حدّ قول أم عمّار..
وقد سبق لمجدي القبالين وأن اعتقل وهو في سنته الأولى في جامعة اليرموك لليلة واحدة بعد أن وُجّهت له تهمة الانضمام لتنظيم القاعدة وأنه يحمل فكرا سلفيا تكفيريا.. فانتقل بعدها الى الطفيلة لإتمام دراسته.. وعن ذلك قالت: أبنائي مُتدينون ومحافظون نعم.. كما هو حال معظم أبناء الأردن ولكن أبدا لم يكونوا يوما مُتطرّفين ويحترمون الآخر بمعزل عن مظهره الخارجي ولمجدي زميلات حرصن على زيارته في السجن مع زملائه فلو كان متزمّتا او تكفيريا لما حدث ذلك..
وأضافت: أنا مرتاحة البال والضمير فإبني لم يُعتقل على شيء يجلب العار او "يوطي الراس" فمجدي وأصحابه وأبناء عمومته من أبناء الطفيلة تمّ التضييق عليهم ثم اعتقالهم لأنهم يطالبون بحقوق الشعب وأموال الشعب المنهوبة ومقدّرات الوطن وشركاته التي تمّ الاستيلاء عليها بعدّة مُسميات لم تعد تنطلي علينا.. ونعم انا ربّيت أبنائي على أهزوجة الـ "لا"..
فلا للخضوع ولا للاستبداد.. لا لقهر الشعب ولا للفساد، لا لسرقة الوطن ولا لبيع مقدّراته ولا للّصوص ولا لأنصارهم..
وأكّدت أم عمّار بحديثها الهادر الواثق العنيد: أن اعتقال شباب الحراك باطل قانونيا ودستوريا لأنه مخالف لحرية التعبير والرأي التي أقرّها القانون وكفلها بنصوص الدستور واعتبرها من حقوق المواطنين.. فهم لم يرتكبوا اي جناية او جنحة يعاقب عليها القانون بالسجن ويجب الإفراج عنهم ..
وتطالب أجهزة الأمن الأردنية بأن تكُفّ عن عرض هذه المسرحيات التي لا تهدف الا الى إخافة شعوب لم تعد تخشى الا الله .. فالشباب على مواقفهم والأُسر على مواقفهم –رغم استيائهم- ولن يثنينا كل ذلك عن المضي قُدما في طريق الإصلاح والمطالبة بسحق الفاسدين واجتثاثهم من جذورهم وإعادة حقوق الشعب وأمواله وأراضيه وشركاته المنهوبة..
وإذا أراد النظام الإصلاح فعليه ان يستجيب لمطالب الشباب ويعيد حقوقه وحقوق الشعب التي نرفض أن تُقدّم كمكارم ملكية ونطالب باعتقال الفاسدين الذين سرقوا الوطن وأغرقوه بالديون بل ويعيدوا ما نهبوا..
وأكّدت أم عمّار في نهاية الحوار الذي لا يُمَل : أن معظم أعضاء الحراك في الطفيلة هم من أبناء الطبقة الوسطى وأكثرهم من المتعلمين المثقفين حملة الشهادات والدراسات العليا فمنهم الطبيب والمهندس والمعلم والمتعلم والبسيط والمثقف والمتقاعد .. وعندما قلت لها بأني قد ظننتهم من أبناء الطبقة الفقيرة قالت لي بنزق: لا .. فطبقة أهلنا من الفقراء لم تتحرّك بعد وعندما يتحرّكون لن يُحدثوا ثورة فقط .. بل سوف يكون حراكهم "تسونامي أردني حقيقي" لن يرحم فاسدا او عسميلا..
وأنا أقول .. إن الكتابة أي كتابة لا تستطيع ان تصنع ثورة أو أن تُغيّر مُجتمعا .. فهذه ليست مُهمّتي ولا أقوى على ذلك حتى لو أردتّ وأرادت..
الكتابة أداة لدخول عوالم أولئك الذين لايعرفون كيف تُطبخ الأخبار وكيف تُغتال الحقائق وكيف يُضحك عليهم -وهم يضحكون ببالغ الرضا- وكيف يراهم أشرار العاصمة وكيف يوصفون في تقارير تُقدّم بملفّات مُصنّفة و أنيقة على مكتب مدير مكتب الملك...؟؟!!!
No comments:
Post a Comment