الطفيلة بلد الأحرار .. زياد فريحات

الطفيلة بلد الأحرار .. زياد فريحات 
4/16/2012 7:53:00 AM

في ليلة غاب عنها القمر وحضرت فيها أقمار أحرار الطفيلة ،وقد ذاقت طعم السجن أيام محدودة, وهي الليلة التي تذوقوا فيها طعماً مختلفاً للحرية, طعم أشد لذة وأكثر عمقاً وفيه وخزة حسرة لشعب يشتاق أن يذوق طعم الحرية هؤلاء السجناء يختلفون كثيراً عمن سبقهم قبل الربيع العربي من كوكبة الأحرار, هولاء دخلوا السجن بسبب الحراك الشعبي وخرجوا من السجن بسبب الحراك الشعبي, دخلوا السجن وهم واثقون أنهم سيخرجوا قريباً وخرجوا من السجن وسط أعراس تكتسي بلون الإنتصار والعظمة والشموخ, سألني صديق لي لماذا يا ترى سجن أحرار الطفيلة وجميع المعطيات تقول أنهم سوف يخرجون قريباً, قلت له لأنهم أول من تقدم خطوة في الربيع الأردني وهذه الخطوة هي محاسبة صانع القرار والضرب بالأيادي العزلاء جدار الحصانة من المسائلة, هذا هو السبب الحقيقي لدخولهم السجن وأما سبب خروجهم بهذه السرعة هو أن السجون السياسية في الربيع العربي فقدت كثيراً من رهبتها وفعاليتها بل تحولت إلى وقود للحركة نحو الحرية, نستطيع أن نقول أن خروج أحرار الطفيلة من سجنهم وضع لبنة في بناء الإرادة والثقة في النفس وصب وقودأ في خزان الحراك الشعبي, يظن البعض أن خروجهم سيؤدي إلى تهدئة وفرملة الحراك في مدينة الطفيلة وهذا على المدى القصير جداً ممكن وأقصد بالقصير جداً أقل من شهر, فحراك الطفيلة وصل إلى مرحلة من النضج غير مسبوقة من ناحية الوعي والتعبير عن هذا الوعي, حرا ك تجاوز كل الحساسيات في المجتمع إنه في الحقيقة طليعة الحراكات الشعبية الذي إستوعبت القوى السياسية دون أن تستوعبه القوى السياسية ،

وهو حركة مستمرة وسوف تستمر وتزداد قوتها حتى تقنع من بيدهم القرار أنه لا مجال أمامهم إلا التغيير المتناسب مع واقع البلد واهله وظروفهم وحريتهم ومشاركتهم في حكم أنفسهم .

أظن أن الطفيلة بعد خروج أحرارها من السجن ستمثل ميزان المزاج الشعبي, أجمل ما في أحرار الطفيلة أن سجنهم كان حراكاً شعبياً وبقاؤهم في السجن أنتج حراكاً شعبياً وحريتهم تحولت إلى أعراس من الحراك الشعبي, لقد أعطونا الكثير فاظن انه يجب علينا أن نبادلهم العطاء ونتحرك معهم فإن في السير معهم عزة وكرامة .

(البوصلة)