Saturday, 28 April 2012

أنت الرجل الذي ربح بلا شك ولكن...

أنت الرجل الذي ربح بلا شك ولكن...
إحسان الفقيه
"الموت للأعداء والحرية للوطن".. حينما كان العدوُّ واحدا وكنا نتمنى له
الموت دون تخوين من أحد...
عندما كانت مشانقنا تعرف أي الرؤوس تحمل ومناجلنا تهتدي إلى الرقاب التي
تستحق العناق ...
لست جزءا من أولئك الذين يتقبّلون العالم كحتميّة أو يتخذون مما هو متاح
مخرجا من ورطة الّلامحاولة الّلامقاومة الّلابحث الّلاثبات في الفكرة
واللاصلابة في الموقف.. لذا سألجأ ومن باب التدابير الاالجُدد.إلى بعض
الوجبات الفكرية الخالية من المعادلات اليومية المُركّبة والمُعقّدة
لألتهم الحياة كما ينبغي لأمثالي فأنا امرأة ترفُض فكرة الوقوع بمطبّ
العاديّة ولا تكتفي برئة صالحة للتنفُّس كنوع من القناعة ولا يسدّ رمقي
رشّة مطر كترضية.. ولست أنتمي لطابور المُتموّجين الجُدد .. المُتربّصين
الجُدد والموتورين القدماء.. ولا أجيد ركوب الأمواج ولا أخشاها كذلك ..
صدّق من صدّق وشكّك من شكّك.. فلن أتورّط بعبء يحمله قلب فاشل حسود حقود
ومنافق يشعر بالظلم لمجرد أنه جلس قبالة الملك ذات لقاء جامعي ولم يحظَ
بعظمة ملكية أو ببرنامج تلفزيوني خاص بالمُحترفين أصحاب المهنية المنقطعة
النظير في الإعلام..
حين تحمل بيدك اليُمنى كتابا مُقدّسا وجسدُك مُدنّس بما يوجب الغُسل
الأكبر بينما تحمل في يدك الأُخرى سكينا مُزركشة قبضتها بالورود
والفراشات .. أتتوقّع أني لن أعربعد.؟
مسكين أنت.. إن لم تكتشف ذكائي بعد ..
أنت الرجل الذي ربح بلا شك... ولكن إلى حين ...
فلا تفرح كثيرا فللحقّ جولات أيها الباطل المورق في مرحلتي على هيأة
تُشبه الآدميّ..
كنتُ أقرأ للإمام أبي حنيفة النعمان قوله:
أنا مع من يختلف معي ، كمثل رجل ضاعت ناقته في الصحراء،
فهو يريد الناقة فلا فرق عنده.. هل هو سيجدها .. أم سيجدها آخر ؟
وأنا أبحث عن الحق، لا يفرق عندي أجاء الحق على لساني أم على لسان سواي..
لا يفرق عندي أيضا أحقّق الخصاونة إنجازاتٍ تتفوق على ما ينوي االمطر.
تحقيقه أم أخفق الأول وحظي الأخير بانضمامه لقائمة "أبناء البلد" ممن
يعرفون معنى بلد .. ممن يشبهونني أنا ويُشبهونك أنت ويُشبهون القمح
والصُبح ومواسم المطر .. ممن لا يعنيهم رضا القرصان أو سخط البحارة
فقلوبهم على ثقوب المركبة وعيونهم على إشارات البوصلة وخريطة الوصول..
هي قائمة خالية من الأسماء المُكررة المُدنّسة وقليلة الحيلة .. تعتمد
المواصفات الخاصة بأبناء الفكر والأدب والعلم ورجال الفلسفة والتاريخ
والشريعة والقانون ومقياسها النوايا الطيبة والعمل الدؤوب الجاد الخالص
لوجه التراب .. وميزانها الإخلاص وإحقاق الحق..
بغض النظر عما في رأسك من أن هناك مؤامرة –مصدرها العدو البعيد الذي لا
يسكن المواقع الحيوية في عاصمة بلدك- عليك أن تعترف أننا في نهاية مرحلة
وبداية أخرى...
إذن لماذا تستغرب هذه الفوضى وتستكثر هذا الألم بين زمنين متناقضين
ومتنافرين بوضوح..؟
نعم .. لابدّ من التخبُّط وفقدان التوازن ...
وما هذا الاعتلال العام إلا حالة طبيعية من لوازم البدايات ..
والخلل فيمن يستهجن المَطالب وصرامة المُطالبين بحقوقهم ويُروّج للسكينة
على حساب الفضائل كلّها ..
ونعم .. لديّ إحساس عارم بالخطر –مثلك تماما- وأشعر أحيانا أننا على
مشارف أرمجدّون أو هرمجدون سمّها ماشئت... ولكن لنعترف أننا ما عدنا كما
كنّا سابقا ولن نعود..
نحن أمام انفجار زمنيٍّ يتّسم بالطيش.. يحمل شروط جميع الإنفجارات التي
من شأنها أن تودي بالكون كلّه...
فكن كما المحاربين القدماء واقتنص فرصة أن تبقى صامدا من أجلك وأجلي وأجل
أولئك الذين أكلت ألسنتهم قطّة القرصان..
ناقل الكفر ليس بكافر وهنا أضع ملخصا لبعض تساؤلات البعض والتي التقطتها
من هنا وهناك:
1- ما هو حكم سرقة أموال الدولة يا ابن أكرم من عرفتُ من علماء الدين في
الأردن.. ؟؟!!
2- ما هو حكم تحويل أراضي الدولة باسم الخليفة.؟؟!!! وهل فعلها الصحابة
بداعي الاستثمار مع الفرس والروم مثلا؟؟!!
3- ما هو حكم الحاكم المطلق... ؟؟!! وما هو الاستبداد ؟؟!!
4- ما هو حكم الترخيص بالكازينو؟؟!!
5- هل هنالك مصطلح إسمه !! شرعية دينية!! وعلى من تنطبق؟؟!!
7- ما هو حكم التزوير؟؟!!
8- هل الشورى حرام ؟؟!!
9- ما هو حكم شارب الخمر ولاعب القمار وهل هي من صفات القادة الجُدد..؟؟!!
لماذا لم تبادروا بسرعة لبيان الحكم الإسلامي بشأن سرقة أموال الوطن
والكازينو وسرقة الأراضي وخصخصة الاتصالات والمياه والكهرباء والميناء
والفوسفات والبوتاس والإسمنت ونهب المساعدات والمنح النفطية؟
إن كان المنتحر في الدرك الأسفل من النار وإن كانت الفتنة أشدّ من القتل
وإن كان هناك جمع ضال مضلّل يتحدث بأمر العامة وهم على سخافة وجهالة لا
تنتمون إليها.. فأين مكان شيوخ وعلماء السلاطين الذين لا يُفتون إلا بناء
على طلب السلاطين "فتاوى حسب الطلب"..؟؟ في أي دركٍ من جهنّم ستنتهي بكم
المراحل أيها المدّعون..؟؟
في "المضحكون" قال الكاتب الانجليزي غراهام غرين:
كُلّما كانت الحياة أقلّ ثباتا قلّت الرغبة في أن تتغيّر التفاصيل..
تتغيّر الثوابت في بلدي ولا تتغيّر التفاصيل .. فالأسماء هي هي تتشابه
دائما وتتكرر غالبا ولا تتراجع عن تخاذلها إلا في قليل..
*هناك قدر من الأشياء المحبوبة في ملكنا حتى مُنتقدوه قد يجدونه ظريفا
متواضعا لطيفا وإنسانيا.. قد يُحرجك أحيانا بزيارة له خاطفة بترتيبات لا
يعلمها إلا الله ومن رتّبها إلى مضارب قوم لا يُجيدون اللعب بملامحهم
أمام كاميرا عالية الجودة يقال أنها هبطت كمنحة إلهية على أحد أبنائهم
قبل الموعد المنتظر بيومين..
وقد تراه بغاية النُبل حين يُصافح امرأة لم يعرف جسدها يوما غير صابونة
أبو مفتاحين وكريم الفازلين.. تُبادره بقُبلتها الطيبة ودمعتها الساذجة
فيُبادرها بنظرته المُغرقة بالإحاطة إلى حين إشارة من سيد التشريفات
بضرورة إقصائها عن دائرة الملك ذات زيارة مكوكية دعائية عاجلة لا تنطلي
علينا مقاصدها ولا تُدهشنا مشاهدها ونعرف جيدا ما حدث خلف الكواليس وما لن
يحدث حتى في الكوابيس..
قد يُبهرك بتكرُّمه على مريض من العامّة بإعفاء طبيّ لا يدري عنه أصلا
ولا علاقة له بما في مخازننا وخزائنه ولن يؤثّر على رفاهيّة صيفه أو حتى
نفقات المرافقين النُّجباء ممّن يرون العجائب في مراكز التسوّق العالمية
الكبرى وأضع "هارودز" مثلا لأنني زرته وخرجت منه وليس في يدي إلا حافلة
صغيرة مُعبّأة بالشوكولاته "هدية لطفلي" بعد أن ظننت أنني من الأثرياء
وأنني قادرة على شراء ملابس العيد لجميع أفراد العائلة من هناك كتذكار
لندنيّ..
اكتشفت يومها أن قيمة قطعة واحدة من الملابس الداخلية ذات الخيط الرفيع
تعادل راتب وكيل أول متقاعد من الجيش العربي الأردني والرقم غير مبالغ به
على الإطلاق ولمن زار "هارودز" حقّ إثبات العكس وهو المركز التجاري الذي
تتردّد عليه الملكات وزوجات الحكّام العرب والأثرياء المتورّطين بصفقات
السلاح والمخدّرات -التي يتمّ التعتيم عليها إعلاميا- وبيع الأرض وكنوز
الأرض للعدو دون إغماضة عين.. ممن يقفون كقطط أمام أضواء الكاميرات
ويحاولون التأكيد على أننا بخير وقياداتنا ملائكية ومرحلتنا حافلة
بالانجازات .. متجاهلين أننا نعرف الكثير عن مواعيدهم القادمة على العشاء
مع سماسرة البيت الأبيض وأصدقاء تل أبيت..
لا أعرف إن كان من الإنصاف الحديث عن أمر كهذا ولكن علينا أن نعمل على
توثيق ما هو واقع بحيادية وبدقّة وبمنطقية دون محاباة "س" والإطاحة بـ"ص"
ودون خوف من غضب هذا وسخط ذاك ..
علينا أن نُجدوِل أولوياتنا لنقف أمام مُعطيات الواقع مُفجّرين جُرم
الصمت المُثقل بالحكايات البائسة ، منتهزين فرصة أن هناك تململ محيط
يؤذّن بميلاد مرحلة متأخرة من "الصحو الجاد" .. وأن تأتِ مُتأخِّرا خيرا
من أن لا تأتِ أبدا..
• لا أعرف لماذا أستحضر عينيك في ذروة حزني العظيم..؟
ألأنّك كنت فرحي الأعظم في ذروة الدمع والانهيارات..؟ أم لأن عينيك
حمَلَتا حُلُما أغمَضتا عليه وغافلتا لُجّة الغياب؟
كنتَ مع الملك مهما قال وفعل، صافح من صافح وعاهد من عاهد. ولازلتُ أنا
مع الشعب بكل ما يريد.
كنتَ مواليا نجيبا كما هُم أبناؤك وأحفادك ما عداي، وكنتُ ثائرة صغيرة على
قيد أمنية..
المعذرة.. الحرية بباب الدار يا جدي وأنت سيّدُ من أوصانا بالضيف
ترحابا.. فلتسمح لي.. ولتسمحوا وتسامحوا ...

No comments:

Post a Comment