تسونامي الطفيلة الهاشمية
عبدالله الهريشات
في العادة وفي الدول التي تعني بشعبها وارضها تفرض الدولة على الشركات قيودا لحماية البيئة ونظافتها والاعتناء بها وتشغيل ابناء منطقتها وحماية صحتهم وتامينهم صحيا على حساب هذه الشركات، وفي المقابل ان على مثل هذه الشركات التزاما ادبيا واخلاقيا قبل ان يكون قانونيا في تلك الامور وتنمية المنطقة وتشجيرها وتنقيتها مما تلوثه مصانعها وعمل شيء ما لاطفال وشباب المنطقة ومدارسها وجمعياتها الخيرية وبلدياتها وان تخصص اموالا للابحاث والدراسات الصحية والبيئية وغيرها.
ان الدولة قد تخلت عن واجباتها تجاه محافظة الطفيلة كما تخلت الشركات فيها عن مسؤلياتها الادبية والاجتماعية فالفقر والبطالة والبنية التحتية البسيطة وغير المدروسة وانعدام التنمية الفعلية والحقيقية وعدم الاهتمام بمبدعيها من الشباب ورعايتهم في متابعة دراستهم لقلة ذات يدهم وقلة فرص العمالة المتوفرة كل هذا يعطي اشارات استفهام كبيرة عن خطر مستقبل قادم وداهم.
ان الحق ليس على الدولة فقط وانما يقع ايضا على ابناء المنطقة فعليهم ان يطالبوا بحقوقهم وعلى نوابها وشيوخها ورؤساء بلدياتها ووزرائها ان يطالبوا ويحسنوا ويقوموا بواجباتهم لكنني تفاجأت ان معظم نوابنا ومشايخنا ورؤساء بلدياتنا ووزرائنا ينسون كل هذه الامور عندما يتسلمون الامر وكأن تسلمهم للمسؤلية والامر هو نسيان وتجاهل الامر فاتقوا الله يا نوابها ووزراءها وشيوخها فيها.
لقد عانيت وذهبت لاحدهم مرة وكان مدير دائرة وقتها في عمان -وقد احتسب لاحقا وزيرا على الطفيلة- لامر خير ما للطفيلة واهلها وظهر لي وكانه ليس من الطفيلة فحسب بل بدا وكانه ليس من الاردن كله فهو على حد قوله لا يؤمن بالواسطة وكأن عمل الخير للبلد واسطة ليتهرب من مسؤلياته اما لو كانت له او لابنه اوخاصته... لاستجاب وعمل ذلك اما ان يعمل ويخدم وطنه وبلدته فيعتبر لديه واسطة لست ادري كيف يختارون امثال هؤلاء ويحسبون ظلما وزورا وبهتانا على الطفيلة انهم ليسوا منها ولو تولوا باسمها المناصب والتي امست لدى البعض مكاسب او نودوا باسمها الكنى والالقاب، انهم من الفاسدين والطفيلة الهاشمية لا تضب فاسدا ولا ترضى ان يمثلها امثال هؤلاء ولا حتى ان يناموا فيها ويشربوا ماها ويستنشقوا هواها او يحملوا اسمها فلك الله ياطفيلة لك الله .
الطفيلة بحاجة الى تنمية وليس الى خطط وبرامج فقط على الورق انها بحاجة الى تنمية فعلية من انشاء مدن صناعية ومدن اقتصادية ومؤسسات وحتى دوائر ومراكز خدماتية شاملة توفر على المواطن الوقت والمال والجهد وعناء السفر وتوفر له العيش الكريم والعمل المنتج المبدع وتوقف هجرة ابنائها وتخفف من البطالة التي يعانيها شبابها , وكما انني اقترح اقامة مخيمات هاشمية لاخوتنا من اللاجئين والمشردين العرب والفلسطينيين من اوطانهم في الطفيلة الهاشمية.
ان ما يحصل في محافظة الطفيلة الهاشمية يعد مأساة حقيقية فإن لم تقم الدولة بواجباتها فاتوقع ان تكون الطفيلة في عداد المناطق المنكوبة مثلها مثل غزة او الصومال او بنجلادش اوما حصل في التسونامي فاحذري يا حكومة ويا دولة من تسونامي الطفيلة الهاشمية فهو قادم داهم لا قدر الله، فالخبر الذي تداولته بعض المواقع من ان مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل احتلوا مكتب المحافظ لهو دليل على ما اقول وما حصل امام الديوان دليل اخر لمن يسمع فمن يعي ومن يستجيب ؟! .
No comments:
Post a Comment