Friday, 27 January 2012

البيت الابيض وقصور حكام العرب

عبدالله الهريشات

         هناك بعيدا في الولايات المتحدة بنى شعبها بيتا ابيضا واحدا وطائرة ايرفورس ون واحدة والبيت والطائرة هي من اموال الخزانة الامريكية وهي ملك لشعب الولايات المتحدة ومخصصة لرئيسها الذي ينتخبونه ليتولى رئاستها ويتوالى عليهما كل رئيس منتخب من قبل الشعب فالطائرة والبيت الابيض ليستا ملكه او ملك اولاده وزوجه وانسبائه ولا لاتباع حزبه او سيورثها لهم بعد موته ويستخدمها فقط في خدمة الامة الامريكية لا لمصالحه واعماله واستثماراته الخاصة ، ويستطيع ان يزور البيت الابيض من استطاع اليه سبيلا ومن اراد من شعب الولايات المتحدة ان يتجول في ارجائه حتى ان الزوار من بلاد اخرى يستطيعون ذلك وليرحم الله ويرضى عن الشيخ عبدالله الشمايله اذ دخل البيت الابيض على الرئيس كارتر انذاك يدعوه للاسلام، ولقد كتب لي زيارته عندما كنت في دورة خارجية كما زرت بيت ابراهام لنكولن وبيت جورج واشنطن وهي بيوت متواضعة تكاد لا تميزها عن بيوت سواها، والى الان لم ادخل ولا الى قصر حاكم عربي او يسمح لنا بزيارته ولا حتى نستطيع ان نمر من حوله او نحدق بابصارنا صوبه .

         كما ان لرئيس الولايات المتحدة راتب معلوم يصل الان بعد غلاء المعيشة الى ( 400,000 ) دولار سنويا اي بما يعادل (23,600) دينارا اردنيا شهريا، اما حكامنا فلا رواتب لهم معلومة ولا قصور لهم معدودة لا في داخل الاوطان ولا في خارجها هذا عوضا عن الاموال والاراضي والذهب والجواهر وغيره ماعرفنا ومالانعرف، ولقد ظهر ما ظهر من اوائل الطغاة الثلاثة المدحورين (بن علي ومبارك والقذافي ) وستبدي لنا الايام ما يخفونه باقي الطغاة اللاحقين وعلى سبيل المثال لو ان القذافي اعطى لكل فرد ليبي مليون دينار لما نقص مما نهب من اموال الليبين شيئا مذكورا، لكنه اعمى هؤلاء الطغاة عنادهم وغرورهم وطمعهم وجشعهم وانانياتهم وطغيانهم وظلمهم واستخفافهم بشعوبهم واستهتارهم باوطانهم وبطانات السؤ من حولهم التي تزين لهم اعمالهم واستقواءهم بالاجنبي على ابناء جلدتهم فمنعهم كل هذا عن اتباع الحق واقامة العدل فآثروا سحلهم وقتلهم على عدلهم ووحدة امتهم وعزة شعبهم فكتبوا لهم بذلك تاريخا اسودا على مر العقود والاجيال ولطخوا ايديهم بدماء احرار وحرائر الاوطان ودمروا الارض والانسان فلحقهم الخزي والهوان والخسران في الدارين .

        حدثني احدهم ان اميرا او حاكما عربيا امر ان يوصلوا ماء زمزم لاحد قصوره على قمة جبل فابت ان تصله واستعصت عليهم الماء الطهور لان الرب الغفور يريد عبدا شكورا لا عبدا نكورا يحكم بطشا وظلما وجورا ، فاتقوا الله يا حكام العرب في امتكم وشعوبكم واوطانكم وانظروا الى اعظم دولة في العالم اليوم وما الذي جعلها امة قوية عظيمة ؟ هو عدلها ومساواتها فيما بينهم وعدل من اختاروهم راعيا عليهم وقوانين الرقابة والمسالة والحساب بينهم، وهل تعلمون ما الذي اوصلنا وجعلنا امة ضعيفة وضيعة بين الامم؟! فان علمتم فتلك مصيبة..! وان لم تعلموا فالمصيبة اعظم ..!.

No comments:

Post a Comment