Friday, 13 January 2012






أسرار إضافية عن لقاء نادي الرؤساء: دعابة للروابده ومناكفات للكباريتي وتغيب مضر بدران!








عمان1:خلال الجلوس في كواليس القصر الملكي ظهر الأحد الماضي تقدم رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد الرؤوف الروابدة المعروف بملاحظاته اللاذعة جدا من زملائه في نادي رؤساء الحكومات بالدعابة التالية: لولا الزميلان أحمد عبيدات وعبد الكريم الكباريتي لما كنا على خارطة اللقاء اليوم.
أضاف الروابدة: يبدو لي أن الهدف مصالحة الرجلين.
بوضوح يؤشر الروابدة على النقطة الأكثر إثارة في أول لقاء منذ ثماني سنوات يجمع الملك الأردني بنخبة من أركان دولته يمثلون رؤساء الوزارات الذين خدموا بمعيته وبصحبة والده الراحل الملك حسين بن طلال.
بالفعل كان وجود الكباريتي وعبيدات حدثا بالمعنى السياسي والإعلامي فالأول هو الرئيس الأول للديوان الملكي في عهد الملك عبد الله الثاني ورجل الدولة الأبرز الذي تم إبعاده عن مجلس الأعيان لعدة سنوات بسبب إجتهاداته في مسألة الإنفاق المالي وملاحظاته النقدية في الماضي.
والثاني هو الرجل الذي يعتبر بمثابة 'ضمير الحراك' الشعبي اليوم فهو مدير المخابرات ورئيس الحكومة الأسبق الوحيد الذي يقود مظاهرات ومسيرات في الشارع ضد 'أخطاء النظام'، كما يسميها منذ عدة سنوات خصوصا بعد إقصائه عن إدارة المركز الوطني لحقوق الإنسان إثر خلافات مع متنفذين خدموا بظل القصر الملكي.
المهم في اللقاء أنه يجمع الرجل الأول بنخبة من أهم رجال الدولة والنظام وفي توقيت 'أزمة خانقة' بكل المعايير.. لذلك حضر اللقاء المخضرم المعتزل زيد الرفاعي ونجله سمير الرفاعي ورئيس اللجنة التي عدلت الدستور مؤخرا أحمد اللوزي وطاهر المصري والروابدة وعدنان بدران ومعروف البخيت ونادر الذهبي إضافة لعبيدات والكباريتي 'المناكف الأبرز' بإمتياز.
حضر أيضا عبد السلام المجالي وعلي أبو الراغب الذي قطع إجازة خاصة في أوروبا خصيصا لأغراض اللقاء حرصا على ان لا تفلت تفاصيل بغيابه وتغيب رجلان فقط من أعضاء النادي الأول فيصل الفايز الذي قدر بأن خطوطه دوما مفتوحة مع القصر ولا مبرر لقطع إجازته في أوروبا أيضا والثاني مضر بدران الذي تذرع بحالته الصحية في الوقت الذي يقال فيه بأنه يقاطع جلسات القصر.
والحرص على حضور عبيدات والكباريتي حصريا في هذه الأيام الصعبة كان بحد ذاته خطة تطلبت أن يدعيهما شخصيا رئيس الديوان الملكي الجنرال رياض أبوكركي عبر زيارات خاصة شملتهما مع عضو آخر في النادي فقط. وما توقع الجميع حصوله حصل فعلا فقد كانا - عبيدات والكباريتي - المنتج الأبرز لما يمكن وصفه بأصرح حوار داخل غرفة القصر الملكي بين الملك الأردني ورؤساء حكوماته وحكومات والده الأحياء.
بعد مقدمة مختصرة لعميد الرؤساء أحمد اللوزي إستلم المايكروفون أمام الملك الرئيس عبيدات فتحدث لمدة 22 دقيقة بما لا يقوله بالعادة السياسيون في مثل هذه المناسبات مركزا على نقد ما حصل في السنوات العشر الأخيرة عموما مصرا على حصول تمييز بين الفاسدين وإستهداف بعضهم وترك بعضهم الأخر منتقدا بقسوة ولأول مرة المبالغة في الإنفاق العسكري بدون رقابة ملمحا لإن عجز الميزانية قد يكون ذلك مستنكرا المظاهر التي عايشها شخصيا من إختباء الأجهزة الأمنية وراء 'البلطجية' لضرب الحراك الشعبي. الكباريتي بدوره قدم مداخلة جريئة فألمح إلى مسؤولية مؤسسة القصر عن إضعاف الولاية العامة للحكومات منذ أيام 'المشير' والمقصود مدير المخابرات الراحل والشهير في بداية عهد الملك سعد خير.
إعترض الكباريتي ضمنيا على عدم التشاور مع نادي الرؤساء مشيرا الى ان اللقاء السابق كان قبل ثماني سنوات بسبب الحرب على العراق ثم فاجأ الكباريتي الجميع بإستخدام مفردة إنكليزية تفيد بأن الملك فيما يبدو 'يستشعر بإنذار الخطر' مما برر اللقاء.. هنا قاطع الملك مباشرة الكباريتي مبلغا ضمنيا بما معناه: لسنا في حالة ضعف ولا توجد مخاوف واللقاء روتيني وإعتيادي.
كما إقترح الكباريتي إجراء إنتخابات عامة وسن قانون لحماية الوحدة الوطنية عبر العودة لوثيقة الميثاق الوطني وللجنة الأجندة الوطنية في الوقت الذي سجل الروابدة مفاجأة لم تكن محسوبة بعد مداخلة مطولة جدا عندما قال: سيدي.. أخدم في المؤسسة البيروقراطية وفي مختلف مواقع الإدارة الأردنية منذ 50 عاما.. بصراحة لا أفهم ما الذي يجري حاليا ولا أفهم كيف تدار الأمورفي بلادنا.
وفي الأثناء إنتقد كل من عدنان بدران والكباريتي مظاهر الخلل في العدالة التي يمكن تلمسها بعد سجن عمدة العاصمة الأسبق عمر المعاني وتحدث الرفاعي الأب عن خسائر الإقتصاد العربي جراء الربيع والثورات وإنتقد أبو الراغب التغاضي عن إنتهاك سمعة الشخصيات الوطنية وشائعات الفساد فيما غادر المصري اللقاء بسبب إرتباط آخر مبكرا.
إنتهى اللقاء بعد ثلاث ساعات دون تقديم وجبة غداء معتادة يقدمها القصر الملكي فيمثل هذه المناسبات في مسألة قالت مصادر انها لا تنطوي على رسالة إستياء بقدرما نتجت عن 'سوء تنظيم' للمسؤولين في القصر.القدس العربي.

No comments:

Post a Comment