|
صرخة من أردنية ....وأردنياه
أيها الشهم الأردني ، يا قرة العين والقلب يا نسل الأبطال والشهداء والشعراء ، يا ابن المربين الحاضرين بيننا اليوم بروحهم وإنجازهم ،القابضين على جمر الوطن ، يا ابن الأكرمين الذين حملوا راية الجهاد في سبيل الأمة ، وحملوا الوطن على أكتافهم وكتبوا اسمه على صفحات التاريخ الأبهى وحموا الوطن من الإنكسار في زمن الإنحدار ...
يا حماة الشرف ، يا نصرة الدخيل ، ما مُقرين الضيف يا من تستفزكم المروءة لكل خير ، يا أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين ، يا حماة العرض والأرض يا رجال المستحيل ، أنا خيلكم التي لا تنفك عن الصهيل ، أنا الأرض تحتكم أنا ابنة الشراة ورمل معان أنا حفيدة عمان ابنة الربض دحنونة بيسان، أنا التي تشرق الشمس عليها فنسجت من خيوطها ثوب العفة وحفرت على ذرى السلط أجمل عنوان ، أنا ابنتكم أختكم زوجتكم ، أنا شرفكم الذي لم يدنس ، أنا كل أنثى عربية قطعت أمها حبلها السري من الأرض الأردنية ..
أنا التي تفتقدكم اليوم ....فأين أنتم ؟
أين أنتم يا رجال مؤتة واليرموك والكرامة ،أين أنتم يا أحفاد الحنيطي وهزاع والعجلوني وكريشان ووصفي ، أين أنتم يا أخوات صيته وفاطمة وآمنة وصالحة... أين أنتم أيها العسكر المحاربون القدامى ، ألا ترون أيديكم المضرجة بالصبر والسلاح ، يا رجال البنادق يا أعواد السنديان ، يا خيالة الدبابة ، ويا زغرودة الرصاصة ، يا طعنة الخنجر يا ملح الأرض وسمادها .
إذا قيل خيل الله يوما ألا اركبي رضيت بكف الأردني انسيالها
أيها الأردنييون الشرفاء ....
يا من تنحازون للحق في ساعة فاصلة ، وتدوسون على الجمر حفاة في زمن الهول ، يا رجال باب الواد الثابتون في برك الدم ، الواقفون على أعتاب القدس الحاميين لأسوارها يا من تشمخ جباههم غضبا للأقصى وقبته، افتحوا ألبوم صوركم وقت الخمسينيات والستينيات من التاريخ وقت القلق والخوف وعمان تحتضن بناتها السبعة لتكون لكم ، وهي لنا اليوم كبيرة حرة وغدا لهم.
إذا جاء هذا الماء من جاء غازياً فمن دمه ، لا الماء يرتد شاربا
هل تركتم سيفكم يغفو في غمده وسيوفكم قرشية لا يطالها الصدأ ، وتركتم البغاث يستنسر في أرضه ، صمتكم اليوم يقتلني وأنتم تقفون مكتوفي الأيدي والطغاة يستبيحون عرضي ، هم الزناة هم الطامعون بالوطن وتبره وترابه ، هم المحتلون هم الساسة وتجار المواقف والظروف ، هم الغرباء الذين اعتموا نهار الوطن ، وعكروا صفو غدرانه ، هم الذين سرقوا حلم طلاب المدارس ودفئهم وقرشهم ، وهم الذين طمروا الخنادق وهدموا أبراج الحراسة ، هم الجبناء والضعفاء الذين ينخرون البنيان والأوطان، هم المشككين الخائفين المهزومين مدعي الحرية ، والوطنية عندهم فوضى وأنانية وفردية .....
أيها الأردنيون أجيبوني .......هل تخشونهم ؟هل دبوا الرعب في قلوب الشجعان وتحولت سيوفهم إلى خشب وفرسانهم أصنام، هل استبدلتم خيولكم الأصيلة بالبغال والحمير والدواب الهزيلة ..؟
إني أستنهض هممكم لتنفوا عن الوطن وجعه وتطببوا جرحه ، ولتقتسموا خبزه ، انهضوا أيها الأردنيون الطيبون للتحدي ، انهضوا أيها الفقراء من أوجاعكم وجوعكم ، ويا أيها الجياع من يأسكم ، اعلفوا الخيول المضمرة المستعدة للوغى ، أَسمعُوا الأموات الحداء والغناء والشعر، ذكروهم من انتم وكيف ولدتم ومن أي الينابيع شربتم ؟ ومن هم ومن أي أرحام المومسات ولدوا؟ ومن أي البارات شربوا وسكروا ؟ هم الغربان وأنتم الفرسان ، أنتم الثابتون الضاربة جذروكم وهم المسافرون بلا أرض ولا عرض يصفقون بعد نهاية كل عرض .
أيها الأردنيون الرجال....
أصحاب الجباه السمر التي لوحتها شمس الجفر وباير وحمراء حمد وقبورهم هناك في القويرة ومنيشير والنقب ، الذين شربوا من الشريعة وأشعلوا قناديلهم من زيتون اربد وحوران ، لا أحد يستطيع أن يجعل الأصيل بديل ولا يمنع خيلكم من بهجة الصهيل ، أعلمُ أنكم قادمون وأنكم لم تكونوا يوما مطية لأحد ولا تغضون الطرف عن متجاوز على وطن ، ولم تكونوا يوما غائبين ، فلكم الخيل والمطر ولكم الصباحات ووقع خطى يترك الأثر .
أنا أستنهض هممكم لأني أعلم من أنتم وأعرف جباهكم التي لا تنحني إلا لله سبحانه أو لتعانق ثرى الوطن عند كل فرحة و(مهاهاة) ، إن اخترتم بطن الأرض على ظهرها فدماؤكم مهدروه ، ولكنَّ أرحامنا حبلى بالرجال ، سنموت ويولدون ، لان وعد الله حق وهذا ليس وطن الأحلام المريضة ولا مكان فيه للصغار والجهلة والمتخاذلين ..
هذا الوطن للفلاحين والجنود والعمال والمعلمين هذا الوطن للأردنيين فقط الأردنيين ...
بقلم هاشم محمود الزيود
No comments:
Post a Comment