Wednesday 12 September 2012

تصعيد على الحراك

تصعيد على الحراك
9/11/2012 10:08:00 PM
تصعيد على الحراك
جهاد المحيسن
ثمة إصرار ممن يؤمنون بالنظريةالتي تقولإن الحراكخف وخبتجذوة النارفيه، على توريط أنفسهمومن يستمعإليهم عندمايتم التعاملمع القضيةبسطحية مفرطة. ونتيجة لتلكالقراءات، نجد أن هؤلاءالمتورطين في هذا الشكلمن التفكيريضعون سيناريوهاتللتخلص من بضع عشراتتخرج في هذه المنطقةأو تلك!ليس ذلك وحده؛ بل ثمة تحريضفي أكثرمن منبرإعلامي رسميعلى الانقضاضعلى الحراك.
وهذا ما لمسناه على الأقل في اليومين الماضيين؛إذ كتب البعض مقالاتتطالب بالقوةلكسر رأس الحراك وتهشيمه،ويتهدد ويتوعدالنشطاء من يتبنى وجهةالنظر تلك. فهل هذه طريقة للخروجمن المأزقبصب الزيتعلى النار؟الجواببالضرورة سيكونبالنفي، لأن مبررات الخروجإلى الشارعمن قبل الناشطين والقوىالاجتماعية والسياسيةالمختلفة التيتطالب بالإصلاحومحاربة الفساد،تقول إنهاقد وصلتالى طريقمسدودة، وهذابدوره يعنيعدم التخليعن الشارعللتعبير عن الحالة العامةالتي وصل إليها البلد،وليس ثمة وسيلة أخرىيجري التعبيرمن خلالهاإلا الشارع.
الفهم المجزوءللواقع، وتقديمصورة ورديةحوله، هما اللذان يزيدانمن احتقانالشارع. والتصعيد مع نشطاءالحراك واعتقالهملن يكونالحل، بل سيؤدي إلى مزيد من الغضب، ومزيدمن ردودالأفعال الغاضبةالتي تعرفتماما أن مبررات غضبهالم تنتهبل ثمة من يدفعبها إلى مزيد من التصعيد.
أشرنا منذ ما يزيد على العام ونصفالعام، ومن هذا المنبر،إلى أن الشعارات يمكنتشبيهها بالكائنالحي؛ تنمووتتطور إذا ما وجدتالبيئة المناسبةالتي تساعدهاعلى التطور. وهذا ما حدث على مدار فترةالعام ونصفالعام الماضية؛فليس ثمة بيئة إصلاحيةمغايرة تغيرمن طبيعةالشعارات التيترفع، التيقد لا نتفق مع بعضها، ولكنهاحقيقة لا يتم التعاطيمعها بخلقمزيد من الاحتقان وتغليظالقبضة الأمنيةوعودة سياسةالاعتقالات.
السياسة المطبقة هي التي أعادتالوهج للحراكالشعبي، ووسعترقعته، وزادتعدد المشاركينفيه، وجعلتسقف الشعاراتيرتفع. وهذا يدحض كل ما يكتبويحلل ويقدملأصحاب القراربأن الحراكتحت السيطرة،وأن أعدادهمحدودة!فكرة التصعيد مرفوضةولا تحل المشكلة، بل تزيد من تعقيدها.
وهذا يبرز في شكل التهمالتي توجهلناشطي الحراكفي الطفيلةالتي تعبرعن حالةتخبط؛ فثمةتهمة جديدةتنسب لمعتقليحراك الطفيلةتقول "التحريضعلى إثارةالنعرات العنصرية". لكني وغيريكثيرون، لا نجد في كل الحراكاتما يثيرالنعرات العنصرية،فهل نحن نستوعب ما نفعل؟
(الغد)


No comments:

Post a Comment