خيمة الخنساء !!
27-09-2012 07:36 PM
طباعة
جراسا نيوز -
خاص - اسلام صوالحة - في عام 1972 كشف الصحفيان في الواشنطن بوست 'كارل برنستين' و'بوب وود ورد' اكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا بطلها الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية ريتشارد نيكسون (1913-1994) .
حيث قام الرئيس نيكسون بالتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت. وفي 17 يونيو 1972 ألقي القبض على خمسة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي وهم ينصبون أجهزة تسجيل مموهة, و كان البيت الأبيض قد سجل 64 مكالمة، فتفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس نيكسون. مما دفعه الى الاستقالة على أثر ذلك في أغسطس عام 1974, وتمت محاكمته بسبب الفضيحة.
وفي عام 2007 كشفت صحيفة 'ديلي تلغراف' البريطانية عن كيفية استغلال بعض أعضاء البرلمان والحكومة لنظام 'استعادة نفقات'، وتفجرت الفضيحة إثر نشر الصحيفة صوراً لكافة فواتير نفقات أعضاء البرلمان, بموجب قانون حرية المعلومات.
وخصصت الصحيفة عدداً من صفحاتها يومياً لكشف تفاصيل كيفية تبديد أموال دافعي الضرائب، واستغلال' النظام، تحت مسمى 'استعادة نفقات' المخصص لتعويض أعضاء الحكومة والنواب عن نفقات تتعلق بأداء مهامهم الحكومية، منها نفقات لشراء وسائد حريرية، وأجهزة تلفاز وأخرى لتشذيب الحدائق، وطعام كلاب.
واعتذر رئيس الحكومة في حينه, ديفد براون , قائلاً: 'ينبغي استعادة ثقة الشعب فوراً.. أعتذر عن كافة السياسيين، وكافة الأحزاب، عن ما حدث خلال السنوات القليلة الماضية.'
وفي العام 2012, اقرّ مجلس النواب الاردني قانون معدل لقانون المطبوعات والنشر تقدمت به الحكومة برئاسة د.فايز الطراونة دون التشاور مع الجسم الصحفي والاعلامي , وهو ما اثار 'حفيظة' الوسط باكمله.
القانون الذي رأى فيه الصحفيون تغولا من السلطتين التنفيذية والتشريعية على سلطتهم 'الرابعة', وتكبيلا وتقييدا للحريات الصحفية وتكميما للافواه, مرّ بسلاسة وبسلام عبر القنوات الدستورية حتى اصبح امرا واقعا .
ورَدَّ الصحفيون على محاولة اغتصاب سلطتهم, بالعويل والنواح, فارتدوا ثوب الخنساء ونصبوا خيمة كربلائية اخذوا يرثون تحت ظلها ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم, وتباكوا بحسرة وألم على حريتهم وقلمهم المغتصب.
وتجاهل الصحفيون والاعلاميون ان بين ايديهم سلطة استمدت شرعيتها من قلم وكلمة طالما اسقطت حكومات ورفعت اخرى الى عنان السماء, واثّرت على سياسات دول واشعلت حروبا واطفأتها في دول اخرى .
لكم في 'ووترغت وحرب فيتنام وواعتذار بروان' عبرة يا اولى الكلمة, فكفوا عن النواح والعويل واثأروا لحقوقكم ولحريتكم ,إن كنتم جديرين بها, باقلامكم وكلماتكم ان كنتم تجيدون استخدامها وحافظوا على ما تبقى من هيبةٍ لسلطتكم, حتى لا يصدق فيكم المثل القائل 'ابكوا كالنساء على حرية لم تحافظوا عليها كالرجال'!!
No comments:
Post a Comment