Thursday, 15 March 2012

المحللون لظاهرة الطفيلة
[3/15/2012 2:43:41 PM]
د.مهند مبيضين

قيل أن الحراك اغلبه عاطلون عن العمل، وهذا غير صحيح، فبقدر ما فيه من البسطاء، فيه ايضا نخبة شابة جيدة ومتعلمة ومثقفة. حاولت نخب عمان تحليل الظاهرة لتشكل هاديا للدولة، وفي تحليلهم برود يشبه الصفيح، لأن الكل يعلم لبّ المشكلة، والجميع يستذكر البدايات هناك، ولا احد يريد القول: ان التقديرات كانت خاطئة وأن الحلول ظلت بطيئة، وأن التقارير التي شخصت الموقف كانت عاجزة، وأن الازمة جوهرها التنمية وفشل الحكم المحلي.

كان الرهان على أن الحل يأتي عبر الوجهاء التقليدين، لكن ذلك لم يحدث، واستيعاب قلة منهم في مواقع، بدا وكأنه الطريق الذي يعبر النهاية، بيد أن الناس ظل فيهم الشباب العاطل عن العمل، والأم التي تنظر في وجه بناتها وقد وهن العظم منها، وهي بعد لا تطمئن على مستقبلهن وقد تقادمت شهادتهن الجامعية واضحت مجرد ورق.

كان لحراك الطفيلة آثار توحيدية ليس على مستوى المدينة، بل مع المدن الأخرى أيضا، الفساد والبطالة والفوسفات وحل النواب، شعارات انتلقت بين الكل، وارتفاع السقف في مضامين الشعارات كانت نتيجة للتأخر في الحلول.

توالي عجز الحكومات، كان عبئا على الملك والدولة، المحللون لسطح الظاهرة، ظلوا يقيمون الوزن للعدد، والأسماء، ودوما تقفز أسماء شباب جدد، تملؤهم الحسرة والغضب فيأتي التعبير خارجا عن المألوف.

للطفيلة اليوم جاذبيتها، يزحف إليها الشارع في كل المحافظات، يتضامن معها الإخوان المسلون ودعاة كل إصلاح، أهلها يدركون معنى زحف الشارع والنخب على حراكهم، لكنهم أيضا يعون في ذاكرتهم اسهام ابنائها في معارك التأسيس وجيش الثورة العربية، والتي ما زالت حاضرة، إذ ظلت معركة الطفيلة وستبقى فصلا خالدا في الطريق للثورة ضد الظلم على التتريك. وهم أول من التحق بالدولة حين قامت وبذلوا الكثير لاجل الوطن، فكان منهم رموز طيبة متجددة دوما.

ليست الطفيلة جزءا ناتئا في خاصرة الوطن، ستظل احد فصول كتابه الطيب، فيها الكثير من الأنفة والصبر والجلد، وفيها الكثير من العطاء والبذل، وهي تستحق من الكل التفكير بحلول تنموية عاجلة، كي لا تكون الحلول مع حراكها مساومة على مواقف الناس.

الطفيلة اليوم، وكذلك الكرك لا تنتمي لزمن الوجهاء الذين يختصرون مطالب مدنهم في صفقة غالبا ما تنتهي مربحة لهم ولابنائهم، لا، فهي مجتمع متعلم وواع، زمن الولايات التقليدية للشيوخ انتهى، إنها اليوم مجتمع مفتوح، مجتمع سياسة، مجتمع أفراد أحرار، مجتمع ضمائر علنية، وهو كغيره مجتمع فيه المتعلم والبسيط، فيه الراضي القانع، والغاضب العاتب، فيه القادر عن التعبير بشعار سياسي، وفيه من يرتفع صوته دون حساب، ومن الخطأ تفسير الأخطاء على انها توجه عام بين الناس.

طعن الشرطة غير مقبول، تكسير المرافق أيضا شكل غير حضاري في الطفيلة أو غيرها، لكن أن يسلم ذوو شاب ابنهم الذي ضرب شرطيا للأجهزة الأمنية، فهذا موقف يحترمون عليه ويظهر كم هم أهلنا هناك طيبون ويستنكرون الفعل السيئ في الطفيلة وغيرها.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور

No comments:

Post a Comment