الحـيـاري يبعث برساله الى الملك
ما بين تصاعد وتيرة الحراكات في الشارع الاردني واستحقاقات المواطن الاساسيه المكتسبه والتي هي من ابسط حقوقه ، نلاحظ حالة صمت غير مبرره من الملك بصفته ولـّي الامر .
فالأردن ليس بمنأى عن الربيع العربي الذي بدأ يزهر في كافة محافظات المملكه ، لا بل فإنه ومن المتوقع ان تجتاح الفصول الاربعة الحالة الاردنيه اذا استمر الوضع كما هو عليه ، فالمسأله لا تحتمل الرهـــــان.
المراقب للمشهد اصبح يعلم بأن حالة الاحتقان التي يشهدها الوطن اصبحت تتخذ عد ة اتجاهات وبرعايه رسميّه.
اولها .. خلق حالة من العداء المطلق والكراهيه القاتله بين جماعة الإخوان المسلمين وبين العشائر الاردنيه ركيزة الاستقرار في الاردن.
وهنا لا بد من التنويه بأن جماعة الاخوان قد نشأت وترعرعت بين أحضان الحكومه قبل اكثرمن نصف قرن من الزمان وبمباركة القصر الذي كان يتعامل مع وجودهم في الاردن كنوع من التباهي بالاجواء الديمقراطيه الموجوده بالاردن في بعض الاحيان ، وكورقه ضاغطه يتم ابرازها لفرض الوجود الاردني كلاعب أساسي في سياسه المنطقه من اجل الحفاظ على كرسي دائم للأردن على طاولة الاحداث التي تخطط لمصير الشعوب والبلدان في الشرق الاوسط بما فيها "إسرائيل" .
ثانيا .. كان الحديث قبل أشهر بأن الملك قد لا يعلم بالاجواء المشحونه التي تعيشها المملكه ، وكان التبرير بأن طاقم المستشارين في القصر والمعنيين بإيصال المعلومات للملك يستخدمون مساحيق التجميل التي تشوه الحقائق ..
ثم بدأ الحديث يتجه بأن الملك يعلم بتطورات المشهد الداخلي من أحداث ، ويراقب المشهد عن بُعد ، لكن الخطوره بدأت عندما تولدت القناعات لدى شريحه كبيره من المجتمع بأن حالة الاحتقان - غير المسبوقه - التي يعيشها الوطن بين اطياف وشرائح المجتمع الحزبيه والعشائريه هي برعاية وتخطيط من القصر ، بهدف حماية بعض الفاسدين الذين نهبوا خيرات ومقدرات الوطن والمواطن بحكم صلات القربى والصداقه التي تربطهم بشخص الملك ...
ثالثا .. المحاولات المستمرّه لفرض سياسة تكميم الأفواه والتي تنتهجها الحكومات المتعاقبه ، من خلال التشريعات والقوانين التي تفرض قيودا غير مسبقه على حريّة الإعلام ، والضغوطات المستمره على المواقع الاعلاميه النزيهه والأقلام الحُـره التي انتزعت شرعيتها من نبض الشارع والتي حملت على عاتقها كشف الحقائق عن الفساد وإماطة اللثام عن الفاسدين .
ولذلك كان الأولى وللمصلحة الوطنيه العليا التي تسمو فوق الجميع ، بأن تكون القرارات التي تصدر من القصر ومن الحكومة تصب في مصلحة جميع المواطنين ، كضمانه لبقاء الدولة وإستمرارالنظام ، وليس لمصلحة زمره من الاشخاص الذين تدور حولهم الكثير من الشبهات ..
فليس من المعقول بأن تستأثر تلك الزمره بالمليارات من خيرات الوطن ... ويبقى الملايين من المواطنين يسعون وراء رغيف الخبز وتسديد الفواتير والبحث عن كفلاء للإقتراض من البنوك .
وليس من المنطق أن نتابع الأحداث التي تقود البلد الى الهاويه دون أن ندافع عن الاردن ، فـ وطن لا نحميه ... لا نستحق العيش فيه ، فمحاكمة هذه الزمرة الفاسده من محدثـي النعمة الطارئين على الوطن لا بد منها كي تستمر المسيره ، فهم ليسوا اقرب الى قلوبنا من دماء شهدائنا الذين ضحّوا بانفسهم من أجل كرامتنا ، وليسوا أكثر أهميه من سواعد ابائنا واجدادنا الذين بنوا الاردن ، فـ حاكمهم أيها الملك .. قبل أن يحاكمهم الشعب .
ولأن الدين النصيحه ... فقد كان لابد منها
ولأن العدل أساس الحكم .. فلا بد للعدل أن يسود فوق الجميع
ولأن الظلم ظلمات .. فلا بد للمظلوم أن يقول مظلمته قبل أن يقوم برفع الظلم عن نفسه.. بنفسه ...
فالحاكم هو ظل الله في الأرض .. وعدل ساعة أفضل من العبادة سبعين عاما
ولأني مواطن اردني أعتز بهويتي ... فقد كتبت رسالتي ..
ولأنك ولـــّي الأمر .. فقد وجـّهت رسالتي إليك ...
عاش الاردن حرا أبـيـّـا ..
الكاتب : أحمد الـحـيـاري / ناشر موقع وطن نيوز
No comments:
Post a Comment