حفل ميلاد الملكة الأربعين يؤشر إلى حالة الانسداد الوطني
تم نشر هذا الخبر بشكل رسمي بتاريخ 8 سبتمبر 2010 وذلك وفي وسائل إعلام محلية وعربية عديدة وقد جاء فيه: "احتفلت الملكة رانيا يوم الجمعة الماضي بعيد ميلادها الأربعين بحضور لفيف من الأصدقاء من فنانين وممثلين ومصممي أزياء ورياضيين وأولياء عهد وملوك وأمراء ورؤساء جمهورية ووجوه اجتماعية بارزة نذكر منهم ولي عهد البحرين، الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري وزيرة خارجية الولايات المتحدة الحالية ، الفنان العالمي BONO ، مصمّم الأزياء العالمي Roberto Cavalli، لاعب كرة القدم العالمي ليونيل ميسّي ، الفنانه الكبيرة ماجدة الرومي وشقيقها عوض الرومي، السوبرستار راغب علامة، النجمة اليسا ، الإعلاميين زافين قيومجيان وجيزيل خوري ، الممثّل العالمي John Cusack، صاحبي موقع الفايسبوك وغوغل، رئيس الفيفا، ممثلين عن جمعيات خيرية وطلّاب من الأردن.
وأعتذر عن حضور الحفل كل من الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري والممثلتين أنجلينا جولي ونيكول كيدمان اللواتي ترّددنا بالحضور بسبب الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط.
تألقت الملكة رانيا كعادتها بفستان احمر برتقالي وقد فاجأها منظمو الحفل بروبرتاج على طريقة نشرة الأخبار ، صوّر خصيصاً في نيويورك تضمّن عرضاً لأحداث النهار بطريقة ظريفة وتخّلل الروبرتاج معايدات للملكة رانيا من قبل عشرين مدعواً من المشاهير وقد اقتصرت كل معايدة على عشرين ثانية فقط.
بدأ الحفل بـ Reception حفل استقبال للمدعوين الذين حضروا من مختلف أنحاء العالم تبعه عشاء على شرفهم ، وقد بني مكان الحفل في وادي رم في قلب الصحراء وهو من أهم المواقع الطبيعية في الأردن ، وقد أحيت الحفل فرقة جاز ودندن السوبرستار راغب علامةHappy Birthday للملكة رانيا .
وقد تكفّل منظمو الحفل بكافة الحجوزات في الفنادق، واستقبلوا جميع المدعوين في مطار الملكة علياء الدولي .
حيث دعي نحو ستمائة شخص لحضوره ، وأضيئت التلال الغرانيتية مشكلة رقم 40 " .
هذا ليس خبرا عابرا مضى من عمر الزمن الأردني، وإنما هو يظل يقرع ناقوس الخطر، ويضغط ضمير الشعب الأردني الذي بالكاد يجد ما يسد به رمقه وبات يتعرض إلى الهزات العنيفة في مشاعره الوطنية، وهو يعيد طرح التساؤل حول الفائدة التي حصلناها على المستوى الوطني، ونحن نخسر شعبنا عندما أشعرناه بعدم الإحساس به وبمعاناته، وبفقره، وبحقه في حياة كريمة.
وفي الخبر خروج عن النص الوطني حيث الاحتفالات الأسطورية بعيد ميلاد الملكة في حين أن الشعب الأردني يئن تحت طائلة غلاء الأسعار، وتدني مستوى الرواتب، وعدم قدرة أردنيين كثر على تدريس طلابهم في الجامعات، وبعض الأسر في القرى المنسية تستدين ثمن الخبز لأطفالها، وفقراء لا يجدون ثمن روشيتة الدواء، وهنالك قطاعات توقفت عن الإنتاج بسبب الإهمال الرسمي، ومنها الزراعة، التي تحولت العائلات التي تعيش عليها إلى خانة الفقر المدقع، وصناديق المعونة الوطنية .
وهذا الخبر يقيس المسافة التي باتت تفصل بين النظام المترف، وشعبه الفقير، فهل كان يليق بمراسم الديوان الملكي أن يعد مثل هذا البرنامج الباذخ لحدث عابر يتعلق بميلاد جلالة الملكة الأربعين.
وهو إنما يمثل تحديا لفقراء الأردنيين، ويعطي مؤشرا قويا لماذا وصلنا إلى طريق مسدود في الوطنية، ولماذا بلغ الحنق في المحافظات والقرى والبادية الحناجر، وتطاولت الناس على الرموز السيادية في المملكة، وفقدنا هيبة النظام، والسلطة، وهل هنالك ما يساوي أن نخسر استقرار بلادنا، عندما فقدنا ولاء شعبنا ، ونحن الذين فشلنا عن قياس حرارة قلبه بصدق ، وقد ألغى الأردنيون تأشيرة الدخول المجانية إلى قلوبهم التي كانت تفيض بالطيبة، والبساطة، والمحبة.
ونحن اليوم أمام استحقاقات سياسية خطيرة نجمت عن الخلل الذي مورس في كيفية ادامة العلاقة التاريخية التي جمعت الشعب الأردني والعائلة المالكة، وإذا أردنا وقف الانهيار الذي أصاب عمليا هذه العلاقة فعلينا أن نضع النقاط فوق الحروف، وان نتجاوز مرحلة المجاملات على حساب البلد المتعب، وشعبه الفقير، ونظامه السياسي الذي ارتقى إلى مقدمته الاصاغر.
الكاتب : علي السنيد
وأعتذر عن حضور الحفل كل من الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري والممثلتين أنجلينا جولي ونيكول كيدمان اللواتي ترّددنا بالحضور بسبب الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط.
تألقت الملكة رانيا كعادتها بفستان احمر برتقالي وقد فاجأها منظمو الحفل بروبرتاج على طريقة نشرة الأخبار ، صوّر خصيصاً في نيويورك تضمّن عرضاً لأحداث النهار بطريقة ظريفة وتخّلل الروبرتاج معايدات للملكة رانيا من قبل عشرين مدعواً من المشاهير وقد اقتصرت كل معايدة على عشرين ثانية فقط.
بدأ الحفل بـ Reception حفل استقبال للمدعوين الذين حضروا من مختلف أنحاء العالم تبعه عشاء على شرفهم ، وقد بني مكان الحفل في وادي رم في قلب الصحراء وهو من أهم المواقع الطبيعية في الأردن ، وقد أحيت الحفل فرقة جاز ودندن السوبرستار راغب علامةHappy Birthday للملكة رانيا .
وقد تكفّل منظمو الحفل بكافة الحجوزات في الفنادق، واستقبلوا جميع المدعوين في مطار الملكة علياء الدولي .
حيث دعي نحو ستمائة شخص لحضوره ، وأضيئت التلال الغرانيتية مشكلة رقم 40 " .
هذا ليس خبرا عابرا مضى من عمر الزمن الأردني، وإنما هو يظل يقرع ناقوس الخطر، ويضغط ضمير الشعب الأردني الذي بالكاد يجد ما يسد به رمقه وبات يتعرض إلى الهزات العنيفة في مشاعره الوطنية، وهو يعيد طرح التساؤل حول الفائدة التي حصلناها على المستوى الوطني، ونحن نخسر شعبنا عندما أشعرناه بعدم الإحساس به وبمعاناته، وبفقره، وبحقه في حياة كريمة.
وفي الخبر خروج عن النص الوطني حيث الاحتفالات الأسطورية بعيد ميلاد الملكة في حين أن الشعب الأردني يئن تحت طائلة غلاء الأسعار، وتدني مستوى الرواتب، وعدم قدرة أردنيين كثر على تدريس طلابهم في الجامعات، وبعض الأسر في القرى المنسية تستدين ثمن الخبز لأطفالها، وفقراء لا يجدون ثمن روشيتة الدواء، وهنالك قطاعات توقفت عن الإنتاج بسبب الإهمال الرسمي، ومنها الزراعة، التي تحولت العائلات التي تعيش عليها إلى خانة الفقر المدقع، وصناديق المعونة الوطنية .
وهذا الخبر يقيس المسافة التي باتت تفصل بين النظام المترف، وشعبه الفقير، فهل كان يليق بمراسم الديوان الملكي أن يعد مثل هذا البرنامج الباذخ لحدث عابر يتعلق بميلاد جلالة الملكة الأربعين.
وهو إنما يمثل تحديا لفقراء الأردنيين، ويعطي مؤشرا قويا لماذا وصلنا إلى طريق مسدود في الوطنية، ولماذا بلغ الحنق في المحافظات والقرى والبادية الحناجر، وتطاولت الناس على الرموز السيادية في المملكة، وفقدنا هيبة النظام، والسلطة، وهل هنالك ما يساوي أن نخسر استقرار بلادنا، عندما فقدنا ولاء شعبنا ، ونحن الذين فشلنا عن قياس حرارة قلبه بصدق ، وقد ألغى الأردنيون تأشيرة الدخول المجانية إلى قلوبهم التي كانت تفيض بالطيبة، والبساطة، والمحبة.
ونحن اليوم أمام استحقاقات سياسية خطيرة نجمت عن الخلل الذي مورس في كيفية ادامة العلاقة التاريخية التي جمعت الشعب الأردني والعائلة المالكة، وإذا أردنا وقف الانهيار الذي أصاب عمليا هذه العلاقة فعلينا أن نضع النقاط فوق الحروف، وان نتجاوز مرحلة المجاملات على حساب البلد المتعب، وشعبه الفقير، ونظامه السياسي الذي ارتقى إلى مقدمته الاصاغر.
الكاتب : علي السنيد
06/01/2012 12:14:37
No comments:
Post a Comment