| ||
2011-08-26 | ||
ماهر ابو طير للاردن سر عظيم،والا ماجاء كل هؤلاء الانبياء والرسل والصحابة والشهداء الى هذه البلاد المباركة،التي تعد جزءاً اصيلا من بلاد الشام. اذ تتأمل خط الشهداء في هذا البلد،على طول الحدود مع فلسطين،تعرف ان للمكان قصة،وانه لم يكن عابراً للتاريخ،ولا صحراء خاوية،يمر بها سراق الليل والسماسرة. من جعفر بن ابي طالب في مؤتة الكرك وصولا الى بقية الشهداء والصحابة،في الجنوب والوسط،حتى معاذ بن جبل في الشمال. تلك حكاية سماوية،لان الله زرع هؤلاء الرجال في هذه الارض،ليقولوا لمن بعدهم،ان هذا البلد،ليس بلا تاريخ،وليس بلا ذاكرة،بل ان الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر الاردن والبلقاء في اكثر من حديث نبوي. الحبل السري بين الانسان والمكان الذي يعيش فيه،ليس حبلا قائماً على المصلحة اليومية،ولا على عقلية الاستهتار بالمكان،او بموروثه او بأهله،فليس اسهل من هكذا ممارسات،تفيض جهلا بالتاريخ،وتتناسى ايضا ان اي سلبية اجتماعية نراها في كل دول الجوار. مصيبة الاجيال الجديدة ان اغلبها لايعرف اين يعيش،فالبلد بالنسبة لهم مجرد مكان،يقدم المنافع او لايقدمها،ولو تعلمنا التاريخ بشكل صحيح في مدارسنا وجامعاتنا،لعرفنا ان علينا ان لانجهد اليوم،في الحديث عن سر المكان. هذا بلد مبارك.شارك العرب والمسلمون تاريخهم،واوجاعهم،يكفينا ان نرى كيف يقوم الاردن بدور هام،في احتمال اوجاع اهلنا في فلسطين والعراق وسوريا،وكيف كان دوما ناصية الدفاع عن الجزيرة العربية. لايمكن لانسان طبيعي ان يكره بلداً يعيش فيه،فكيف ببلد قدم له كل شيء،وعلى هذا لاتفهم اولئك الذين يحملون حقدا من نوع خاص على البلد واهله او بعض اهله،هذا على الرغم من كرامة البلد واهله في التاريخ،وهذه الايام. اشد مايثير الغضب حاجة الاردن دوما لتأكيد ان البلد ليس قطعة ملحقة ببلاد الشام،وليس صحراء فارغة،باستثناء مجموعات من العرب متناثرة هنا وهناك،وهذا كلام اليهود ذاته الذي قالوه عن فلسطين،بأنها ارض بلا شعب،ويقوله بعضنا عن الاردن بأنها ارض صحراوية ومن فيها ليس من اهلها. هذه اهانات لاتليق بانسان محترم،في المطلق،وهذا استفزاز يتم الرد عليه،والتحرش يجلب تحرشاً،اذ يكفينا ان نتأمل قصة الاردن في التاريخ الاسلامي لنعرف قصة الاردن،وهذه المنارات في ارضه،من الشهداء والانبياء. كل هذه حكايات تقول لك ان المستقبل هنا،وان تحرير فلسطين يكون من هنا،وان اهل الاردن سيكونون طليعة الفاتحين ذات يوم،وانهم سيرسمون التاريخ المقبل،فهذه الارض هي ناصية العبور ايضا الى القدس،مثلما كانت الكرك ناصية العبور اليها في زمن الايوبيين. ذات الحبل السري بينك وبين المكان،يأخذك الى العلاقة مع الناس،فالجميع اهلك،انت منهم،وهم منك،ولايمكن لعاقل ان يتطاول على الناس،تحت اي مسمى،خصوصا،في ظل الحساسيات التي تجعل الكلام قابلا للتفسيرات والتأويلات،واعادة التفسير. بلد لايمكن الا ان تحبه وتحب اهله،وتكون واحدا منهم،مهما رأيت في حياتك،لان هذا شعور طبيعي،لايتنافى مع الدين والاخلاق،والمروءة،وتحقير الناس لاي سبب،هو تحقير لذاتك اولا،لان طينة اي واحد فينا لاتختلف عمليا عن طينة الاخر،مهما ظن بعضنا ان هناك دماء زرقاء وحمراء وصفراء،او ان هناك فوق وتحت. الاردن سره عظيم،والله ذاته يريد لهذا البلد ان يبقى آمناً مطمئناً،وان يسلم من الشر والشرور،لانه مذخور ليوم اعظم،وتحت هذا العنوان،واجب كل واحد فينا،ان لايقطع الحبل السري مع المكان واهله،ويعرف ان في بقائه حياة له ولغيره،من كل اهلنا. سلام على هذه الارض التي ما انبتت الا ارواح الشهداء ومنارات الشرف. mtair@addustour.com.jo |
صوت التغيير والاصلاح لاحرار الطفيلة اطفالها وشيبها وشبابها رجالا ونساء وحراكها من اجل بناء اردن قوي مؤسس على الحرية والعدل والمساواة
Saturday 27 August 2011
الاردن.. صحراوي وبلا سكان !!
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment