Thursday, 15 March 2012

حراك الطفيلة.. وتحرير فلسطين
3/15/2012 3:23:00 PM
كاظم عايش
شد انتباهي وأنا أشارك في إحدى مسيرات الطفيلة، أنهم كانوا يهتفون بين حين وآخر وبين هتافاتهم المطالبة بالإصلاح (الشعب يريد تحرير فلسطين)، وحاولت أن أعثر على الرابط بين المطالبة بمحاربة الفساد والمفسدين والمطالبة بتحرير فلسطين، وأدركت أن حراك الطفيلة ذهب عميقاً في هذا الربط، فالفساد والمفسدين هم الذين قيدوا حركة الشعب وأعاقوا مشاريعه القومية والوطنية والإسلامية، هم أرادوا منه أن يلهث وراء لقمة العيش ورغيف الخبز، حتى يشغله ذلك عن واجباته الأهم والأكبر، هم أرادوا أن يوهنوا عزيمته وينالوا من كبريائه حين يقف طوابير ليطلب المساعدة وينشغل في هم الطعام والكساء والتعليم والصحة على مدار الساعة، ولعلي أجد في مقولة زعيم المنافقين قديماً ابن سلول (سمّن كلبك يأكلك) عنواناً لسياسات الإفقار التي اتبعتها حكومات وقوى متنفذة لإشغال الناس عن حقوقهم وقضاياهم.
(الشعب يريد تحرير فلسطين) هذه حقيقة لا نقاش فيها، ولكن حين يستخدمها أحرار الطفيلة في حراكهم، فإنهم يشيرون إلى مسألة أخرى أكثر حساسية، وهي أن الأسلوب الذي اتبعته الحكومات المتعاقبة في التعامل مع القضية الفلسطينية ساهم كثيراً في إيصال الأردن إلى ما وصلت إليه، فبدلاً من أن تؤسس هذه الحكومات لاقتصاد حقيقي وتنمية تعتمد على الذات، لجأت إلى المتاجرة بالمواقف السياسية على حساب الأردن وفلسطين لتبقى معتمدة على هذه الهبات والأعطيات والأثمان البخسة للمواقف الخاطئة من قضية تحرير فلسطين، والتي كان ينبغي أن تكون هي المشروع الأهم للشعب الأردني، والتي كان من الممكن أن توجه قواه إلى تنمية حقيقية صلبة معتمدة على الذات، ومطورة لإمكاناته الذاتية وقواه المنتمية حقاً لهذا الوطن.
إن تبني مشروع تحرير فلسطين هو المشروع الاستراتيجي الحقيقي لمستقبل الأردن وفلسطين، فهو المشروع الذي يمكن أن يحفظ للأردن وجوده ودوره ومستقبله، وينزع المخاوف ويقف أمام التهديدات الحقيقية لمشروع الوطن البديل الذي يتبناه العدو الصهيوني ومن وراءه أمريكا ودول الغرب، وهو المشروع الذي يمكّن الشعب الأردني من استثمار كل طاقاته ويوحّد مكوناته ويستجلب دعم كل الأحرار من مسلمين وعرب وغيرهم للوقوف إلى جانبه.
لقد سمعت وأنا في مسيرة الطفيلة شعارات كبيرة وخطيرة تجاوزت المألوف وعبرت عن مكنون الغضب الذي وصل إليه الشعب الأردني وهو يرى بلده تغرق في الفساد والتسلط ويرى غياب الحرية والديمقراطية الحقيقية، ولكن أخطر وأهم ما سمعته في هذه المسيرة كان (الشعب يريد تحرير فلسطين).
(البوصلة)

No comments:

Post a Comment