الطفايلة يا دولة الرئيس !!
3/11/2012 9:04:00 AM
حكمتْ محكمة أمن الدولة قبل فترة طويلة و في عهد الملك الحسين رحمه الله بحبس شخصين لمدة عام تقريبا بتهمة إطالة اللسان بعد اشتراكهم في مشاجرة مع مجموعة من الشباب في عمان ،حيث قدم هؤلاء من الضفة الغربية و لسوء حظهم حصلت مشادة كلامية مع مجموعة من الشباب في الاردن تطورت الى شجار و قام هؤلاء بشتم الملك و تم تحويلهم الى المحكمة بتهمة إطالة اللسان و محاكمتهم و حبسهم بموجب هذا القانون ،استطاع بعدها والد أحدهم أن يصل الى أحد المقربين من الملك لكي يرجوه العفو عن هؤلاء خصوصا أنهم قادمون من خارج الاردن و لا يعرفون القوانين و الانظمة ،فتردد كثيرا ذلك الشخص قبل أن يتحدث مع الملك و لكنه قرر في النهاية أن يحدثه شخصيا بالموضوع ،فسأله الملك ماذا فعل هؤلاء ؟ فأجاب لقد أطالوا اللسان عليك يا جلالة الملك وتم حبسهم ،فقال الملك : ( يلعن أبوهم الاثنين ... و ها أنا قد استدّيت لنفسي ) و أمر رحمه الله باخراجهم من السجن بعفو ملكي خاص و انتهت المشكلة و عاد هؤلاء الى الضفة الغربية .
بالامس يا دولة الرئيس شاركنا مع المعتصمين من أحرار الطفيلة أمام سجن الجويدة بوقفة تضامنية من أجل المطالبة بالعفو عن مجموعة من الناشطين الذين وُجهت لهم تهمة اطالة اللسان و بعضهم تهمة التجمهر غير المشروع ! وجاءت مجموعة كبيرة من أهالي المعتقلين و مؤيديهم الى منطقة السجن و هتفوا بهتافات تطالب بالافراج عنهم ،ثم بدأت الهتافات تتغير و يرتفع سقفها حتى أصبحت بلا سقوف !! و تحدثوا عن كل شيء ،تحدثوا عن العشب اليابس في الطفيلة نتيجة الفساد و عن الفقر و عن البطالة و عن نهب أموال الدولة و عن الفوسفات و البوتاس و الذهب و النسايب و الحبايب و الاقارب والاحفاد وأولاد الاولاد ومجلس النواب و المخابرات وحرية التعبير و الديمقراطية و تكميم الافواه وغيرها و غيرها ثم تحدثت والدة أحد المعتقلين الى جميع وسائل الاعلام العربية و الاجنبية التي جاءت لتغطية الحدث وبكل ما أوتيت من معرفة عن ابنها الذي تم اعتقاله و أنه لم يفعل شيئا يستحق عليه العقاب سوى أنه يحب الاردن و يخشى على هذا الوطن الذي سرقه السارقون و عاث فيه المفسدون ، و أننا يجب أن نقول الحق لاننا نعيش في دولة ديمقراطية يسمح فيها بحرية التعبير و الرأي على حد فهمها المتواضع للديقراطية !!!
يا دولة الرئيس بعد كل هذا الربيع العربي و بعد كل هذه الحراكات المختلفة لستَ بحاجة الى بؤر جديدة من التوتر لا تخدم الصالح العام و لا تؤدي الى التأزيم السياسي وتزيد من حالة عدم الثقة التي باتت تؤرق الجميع ،وكان الأجدى عدم اعتقال هذه المجموعة التي شاركت في حراك الطفيلة منذ بدايته و لم تقم بأية أعمال عنف وكل ما يطالبون به محاربة الفساد و الانتباه لاوضاعهم الاقتصادية و الاجتماعية التي تشكل مصدر قلق لهم و للكثيرين من أبناء الوطن الشرفاء الذين لم يسرقوا بوتاسا أو فوسفاتا و لم يبنوا قصرا في دابوق أو قصرا في عبدون ولم ينشئوا شركات وهمية على ظهور المواطنين، بل ظلوا يعيشون هناك في جنوب الاردن يلفحهم الحر و البرد و يضمون الوطن الى صدورهم في كل صباح يعشقون ترابه وأرضه دون أي مقابل .
قد أنصح دولتك بأن تجعل في كل محافظة مكانا للتجمهر و التعبير عن الرأي على غرار (الهايد بارك) في بريطانيا تسميه مثلا ( هايد بارك الطفيلة) و(هايد بارك سلحوب ) و (هايد بارك ساكب) يُعبر فيه الناس عن ارائهم دون أن تلاحقهم لعنة اطالة اللسان في هذا الظرف الصعب و المعقد .
(البوصلة)
بالامس يا دولة الرئيس شاركنا مع المعتصمين من أحرار الطفيلة أمام سجن الجويدة بوقفة تضامنية من أجل المطالبة بالعفو عن مجموعة من الناشطين الذين وُجهت لهم تهمة اطالة اللسان و بعضهم تهمة التجمهر غير المشروع ! وجاءت مجموعة كبيرة من أهالي المعتقلين و مؤيديهم الى منطقة السجن و هتفوا بهتافات تطالب بالافراج عنهم ،ثم بدأت الهتافات تتغير و يرتفع سقفها حتى أصبحت بلا سقوف !! و تحدثوا عن كل شيء ،تحدثوا عن العشب اليابس في الطفيلة نتيجة الفساد و عن الفقر و عن البطالة و عن نهب أموال الدولة و عن الفوسفات و البوتاس و الذهب و النسايب و الحبايب و الاقارب والاحفاد وأولاد الاولاد ومجلس النواب و المخابرات وحرية التعبير و الديمقراطية و تكميم الافواه وغيرها و غيرها ثم تحدثت والدة أحد المعتقلين الى جميع وسائل الاعلام العربية و الاجنبية التي جاءت لتغطية الحدث وبكل ما أوتيت من معرفة عن ابنها الذي تم اعتقاله و أنه لم يفعل شيئا يستحق عليه العقاب سوى أنه يحب الاردن و يخشى على هذا الوطن الذي سرقه السارقون و عاث فيه المفسدون ، و أننا يجب أن نقول الحق لاننا نعيش في دولة ديمقراطية يسمح فيها بحرية التعبير و الرأي على حد فهمها المتواضع للديقراطية !!!
يا دولة الرئيس بعد كل هذا الربيع العربي و بعد كل هذه الحراكات المختلفة لستَ بحاجة الى بؤر جديدة من التوتر لا تخدم الصالح العام و لا تؤدي الى التأزيم السياسي وتزيد من حالة عدم الثقة التي باتت تؤرق الجميع ،وكان الأجدى عدم اعتقال هذه المجموعة التي شاركت في حراك الطفيلة منذ بدايته و لم تقم بأية أعمال عنف وكل ما يطالبون به محاربة الفساد و الانتباه لاوضاعهم الاقتصادية و الاجتماعية التي تشكل مصدر قلق لهم و للكثيرين من أبناء الوطن الشرفاء الذين لم يسرقوا بوتاسا أو فوسفاتا و لم يبنوا قصرا في دابوق أو قصرا في عبدون ولم ينشئوا شركات وهمية على ظهور المواطنين، بل ظلوا يعيشون هناك في جنوب الاردن يلفحهم الحر و البرد و يضمون الوطن الى صدورهم في كل صباح يعشقون ترابه وأرضه دون أي مقابل .
قد أنصح دولتك بأن تجعل في كل محافظة مكانا للتجمهر و التعبير عن الرأي على غرار (الهايد بارك) في بريطانيا تسميه مثلا ( هايد بارك الطفيلة) و(هايد بارك سلحوب ) و (هايد بارك ساكب) يُعبر فيه الناس عن ارائهم دون أن تلاحقهم لعنة اطالة اللسان في هذا الظرف الصعب و المعقد .
(البوصلة)
No comments:
Post a Comment