من اتى بالفساد الى الاردن؟
عبدالله الهريشات
سؤال يطرح نفسه فمن يجيب عليه ؟ ولن يجيب عليه الا ابناء الاوطان البررة واحراره المخلصون الصادقون الذين يبتغون الخير والاصلاح ويخلصون النصح، والذين لايرجون لعاعة ولا دنيا والذين لا يخافون الا الله ولا يخشون احدا الا الواحد الاحد لانهم عشقوا واحبوا هذا الوطن كما احبه الاجداد ويفتدونه بكل غال ورخيص كما افتدوه لان هذا الوطن ترابه مضمخ مجبول بدم الشهداء من الصحابة الاطهار ومن التابعين الابرار ومن ابناءه الاحرار فاصبح ترابه عطر و حناء ورفرفت فوقه وفي سمائه ارواحهم المطمئنة في العلياء، لذا كان لزاما علينا ان نقول الحق والصدق لا نريد رضا فلان ولا نبالي سخط علان انما نريد الاردن ورفعته ووحدته وامنه.
لا يوجد بلد في العالم لا يخلو من الفساد ، ولكن الفاسدين فيه يحاكمون و يحاسبون اذا ثبت عليهم ذلك ولا ينفعهم ان كان لهم حصانة او كانوا ذوي قربى او كانوا حكاما او محكومين فالعدل اساس الحكم وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ففي صحيح مسلم - عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ». ولان الفاسد لاحصانة له ففي صحيح البخاري - ( إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)، وحصانة الانسان وكرامته في وطنه بقدر امانته وحفظه لهذا الوطن ودفاعه عنه وبذله وعطاءه له، وان الاردن كاي بلد فيه من الفساد ما فيه ولكن لم يعهد الاردن في اي حقبة من حقبه فسادا منظما ومؤسسيا وشاملا كما يعهده الان ومنذ تولي ملكه سلطاته الدستورية فقد جلب الراعي الى حماه حيتانا ودببة وافاع وذئابا وتجار مال وبشر وجنس وكازينوهات وتنجيس وتجنيس لا امانة لهم ولا عهد وولاهم امور البلاد التي لم يكن يوما يحلم بها قطاع الطرق ومجرموا الحرب ففتكوا في البلاد والعباد وافسدوا الاقتصاد الوطني وعبثوا بالامن القومي وباعوا ترابه وارضه وسماءه وماءه وانسانه وعرشه ولم يبق الا ان يسلموه لاعداء الامة كما سلموا العراق من قبل ويسلموا سورية الان .
على راعي البلاد ان اراد حقا حماية عرشه ووطنه وشعبه ان يخرج على شعبه ويصارحهم عن فساد حقبته فالمصارحة والاعتراف بالمسؤلية شجاعة عهدناها في الهاشميين وليست ضعفا ولا تهربا ولا منقصة، لذا فادعو راعي البلاد واكرر دعوة دعاها من قبل الاستاذ الدكتور محمد خازر المجالي ان يعتذر للشعب عن حقبته وان الامانة وسدت لاناس ليسوا اهلا لها فخانوها، فهذه هي الشجاعة الحقة التي تحمي البلاد والعباد من فتن شر مستطيرة، وتعيد ثقة الرعية براعيها، وعليه ان يتحصن بقضاة عدل مشهود لهم بالصدق والامانة والعدل والشفافية، وان يطيح بهذه الذئاب والحيتان والافاعي وان يقدم اكابرهم –وكلهم اصاغر- الى القضاء والمحاكم العادلة النزيهة ومن كان لديه ادلة اثبات او براءة فليقدمها وان يعطي الولاية لاهلها ومستحقيها في حكومة انقاذ وطنية فهي مسؤلية وامانة ويوم القيامة خزي وندامة، وان نسرع في برلمان وطني حر صادق نزيه بعيدا عن التزوير والرشاوي لطي صفحة الماضي والبدء بصفحة وطنية صادقة مشرقة، والا فان الطوفان قادم-لا قدر الله- وقد يصيبنا ما اصاب القوم من حولنا لان سنة الله ماضبة في العباد والبلاد رغما عنا ، والكيس من اتعظ بغيره والجاهل من اتعظ بنفسه واسال الله القدير ان يحفظ الاردن واهله وان يبقيه قويا منيعا عزيزا وان نكون رواد الامة في الاصلاح والتغيير .
No comments:
Post a Comment