Monday, 5 December 2011

نار...نار في بيت الجار.. نار

بقلم : عبدالله الهريشات

      نار... نار...نار... الحق الحق طفي ابو عمار , ولّعت في بيت الجار نار نار , هكذا صرخت ام عمار على زوجها ابي عمار , فاخذ يتأفف ويصرخ فيها بشدة واصرار: بيستاهل انه جار لئيم ومن اشد اللئام , فقرشه حرام , واكله حرام , وبيته حرام , وكله حرام في حرام , وما ان انهى الكلام الا وردت عليه تولول : الا تشم روائح الدخان و السنام،انها قادمة من الشام , انها وصلت مطبخنا يا زلمه الازلام , فرد عليها : انه من طبيخك ونفيخك ومنك ومن اهلك الاسباب , فصرخت فيه : بل منك ومن اهلك الاسباب يا كذاب , ووصل السنام و الدخان والنار والسحاب حيث هم وما زالوا في صراخ ولوم وعتاب , وتطور الامر الى شتم وعويل وسباب وضرب بالشباشب و القبقاب , والنار من حولهم تزداد ضراما واضطراما والتهاب .

      القصة تتكرر نفسها من جار لجار وكما قيل التكرار يعلم الشطّار فهل لا زال في عالمنا العربي حكماء وشطّار ام اننا في حالة طوفان واعصار لن يسلم منها الكبار والصغار ولا الاخيار والاشرار.

      البارحة عانقت قاهرة المعز الشماء تونس الخضراء , وها هي على الطريق ستعانقهن طرابلس وصنعاء ودمشق الفيحاء , وستلحق بهن اخواتهن الاخريات في كل جمعة صباح مساء , ان بقي الحال على هذا الحال , وزاد الفساد في الاخلاق والاعمال , وفي السياسة والاقتصاد والمال , وبقي رجال في الاوطان اشباه رجال , يخونون الامانة ويشعلون الفساد والوبال بقصد او باهمال ويسرحون ويمرحون بلا حساب ولا سؤال .

       ان بن علي في جدة طريد ملاحق , ومبارك في سجونه التي بناها غارق , وهاهو لابنائه واعوانه فيها مرافق , والقذافي في جحره يصوي ويعوي و يناهق وقد ادركه السحل والبنادق , والاسد في عرينه و في نزعه الاخير يشاهق , وابن صالح لا زال يراهق ومن حرقه يناعق وعن قريب مفارق , وغيره بعد يتزلف وينافق , ومنهم الكاذب والصادق , ومنهم الذي لابد لاحق بمن هو سابق , فالشعوب الان لحريتها في شوق تعانق , فهل من حكيم لرياح التغيير والاصلاح يسابق , قبل ان ياتيه طوفان يكون به غارق او حريق من الارض والسماء صاعق.

       ان العرب جميعهم في الهم شرق , وليس هناك من على راسه ريشة او حصانة او تميمة سواء حاكم اوبلد دون اخر , فالتغيير والاصلاح قادم شئتم ام ابيتم فارادة الشعوب من ارادة الله وعلى الحكام العرب ان يعوا ويعملوا لذلك جيدا قبل ان يصيبهم ما اصاب صحبهم , ويقعوا فيما وقع فيه غيرهم , فالعرب اليوم ليسوا هم عرب الامس والغد القادم غد عربي بامتياز سياخذ دوره الحضاري بين الامم الاخرى والعاقبة للمتقين .

عبدالله الهريشات

No comments:

Post a Comment