الولايات العربية المتحدة...قادمة ...!
عبدالله الهريشات
بدات الشعوب العربية اليوم- من بعد ما يقارب قرن تيه أصابها منذ سقوط الخلافة الاسلامية كالذي اصاب بني اسرائيل في التيه في سيناء لما عصوا الله ورسوله- بدأت تجد نفسها وتعي ذاتها وتتلمس صراطها المستقيم , وبدأت من بعد طول سبات تستيقظ وتصحو و تتملل وتنافح وتكافح من اجل حريتها ووحدتها بالصبر والثبات والدماء والاشلاء, اطفالا وشيبا وشبابا , رجالا ونساء , لانها ابتليت بعد تحررها من قيود الاستدمار (وخطأ اسموه الاستعمار) بحكام من بتي جلدتها كانوا يومها في نظرهم ضباطا احرارا او رجالا قوميين وطال على هؤلاء الامد فانتكسوا وتفرعنوا وظلموا وفسدوا وطغوا في البلاد والعباد وانقلبوا على شعوبهم, فصاروا هم لاعداء الامة اقرب من ابناء الامة. ولهذا بات دور الحكام في الحرية والوحدة مستحيلا وصار هذا الحلم كابوسا , ولهذا جاء دور الشعوب العربية وهي وحدها القادرة على ازالة هذا الكابوس وتحقيق ذاك الحلم.
هل بات حلم الولايات العربية المتحدة حلما فقط ؟ ام ان الاحداث تنبي انه وشيك الحدوث قريب المنال؟ وانها ستتحقق الاحلام و الآمال!؟.
انه الحلم الكبير لكل عربي حر شريف,و يبدو يوما بعد يوم انه وشيك التحقق وليصبحن حقيقة ماثلة للعيان في خلال هذا العقد القادم ان شاء الله , ان الشعوب العربية تريد ذلك وهي الوحيدة القادرة على تحقيقه وان ارادة الشعوب هي من ارادة الله , اما الحكام فقد استحال تحقيق ذلك على ايديهم لان ايديهم ملطخة بالدماء وقلوبهم غلف غرقت في الظلم والفساد فلا اعين لهم تبصر القدر ولا آذان منهم تسمع الخبر , بل انهم زادوا من شقة الشعوب العربية فيما بينها وفرقوا بعضها عن بعض وجعلوا اهلها شيعا, وباتوا حماة وعملاء او اذلاء لاعداء الامة .
ان كل عربي لديه هذا الحلم مثلما كان لمارتن لوثركنج ذاك الحلم عندما قال: ."I Have a Dream" (أنا لدي حلم), وحلمه تحقق وصار واقعا فحرر بني جنسه من عبودية البيض و العم سام من بعد كفاح ودماء وصبر وعناء ونالوا حق الحرية والمساواة من العنصرية البغيضة الهوجاء في بلاد تدعي الديمقراطية العنقاء , ومن اجل حلمه سفكوا دمه وصعدت روحه للسماء .
ونردد ما يقوله شعراء العربية الاحرار وغيرهم من احرار العالم , والامة الان احوج ما يكون لامثال هؤلاء الشعراء وامثال هذه الاشعار والشعارات, لان ذلك جزء ووسيلة من وسائل تحقيق هذا الحلم , كقول امير الشعراء رحمه الله :
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق
وقول الشاعر المصري محمود حسن اسماعيل رحمه الله:
يا سماء الشرق طوفي بالضياء
وانشري شمسك في كل سماء
ذكــريـــه و اذكـري أيــامــه
بهدى الـــــحق ونور الأنبـيــاءِ
ولقد قال فاروق هذه الامة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) وقال الامريكي باتريك هنري قولته المشهورة في بدايات تاسيس الولايات الامريكية المتحدة في فرجينيا سنة 1775م :"! Give me Liberty or Give me Death " اعطني حرية او اعطني موتا.
ان الفجر العربي بدأ ببزغ , وبان الخيط الابيض من الاسود ,وها هو الصبح يتنفس و ظلام الليل يعسعس و يولي و يدبر , والحق الان يحصحص و الخير يمتاز عن الشر, ويميز الخبيث من الطيب ويغربل اهل الشر والمنكر عن اهل الخير والمعروف ويمحص اهل الحق ليحق, وينغص اهل الباطل ليزهق. (وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) .
﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ﴾. ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ).
ان الطريق صعب و شاق وشائك ولكن ارادة الشعوب وتضحياتها وعزمها وصبرها وثباتها وايمانها الراسخ يجعل من الحزن سهلا وان حرية الشعوب العربية وحلمها في الوحدة الان في حالة المخاض , وانه لابد للمخاض من آلام وسيصرخ المولود الجديد الحبيب اول صرخاته قي القريب وذاك آت لا وما فيه ريب.
ان الحلم العربي اراه حقيقة واقعة, شاء العالم ام ابى , لان ارادة الشعوب امر واقع ليس لها دافع فهي من امر الله وارادته وارادة الله نافذة وامره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وما امره الا كلمح بالبصر .
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ), وان هذه الوحدة العربية نواة للخلافة الاسلامية الراشدة من جديد ليشرق نور الحرية والعدل والحضارة على الارض والانسانية جمعاء وعلى العالمين .
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ).
عبدالله الهريشات
No comments:
Post a Comment