Thursday, 24 October 2013

هل يتقاضى الأعيان رواتبهم حلالا زلالا؟؟؟

هل يتقاضى الأعيان رواتبهم حلالا زلالا؟؟؟

هل يتقاضى الأعيان رواتبهم حلالا زلالا؟؟؟
هل يتقاضى أعضاء مجلس الأعيان رواتبهم حلالا زلال؟؟؟

الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة

أعضاء مجلس الأعيان الأردني أشخاص معينون في ضوء معايير غير معلنه واستنادا لأسس يبدو أنها لا تنطبق إلا على شريحة قليلة من المجتمع من الموالين للنظام ولاء مطلقا .
كثير منهم بلغ من العمر عتيا وتمالكه النسيان ويحتاج إلى مساعدة للوقوف والركوب في السيارة وتذكر فيما إذا كان تناول دواءه أم لا.
نعم كثيرا منهم لا يملك لا شهادة علمية ولا دبلوم متوسط ولا خبرة في أي شيء في الدنيا ما عدا مدح النظام وطلب العرايس وترأس المآدب.
الصفة المشتركة بين معظمهم أنهم يلبسون البدلات السوداء ويلتزمون الصمت أثناء جلسات المجلس وأبصارهم شاخصة دوما ينتظرون أن يكونوا أعضاء في ذات المجلس عند إعادة تشكيله.
الشخوص الأعيان بموجب الدستور هم الغرفة العليا من مجلس الأمة مع أنهم معينون وليسوا منتخبين وهم يسمون مجلس الملك حيث أنهم جاءوا لمواقعهم بإرادة الملك وليس بإرادة الناس. نقاشاتهم قليلة وأصواتهم منخفضة وموافقتهم على ما يعرض عليهم شبه مضمونة ولا يستطيعون أن يصوتوا ضد أي مشروع أو قرار بعكس رغبة النظام أو الحكومة.
إن دورهم التشريعي هو كالأحجية فلا هم مشرعون حقيقيون ولا هم مراقبون على السلطة التنفيذية وهم ليس كمثلهم شيء سوى أنهم صوت الحكومة الهادر وحنجرة النظام التي تصدح بالمديح وذكر محاسن الأمن والاستقرار الذي ننعم به.
والسؤال المطروح هل يتقاضى هؤلاء الأعيان رواتبهم مقابل جهد يبذلونه في التشريع والمناقشة الحقيقية للقوانين ودراستها ومراجعتها أو مسائلة رئيس الوزراء والوزراء واستجوابهم على طريقة مجلس الشيوخ الأمريكي حول قضايا متعلقة بالموازنة والفساد وأسباب اقتصادنا المنكوب؟ مقابل ماذا يتقاضى عضو مجلس الأعيان ما يقارب ثلاثة آلاف دينار شهريا ما عدا الامتيازات والهدايا المنظورة أو غير المنظورة التي يتلقونها مقابل الجهود القانونية والتشريعية والرقابية الجبارة التي يبذلونها!!
هل رواتب الأعيان هي مال حلال مقابل عرقهم المتصبب على جباههم السمراء والبيضاء أم هذا المال ربما ليس زلالا ولا حلالا ويدخل به الحرام ومال السحت الذي يحرق آكليه؟
مجلس الأعيان الأردني مؤسسة غير مفيدة وغير ضرورية ولا تضيف منفعة للتشريع ولا للرقابة وهي مؤسسة مكلفة لا بل مضرة للمقاصد التشريعية والسياسية التي استهدفها المفكرون والفلاسفة القانونيون والسياسيون الأوائل أمثال أرسطو ومونتيسكيو وابن خلدون من وجود غرفتين للسلطة التشريعية وجعل مجلس الشيوخ هو الغرفة العليا.لم يدر في خلدهم يوما أن مجلس الأعيان المعين من رئيس السلطة التنفيذية لن يكون إلا أداة للمصادقة على ما تريده الحكومة أو ما يرغبه النظام السياسي وأن اختيار العضوية في هذا المجلس يتم وفق اعتبارات سياسية أو عشائرية أو مدى الولاء والمديح للنظام أو كمكافأة على خدمات لا نعرف ماهيتها.
نعم لقد آن الأوان لإعادة النظر في بقاء مجلس الأعيان أو إلغاءه وأعتقد أن هناك ضرورة لطرحه للنقاش المجتمعي حيث أن هذا المجلس لا فائدة منه بوجود مجلس منتخب وأن ضرر مجلس الأعيان أكثر من نفعه لكونه أداة طيعة بيد الحكومة والنظام السياسي مما يرجح تمرير القوانين التي تريدها الحكومة عند نشوء اختلاف بين الأعيان والنواب حول قضايا تشريعية محددة.

No comments:

Post a Comment