Friday, 3 August 2012

الاردن ينجرف للحرب السورية..واستعدادات غير مسبوقة على الحدود


الاردن ينجرف للحرب السورية..واستعدادات غير مسبوقة على الحدود

عمان1: قالت صحيفة "القدس العربي" اللندنية إن صمود الأردن في موقفه الحيادي بشأن الأزمة السورية، انهار بفعل الضغوط الأميركية والعربية.
واعتبرت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر الجمعة، أن الأردن " بات يستعد للقيام بدور محوري للاطاحة بالنظام السوري".
وربطت الافتتاحية بين جملة من التصريحات والأحداث والوقائع المختلفة، لكنها خلصت إلى أن السلطات لم تكن تريد " ان تجد نفسها على حافة حرب جديدة في المنطقة وهي التي لم تلتقط انفاسها بعد حروب العراق وصداع القضية الفلسطينية المزمن"، رغم أن الأيام المقبلة "صعبة دون شك" وفقاً للصحيفة.
وتالياً نص الافتتاحية:
بذل الاردن، ومنذ بداية انفجار الازمة في سورية، جهودا خارقة للبقاء على الحياد، وتجنب اتخاذ اي موقف مساند للانتفاضة المطالبة بالتغيير الديمقراطي او للنظام الذي يؤكد وجود مؤامرة خارجية، ولكن يبدو ان صموده في هذا الموقف الحيادي قد انهار في النهاية بفعل الضغوط الامريكية والعربية، وبات يستعد للقيام بدور محوري للاطاحة بالنظام السوري.
عامل الجغرافيا يلعب دورا حاسما في بلورة مواقف الدول، وكذلك الحال بالنسبة الى الاوضاع الاقتصادية، والاردن كان دائما رهينة هذين العاملين الرئيسيين. فاذا قامت حرب اهلية في العراق تدفق مئات اللاجئين العراقيين الى ارضه طلبا للامان، واذا تصاعدت حدة المواجهات المسلحة واعمال القتل في سورية فان عليه اقامة معسكرات لاستيعاب مئات الآلاف من اللاجئين الفارين بارواحهم. واما اللجوء الفلسطيني بعد نكبة عام 1948 ثم حرب عام 1967 فقد بدأ مبكرا.
الاردن بلد فقير الموارد، لا نفط فيه ولا ماء، وانما عقول بشرية مبدعة يصدرها الى دول الثروة في منطقة الخليج، ولكن الضغوط الاقتصادية تتصاعد مع تفاقم الازمة المالية العالمية، وتراجع الاستثمارات والمساعدات الخارجية، وتصاعد اعداد المهاجرين والزيادة السكانية. الامر الذي اضعف مقاومة السلطات الاردنية امام الاغراءات المالية الخليجية المشروطة والضغوط الامريكية الشرسة.
الزيارة التي قام بها ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي الى العاصمة عمان كانت مختلفة هذه المرة من حيث دفع الاردن الى اتخاذ موقف حاسم بالتدخل عسكريا ضد النظام السوري، والمطالبة علنا برحيله في بيان مشترك مع الضيف الامريكي صدر بعد لقاء معمق مع الملك عبدالله الثاني.
وكالات الانباء نقلت بالامس عن مسؤول اردني قوله ان اوامر صدرت للجيش بالرد فورا على كل رصاصة تطلقها القوات السورية باتجاه الاردن، وهذا ما يفسر حدوث اشتباكات على الحدود بين البلدين في الايام الثلاثة الماضية.
الملك عبدالله كان اول من اطلق مقولة الهلال الشيعي وطالب باقامة هلال سني لمواجهته، ويبدو ان نبوءته المبكرة هذه بدأت تتحقق فها هو الهلال السني، الذي يبزغ في عتمة الاستقطاب الطائفي الذي يسود المنطقة حاليا يتبلور تدريجيا ويمتد من الاردن الى دول المملكة العربية السعودية ودول الخليج الاخرى.
لا شك ان الاردن يقدم على مخاطرة كبيرة باتخاذ هذا الموقف اللامحايد، وينحاز كليا الى مستودعه السني العربي ـ التركي. المخاطرة تأتي من كونه بات محصورا بين فكي هذين الهلالين، وسيكون الاكثر تأثرا بالصراع بينهما في حال اندلاعه، فهو محاصر بالنظام السوري في الشمال والعراقي نصف الشيعي او اكثر في الشرق.
وعندما يقول الجنرال بانيتا وزير الدفاع الامريكي انه ناقش مع مضيفه الاردني قضايا وترتيبات مرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الاسد، فان هذا يعني ان الحرب باتت وشيكة، وان الدور الاردني سيكون رئيسيا في حال اندلاعها، خاصة ان جبهته ربما تكون الاكثر سخونة ونقطة انطلاق القوات التي ستتدفق الى العمق السوري.
القوات الاردنية لعبت ادوارا محورية في اكثر من بلد عربي شهد ثورات تطالب بالتغيير الديمقراطي، ابتداء من فك اعتصام دوار اللؤلؤة في البحرين، وانتهاء باقتحام مدينة طرابلس العاصمة الليبية وثكنة باب العزيزية مقر الزعيم الليبي معمر القذافي. وهناك من يهمس بانها شاركت في قمع واخماد التمرد الحوثي على الحدود اليمنية ـ السعودية، ولكن مصادر مستقلة لم تؤكد هذا الامر حتى الآن على الاقل.
الاردن استضاف قبل شهرين مناورات 'الاسد المتأهب' التي شاركت فيها 19 دولة عربية وغربية باشراف الولايات المتحدة بهدف الاستيلاء على الاسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية وعدم وقوعها في ايدي منظمات ارهابية على حد وصف المتحدثين الاردنيين والامريكان. ومن المفارقة ان هذه المناورات جرت قرب الحدود السورية ـ الاردنية في الشمال الشرقي من الاردن والجنوب الشرقي من سورية.
لا احد يستطيع ان يتنبأ بكيفية تطورات الامور في المنطقة، والاطراف التي ستتورط في اي حرب اقليمية على الاراضي السورية ونتيجة لأزمتها، ولكن ما يمكن التنبؤ به انها لن تكون حربا خاطفة، والاردن لا يستطيع تحمل حروب طويلة الامد مثله مثل الاطراف الاخرى، ولكن ما يميزه عنها انه سيكون ميدانها الاقرب والاكبر.
ايام الاردن المقبلة صعبة دون ادنى شك ولا نعتقد ان سلطاته كانت تريد ان تجد نفسها على حافة حرب جديدة في المنطقة وهي التي لم تلتقط انفاسها بعد حروب العراق وصداع القضية الفلسطينية المزمن.القدس العربي




وأفاد شهود عيان من منطقة تل شهاب على الحدود الأردنية السورية عن سماع أصوات انفجارات وتبادل لإطلاق النار الكثيف لليوم الثاني على التوالي بين الجيشين الأردني والسوري .
وأفاد مصدر أمني رفيع عن توجيهات أعطيت للقوات المسلحة الأردنية المرابطة على الحدود الشمالية بجوار سوريا بالرد بحزم على أي طلقة تطلق من الأراضي السورية .
وقال المصدر : ان ' توجيهات وصفت بـ ' الواضحة جدا ' أعطيت للقوات الأردنية المرابطة على الحدود الشمالية بالرد على أي طلقة تطلق من داخل الأراضي السورية فورا ' .
وقال السكان إن إمدادات عسكرية "غير مسبوقة" وصلت الحدود، مع وضع سيارات إسعاف في المنطقة على أهبة الاستعداد.
تزامن ذلك، مع نقل فضائية "العربية" عن المركز الإعلامي السوري قوله إن الاشتباكات بين الجيشين الأردني والسوري تجددت "بشكل عنيف" على الحدود.
يذكر ان اشتباكات عنيفة وقعت فجر اليوم الخميس عندما فتح جنود سوريون النار على دوريات أردنية كانت بانتظار نقل الفارين من أعمال العنف في سورية, حيث أصيب جنديا أردنيا ولاجئين سوريين اثنين أصيبوا.
وقال مسؤول أمني إن الاشتباك الذي استغرق 20 دقيقة على الحدود السورية الأردنية هو الثالث في أقل من أسبوع، وبدأته سوريا فيما كانت القوات الأردنية تستعد لاستقبال 400 لاجئ سوري.

No comments:

Post a Comment