Monday, 18 June 2012

انها مصر العظيمة وانه الفتح العظيم

انها مصر العظيمة وانه الفتح العظيم
 
عبدالله الهريشات


         ثارت مصر وسارت واختارت ، ثارت مصر على الظلم والاستعباد وسارت على طريق الحرية واختارت وستختار الثوار الاحرار ، فكانت ثورتها من افضل الثورات وارقاها، ثورة تغيير حضارية بكل معانيها امتزجت فيها ارواح ودماء وعرق كل اطياف الشعب المصري العظيم فالتحم قبطيه مع مسلمه والتحم رجاله مع نسائه وشييه مع شبابه واطفاله ومدنيوه مع جنوده وقواته المسلحة في انسجام تام ولا اروع منه وفي حكمة وصبر وعزم وقد فوتوا على الاعداء اعداء مصر واعداء الامة وسدوا عليهم كل طرق واساليب المكر والخداع وكان جميع ذلك بفضل من الله وارادته التي اراد فيها الشعب حريته وكرامته .

          مرحى لمصر ولشعب مصر ولكل الاحرار فقد ساروا على طريق الحرية وقد اختاروا فاحسنوا الاختيار لثلة من ابناء مصر الابرار ،ان مصر اليوم غير مصر الامس ، مصر اليوم تعود لصنع التاريخ والحضارة بابنائها بناتها الاحرار ، مصر اليوم مصر الحرية غير مصر النكبات والظلم والتجبر والاستبداد والتوريث ونهب المقدرات والعمالة والاتباع للاجنبي ، لقد نهض الشعب المصري ونفض عنه عهود الذل والظلم والاستعباد وها هو يزهو ليرفل بثوب الحرية والعزة والكرامة من جديد.

        نعلم ان امام رئيس مصر الجديد مهمات صعبة وتركة ثقيلة فما تركته وفعلته الحكومات السابقة على مدارعقود ليس بالقليل ولا بالامر السهل اليسير فامامهم نكبات ومعاهدات وفقر ومظالم ممن افقروا الشعب وظلموه ونهبوا خيراته وباعوا مقدراته .

         لقد اثبت الشعب المصري بكل اطيافه واثبتت قواته المسلحة انهم للوطن وللثورة ولمصر وحب مصر وامنها والانتماء لها واثبت انه للديمقراطية وان هذه التجربة الاولى الناجحة التي مرت بكل سلاسة مع ما كان يشوبها من مخاطر ومخاوف ان المصريين شعب حضاري وانهم ابناء حضارة وانهم بناة حضارة كما بنوها من قبل ايام الفراعنة والى عهود الاسلام وعصوره الذهبية. انك ان التفيت بمصري واسات اليه فقد يغفر لك زلتك ولكن ان اسات لمصر فانه لن يغفر لك ذلك لان في دمه حب مصر فقد رضعوا حب مصر والانتماء لها صغارا ولن يضيعوا مصر كبارا.

        ان على من وسدت اليهم الامور ان يستفيدوا من تجارب الدول وتجارب الاحزاب وتجارب امتنا عبر عصورها لاخذ الدروس والعبرمن تلك التجارب لاخذ ما يعزز مبادئ الحرية والعدل والمساواة ويقوي الامة ولتجنب ونبذ اخطاء تجارب مرت بها الامة وتلك الدول والاحزاب من قبل .

        على الامة وليس على المصريين وحدهم ان يسجدوا شكرا لله على هذا الفتح العظيم وان يتواضع من وسدت اليه الامور كما تواضع  وبكى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وابتلت عثنونه ،(قد كاد عثنونه أن يصيب واسطة الرحل ) (دلائل النبوة للبيهقي (5/ 98)) ، وان يكونوا متسامحين مع ابناء مصر فهم اخوتهم وان اختلفوا معهم في الاراء في بناء مصر الحضارة  وليس في هدمها وهدم اهداف الثورة وغاياتها ، ان على الشعوب الحرة جميعا ان تدعم مصر بكل ما اتوا من قوة من اجل ثباتها ورفعتها وليس لي الا ان اشكر الله تعالى وادعوه ان يحفظ مصر وشعب مصر وان يلهم رئيسها الجديد الحكمة والقوة والسداد وان يعينه في خدمة مصر وشعبها والامة جميعا ، فبوركت يا مصر العظيمة وبورك شعبك وهنيئا لكم فرحتكم في حريتكم وتقرير مصيركم فقد عرفتم الطريق فالزموه.

          نهوض مصر هو بداية نهوض الامة جميعها ونجاح ثورة مصر هو نجاح كل ثورات الربيع العربي، ان هذا العقد هو عقد العرب في التغيير والاصلاح ودورهم الفاعل في بناء الحضارة الانسانية ليسود العالم الحرية والعدل والسلام  من بعد ما ذاقت شعوبه الاستعباد والظلم والقتل والظلام . 

        لقد نجح الشعب المصري في الاختبار الديمقراطي الاول وخرج من مختبر الديمقراطية سليما معافى واشد باسا من ذي قبل فهل تنجح باقي الشعوب التي تريد الحرية وتخرج كما خرج المصريون منها؟

ahraraltafilahblogspot.com 

No comments:

Post a Comment