ضانا مملكة الصمت الضاجَّة بالجمال.. سعيد يعقوب
6/11/2012 11:52:00 AM
6/11/2012 11:52:00 AM
قَسَمَاتُ وَجْهِكِ بِالأَصَالَةِ تَنْطِقُ **** وَالسَّمْعُ يُصْغِيْ وَالعُيُونُ تُحَدِّقُ
هَذِيْ الرُّبَا كَشَفَتْ مَفَاتِنَ حُسْنِهَا **** فَبَدَا لَنَا مِنْهَا الغَرِيقُ المُغْرِقُ
ضَانَا وَكُلُّ السِّحْرِ فِيكِ مُجَمَّعٌ **** لَمْ يَبْقَ شَيْئٌ فِيْ سِوَاكِ يُفَرَّقُ
وَكَأَنَّمَا هِيَ غَادَةٌ ، فِيْ حُسْنِهَا **** لَمْ يَخْلقِ المَوْلَى وَلَا هُوَ يَخْلقُ
فَإِذَا غَرِقْنَا فِيْ غَرَام ِ عُيُونِهَا **** مَنْ ذَا الذِيْ بِعُيُونِهَا لَا يَغْرَقُ
ضَانَا شُعَاعُ الحُبِّ مَسَّتْ كَفُّهُ **** وَتَرَ الهَوَى فَالصَّخْرُ قَلْبٌ يَخْفقُ
ضَانَا حَدِيثُ العِشْقِ رَتَّلَهُ المَدَى **** فَالدَّهْرُ يُصْغِيْ لِلحَدِيثِ وَيُطْرِقُ
وَمِنَ العَجَائِبِ أَنَّ أَسْرَى حُبِّهَا **** أَغْلَى أَمَانِيهِمْ بِأَلَّا يُطْلَقُوا
مَرَّتْ نَسَائِمُهَا فَأَحْيَتْ أَنْفُسًا **** كَاَدَتْ مِنَ الشَّوْقِ المُبَرِّحِ تُزْهَقُ
هَذِيْ الجِبَالُ وَقَدْ غَشَتْهَا هَدْأَةٌ **** رُهْبَانُ لَيْلٍ بِالوَقَارِ تَمَنْطَقُوا
لَا صَوْتَ إِلَّا لِلطُّيُورِ عَلَا بِهَا **** حَتَّى تَكَادَ مِنَ البَرَاعَةِ تَنْطِقُ
فَالغُصْنُ يَرْقُصُ نَشْوَةً وَالأُفْقُ يَضْــ **** ــحَكُ بَهْجَةً وَالنَّفْسُ رَوْضٌ يَعْبَقُ
وَالفَجْرُ مُبْتَسِمُ الشِّفَاهِ مُرَحِّبٌ **** وَالليْلُ جَذْلَانُ الفُؤَادِ مُصَفِّقُ
وَالحِسُّ بِالأَمَلِ الطَّلِيقِ مُضَمَّخٌ **** وَالشِّعْرُ كَالزَّهْرِ النَّديِّ مُعَتَّقُ
وَالصَّحْبُ هَامُوا فِيْ مَدَى نَشَوَاتِهِمْ **** فَالأُفْقُ نَهْرٌ بِالمَسَرَّةِ يَدْفُقُ
وَكَأَنَّمَا صَحْبِيْ بِهَا نَالُوا مُنَىً **** عَزَّتْ فَمَا تُجْنَى وَلَا تَتَحَقَّقُ
ضَانَا وَمَا أَرْسَلْتُ نَحْوَكِ نَظْرَةً **** إِلَّا وَخَفَّ دَمِيْ وَرَاحَ يُحَلِّقُ
ضَانَا وَمَا رَفَّتْ بِخَدِّكِ زَهْرَةٌ **** إِلَّا سَرَى أَرَجٌ وَطَابَ تَنَشُّقُ
هَذَا هُوَ اليَوْمُ الذِيْ كَانَتْ لَهُ **** عَيْنِيْ تَتُوقُ وَمُهْجَتِيْ تَتَحْرَّقُ
هَذَا هُوَ اليَوْمُ الذِيْ مِنْ أَجْلِهِ **** طَالَ ارْتِقَابٌ لِيْ وَزَادَ تَشَوُّقُ
حَتَّى التَقَيْنَا عَاشِقَيْنِ بِقُبْلَةٍ **** لَا عَاشَ مَنْ فِيْ عَيْشِهِ لَا يَعْشَقُ
كَمْ لَذَّ لِيْ فِيْ لَيْلِهَا سَهَرُ وَكَمْ **** فِيْ الفَجْرِ أَمْتَعَنِيْ الشُّعَاعُ المُشْرِقُ
وَكَأَنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنْ جَنَّةٍ **** خَضْرَاءَ يَكْسُو مِنْكَبَيْهَا اسْتَبْرَقُ
فَوَدَدْتُ لَوْ أَنِّيْ أُقِيمُ بِأَرْضِهَا **** عُمْرِيْ فَلَا نَنْأَى وَلَا نَتَفَرَّقُ
كُلُّ المَصَائِبِ لِلنُّفُوسِ بَغِيضَةٌ **** وَأَشَدُّهُنَّ عَلَى النُّفُوسِ تَفَرُّقُ
حُيِّيتِ يَا أُخْتَ الجِبَالِ كَأَنَّهَا **** أَسْيَافُ مَجْدٍ لِلمَعَالِيْ تُمْشَقُ
بُورِكْتِ يَا بِنْتَ الزَّمَانِ وَكَمْ حَنَا **** فَمَضَى عَلَيْكِ مِنَ المَحَاسِنِ يُغْدِقُ
وَسَلِمْتِ يَا أُمَّ الرِّجَالِ كَأَنَّهُمْ **** زَهْرٌ يَفُوحُ وَأَنْجُمٌ تَتَأَلَّقُ
قَادَ الهَوَى خَطْوِيْ إِلَيْكِ وَإِنَّهُ **** لَمَّا اصْطَفَاكِ عَلَى سِوَاكِ مُوَفَّقُ
ضَانَا أَتَيْتُكِ وَالجِرَاحُ عَمِيَقةٌ **** إِنْ رُحْتُ أَرْتُقُهَا تَعُودُ فَتُفْتَقُ
إِنْ رُحْتُ أَضْمِدُهَا بِصَبْرِيْ خَانَنِيْ **** صَبْرِيْ وَهَلْ يَسَعُ الرَّحِيبَ الضَّيِّقُ
ضَانَا أَتَيْتُكِ وَالهُمُومُ تَحُفُّنِيْ **** وَالنَّفْسُ حَسْرَى وَالفُؤَادُ مُمَزَّقُ
وَالرُّوحُ تَرْزَحُ تَحْتَ وَطْأَةِ حُزْنِهَا **** تَمْشِيْ كَمَا يَمْشِيْ الأَسِيرُ المُوثَقُ
وَجَوانِحِيْ تَشْكُو الصَّدَى وَالأُمْنِيَا **** تُ كَسِيرَةٌ وَمَدَامِعِيْ تَتَرَقْرَقُ
وَأَنَا وَأَقْطَارُ العُرُوبَةِ كُلُّهَا **** مِثْلِيْ تَئِنُّ وَبِالمَوَاجِعِ تُحْرَقُ
نَحْيَا عَلَى أَمَلٍ وَنَرْقُبُ نُورَهُ **** فَلَعَلَّهُ عَمَّا قَرِيبٍ يُشْرِقُ
فَجَلَوْتِ عَنِّيْ مَا أُكَابِدُ مِنْ أَسَى **** كَادَتْ بِهِ الأَنْفَاسُ مِنِّيْ تُزْهَقُ
وَرَفَقْتِ بِيْ لَمَّا نَظَرْتُ وَلَمْ أَجِدْ **** حَوْلِيْ أَخَاً يَحْنُو وَنَفْسَاً تَرْفقُ
فَأَعَدْتِنِيْ لِيْ بَعْدَ أَنْ ضَيَّعْتُنِيْ **** وَأَعَدْتِ لِيْ مَا كَادَ مِنِّيْ يُسْرَقُ
فَالكَوْنُ بُشْرَى وَالأَمَانِيْ غَضَّةٌ ***** وَالقَلْبُ أَخْضَرُ وَالغُصُونُ سَتُورِقُ
هَذِيْ الرُّبَا كَشَفَتْ مَفَاتِنَ حُسْنِهَا **** فَبَدَا لَنَا مِنْهَا الغَرِيقُ المُغْرِقُ
ضَانَا وَكُلُّ السِّحْرِ فِيكِ مُجَمَّعٌ **** لَمْ يَبْقَ شَيْئٌ فِيْ سِوَاكِ يُفَرَّقُ
وَكَأَنَّمَا هِيَ غَادَةٌ ، فِيْ حُسْنِهَا **** لَمْ يَخْلقِ المَوْلَى وَلَا هُوَ يَخْلقُ
فَإِذَا غَرِقْنَا فِيْ غَرَام ِ عُيُونِهَا **** مَنْ ذَا الذِيْ بِعُيُونِهَا لَا يَغْرَقُ
ضَانَا شُعَاعُ الحُبِّ مَسَّتْ كَفُّهُ **** وَتَرَ الهَوَى فَالصَّخْرُ قَلْبٌ يَخْفقُ
ضَانَا حَدِيثُ العِشْقِ رَتَّلَهُ المَدَى **** فَالدَّهْرُ يُصْغِيْ لِلحَدِيثِ وَيُطْرِقُ
وَمِنَ العَجَائِبِ أَنَّ أَسْرَى حُبِّهَا **** أَغْلَى أَمَانِيهِمْ بِأَلَّا يُطْلَقُوا
مَرَّتْ نَسَائِمُهَا فَأَحْيَتْ أَنْفُسًا **** كَاَدَتْ مِنَ الشَّوْقِ المُبَرِّحِ تُزْهَقُ
هَذِيْ الجِبَالُ وَقَدْ غَشَتْهَا هَدْأَةٌ **** رُهْبَانُ لَيْلٍ بِالوَقَارِ تَمَنْطَقُوا
لَا صَوْتَ إِلَّا لِلطُّيُورِ عَلَا بِهَا **** حَتَّى تَكَادَ مِنَ البَرَاعَةِ تَنْطِقُ
فَالغُصْنُ يَرْقُصُ نَشْوَةً وَالأُفْقُ يَضْــ **** ــحَكُ بَهْجَةً وَالنَّفْسُ رَوْضٌ يَعْبَقُ
وَالفَجْرُ مُبْتَسِمُ الشِّفَاهِ مُرَحِّبٌ **** وَالليْلُ جَذْلَانُ الفُؤَادِ مُصَفِّقُ
وَالحِسُّ بِالأَمَلِ الطَّلِيقِ مُضَمَّخٌ **** وَالشِّعْرُ كَالزَّهْرِ النَّديِّ مُعَتَّقُ
وَالصَّحْبُ هَامُوا فِيْ مَدَى نَشَوَاتِهِمْ **** فَالأُفْقُ نَهْرٌ بِالمَسَرَّةِ يَدْفُقُ
وَكَأَنَّمَا صَحْبِيْ بِهَا نَالُوا مُنَىً **** عَزَّتْ فَمَا تُجْنَى وَلَا تَتَحَقَّقُ
ضَانَا وَمَا أَرْسَلْتُ نَحْوَكِ نَظْرَةً **** إِلَّا وَخَفَّ دَمِيْ وَرَاحَ يُحَلِّقُ
ضَانَا وَمَا رَفَّتْ بِخَدِّكِ زَهْرَةٌ **** إِلَّا سَرَى أَرَجٌ وَطَابَ تَنَشُّقُ
هَذَا هُوَ اليَوْمُ الذِيْ كَانَتْ لَهُ **** عَيْنِيْ تَتُوقُ وَمُهْجَتِيْ تَتَحْرَّقُ
هَذَا هُوَ اليَوْمُ الذِيْ مِنْ أَجْلِهِ **** طَالَ ارْتِقَابٌ لِيْ وَزَادَ تَشَوُّقُ
حَتَّى التَقَيْنَا عَاشِقَيْنِ بِقُبْلَةٍ **** لَا عَاشَ مَنْ فِيْ عَيْشِهِ لَا يَعْشَقُ
كَمْ لَذَّ لِيْ فِيْ لَيْلِهَا سَهَرُ وَكَمْ **** فِيْ الفَجْرِ أَمْتَعَنِيْ الشُّعَاعُ المُشْرِقُ
وَكَأَنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنْ جَنَّةٍ **** خَضْرَاءَ يَكْسُو مِنْكَبَيْهَا اسْتَبْرَقُ
فَوَدَدْتُ لَوْ أَنِّيْ أُقِيمُ بِأَرْضِهَا **** عُمْرِيْ فَلَا نَنْأَى وَلَا نَتَفَرَّقُ
كُلُّ المَصَائِبِ لِلنُّفُوسِ بَغِيضَةٌ **** وَأَشَدُّهُنَّ عَلَى النُّفُوسِ تَفَرُّقُ
حُيِّيتِ يَا أُخْتَ الجِبَالِ كَأَنَّهَا **** أَسْيَافُ مَجْدٍ لِلمَعَالِيْ تُمْشَقُ
بُورِكْتِ يَا بِنْتَ الزَّمَانِ وَكَمْ حَنَا **** فَمَضَى عَلَيْكِ مِنَ المَحَاسِنِ يُغْدِقُ
وَسَلِمْتِ يَا أُمَّ الرِّجَالِ كَأَنَّهُمْ **** زَهْرٌ يَفُوحُ وَأَنْجُمٌ تَتَأَلَّقُ
قَادَ الهَوَى خَطْوِيْ إِلَيْكِ وَإِنَّهُ **** لَمَّا اصْطَفَاكِ عَلَى سِوَاكِ مُوَفَّقُ
ضَانَا أَتَيْتُكِ وَالجِرَاحُ عَمِيَقةٌ **** إِنْ رُحْتُ أَرْتُقُهَا تَعُودُ فَتُفْتَقُ
إِنْ رُحْتُ أَضْمِدُهَا بِصَبْرِيْ خَانَنِيْ **** صَبْرِيْ وَهَلْ يَسَعُ الرَّحِيبَ الضَّيِّقُ
ضَانَا أَتَيْتُكِ وَالهُمُومُ تَحُفُّنِيْ **** وَالنَّفْسُ حَسْرَى وَالفُؤَادُ مُمَزَّقُ
وَالرُّوحُ تَرْزَحُ تَحْتَ وَطْأَةِ حُزْنِهَا **** تَمْشِيْ كَمَا يَمْشِيْ الأَسِيرُ المُوثَقُ
وَجَوانِحِيْ تَشْكُو الصَّدَى وَالأُمْنِيَا **** تُ كَسِيرَةٌ وَمَدَامِعِيْ تَتَرَقْرَقُ
وَأَنَا وَأَقْطَارُ العُرُوبَةِ كُلُّهَا **** مِثْلِيْ تَئِنُّ وَبِالمَوَاجِعِ تُحْرَقُ
نَحْيَا عَلَى أَمَلٍ وَنَرْقُبُ نُورَهُ **** فَلَعَلَّهُ عَمَّا قَرِيبٍ يُشْرِقُ
فَجَلَوْتِ عَنِّيْ مَا أُكَابِدُ مِنْ أَسَى **** كَادَتْ بِهِ الأَنْفَاسُ مِنِّيْ تُزْهَقُ
وَرَفَقْتِ بِيْ لَمَّا نَظَرْتُ وَلَمْ أَجِدْ **** حَوْلِيْ أَخَاً يَحْنُو وَنَفْسَاً تَرْفقُ
فَأَعَدْتِنِيْ لِيْ بَعْدَ أَنْ ضَيَّعْتُنِيْ **** وَأَعَدْتِ لِيْ مَا كَادَ مِنِّيْ يُسْرَقُ
فَالكَوْنُ بُشْرَى وَالأَمَانِيْ غَضَّةٌ ***** وَالقَلْبُ أَخْضَرُ وَالغُصُونُ سَتُورِقُ
No comments:
Post a Comment