Tuesday, 30 October 2012

صلاح المومني:لست من مواليك يابو حسين وليسوا أيضاً

صوتنا الحر

صلاح المومني:لست من مواليك يابو حسين وليسوا أيضاً

25 تشرين1/أكتوير 2012
صلاح المومني
نقرأ بين الحين والآخر رسائل ولاء وانتماء للملك، خصوصاً في مواقع "السحيجة"، ولست هنا بصدد تكذيبها أو تصديقها، لكن أتساءل: هل إذا والينا الملك علينا أن نخط ذلك ثم نوشح رسالتنا بالـ "مخلص فلان"؟ أعتقد أن هذا هو غاية الكذب والرعونة والنفاق، ولا تنطلي هذه الرسائل حتى على الأطفال.
أنا شخصياً لست موالٍ لك ولا لآل هاشم الجدد، ولم أكن موالياً لأبيك من قبلك، فلست أنسى أكثر من عقدين من التشرد خارج حمى وطني، ولست أنسى حالة الاغتراب التي أعيشها في ذاتي، حتى حينما زرت وطني في العامين المنصرمين، إذ أصبح الوطن للزيارة فقط، لم أنسها ولن أنساها. لقد حاولت على مدار العامين الماضيين أن أبحث عن توافقات ما بين حقيقة ما أحس به والواقع، وذلك لكي تسلك السفينة وتمخر عباب هذا البحر، لكنني وجدت نفسي في متاهة ولا أستطيع البتة أن أرضي ضميري عبر هذا الطريق.
ثم لن أدعي أنني عشقت ملكاً ولا أميرة أو ملكة من قبل ولا من بعد، فهذا يعني أنني اختزلت هذه الكلمة القدسية في أشخاص ومناصب، وموقع هذه الكلمة الحقيقي هو أن تنطلق مني إحساساً لتعانق روح إنسان وتعيش فرحها بذاك العناق، ولن أكذبك الحديث "يابو حسين" فإن عشقي كان لسيدة ولدت وعرفتها، وأخرى لم أعرفها، وثالثة لم تولد بعد، ولست بصدد تفسير هذا اللغز في العشق، لكن هكذا هو حالي، فلئن جئت بعد اليوم وذكرت أنني أعشق الهاشميين بمن فيهم الملك فأنا كذاب، فلا تأخذوا بكلامي، ولو نطقت بها تحت سياط البلطجية فتلك كلمة تقال للسوط، مثلها مثل ما يكون من حال من يقول "لا إله إلا بشار الأسد" تحت سياط الشبيحة، وليست في حقيقتها إلا لعنة أخرى أو شتيمة.
كيف تريدني أن أواليك وحال دولة أنت تحكمها يقبع في الحضيض بسبب العنصرية والإقليمية التي ينتهجها النظام؟ فقد أدركت مدى عنصرية نظام الحكم وأجهزته في الأردن بمراقبة سلوكيات هذا النظام على مدار الأعوام السابقة، وقد ثبت بوجه لا يقبل الشك أبداً، كهلال رمضان بعد إتمام الثلاثين من شعبان، أن نظام الحكم في الأردن قائم على العنصرية والفئوية وأنه يرى بقاءه وامتداده وقوته تكمن في تلك الطريقة التي يحكم بها. وهي طريقة حكم تشبه تلك التي تنتهجها جارتنا سورية غير أن تلك طائفية وحزبية، وعنصرية نظام الحكم لدينا جهوية عشائرية مناطقية، حتى زيارات الملك للعشائر كانت وفق نهج عنصري لتفريق الشعب وزرع الضغينة بين أبنائه.
كما أود أن أؤكد هنا أن هذا ليس رأيي وحدي، بل رأي الكثيرين ممن التقيتهم حتى من ألئك الذين يدعون بالموالاة، لكن في أحسن ظروفهم لا يضعون اللوم على الملك، بل يضعونه على الديوان بأشخاصه وعلى دائرة المخابرات وبطانة السوء، فهم يستخلصون الملك لأنفسهم لإيجاد عذر يبرر حالة الولاء "الصورية" التي يعيشونها، وهم بذلك كقبائل قريش حينما أيقنت أن الآلهة التي عبدتها على مدار سنوات طويلة ليست في حقيقتها إلهاً فأوجدت لنفسها العذر قائلة "وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"، وكذا يفعل "الموالون" معكم، فولاؤهم كما الجواري حيث ينمن في أحضان سيدهن وهن ينتظرن السيد الجديد، فلو مضيتَ لمضى ولاؤهم واستبدلوه لمن هو آت بعدكم.
عار على شعبنا أن يظل يحاكي الملك بلغة النفاق هذه، وعار على شخص واحد أن يتحدث باسم عشيرته ويعلن الولاء للملك، وأكبر عاراً من هذا أن تروّس المواقع الإلكترونية "السحيجة" صفحاتها برسالة آتية من شخص واحد ثم تدعي أن عشيرة فلان وعشيرة علان ترفع برقية ولاء للملك، وأسوأ من هذا كله لو صدق الملك تلك الأكذوبة.
أصدقك القول "يابو حسين" سأكون أول الموالين لك، لكن حينما تصدق الأردن بولائك، وحينما أرى ذلك حقيقة على الأرض لا في الخطابات، وقد قلتها من قبل؛ حينما يكون الملك مع الأردن والأردنيين أنا معه وفي صفه، وحينما يكون الملك ضد الأردن والأردنيين فأنا بالتأكيد في صف الوطن وأهله.
أيها الملك، ليس الولاء كلمة تقال، إنما هو فعل وممارسة، فإن أردت ولاءنا، أرنا فعلك في حب الوطن، ولا تلق علينا خطابات بعد اليوم، فقد مللنا كل الخطابات، نريد الولاء منك فعلاً ونريده منك تغييراً حقيقياً.

No comments:

Post a Comment