دولة الرئيس.. ضع دائرة حول الاجابة الصحيحة
22-11-2012 02:11 AM طباعة
جراسا نيوز -
خاص - كتب محرر الشؤون المحلية - فاجأ السفير الايراني في الاردن مصطفى مصلح زاده الاردنيين , حين كشف عبر فضائية جوسات الاردنية ليل الاربعاء عن استعداد بلاده بتزويد الاردن بالنفط والطاقة لمدة 30 عاما بالمجان.
وكنا في 'جراسا' قد تقدمنا بمقترح الى الحكومة في 13 تشرين الثاني, وتحديدا عشية رفع الدعم عن المشتقات النفطية, تحت عنوان 'بدائل رفع الدعم ؟؟ اسألوا وزارة الخارجية' , يتضمن حلا سياسيا للازمة الاقتصادية يبدأ باعادة النظر في السياسة الخارجية وفي التحالفات 'الخيرية' غير المجدية مع دول الخليج.
وعرضنا في رؤيتنا للحل, حاجة الاردن الى البحث عن بدائل ومصادر اخرى للمنح والمساعدات في ظل الامساك السعودي والخليجي عن دعم الاردن, وذكرنا ان الحل يأتي من الشرق 'ايران والعراق', وليس من الجنوب 'السعودية'.
الا ان الحكومة اختارات التنقيب في جيوب المواطنين لاستخراج ما تبقى من قوتهم وقت عيالهم لتسديد فاتورة الفساد, وكاد القرار برفع الدعم ان يشعل البلاد من شمالها الى جنوبها من خلال الاحتجاجات واعمال الشغب والعنف احتجاجا على القرار.
رئيس الوزراء عبدالله النسور حاول استثمار تلك الاحتجاجات والفوضى التي سادت في تلك الفترة, لايصال رسائل الى الخليج بان تراجع الاستقرار في الاردن قد ينعكس سلبا على الخليج وان الفوضى قد تمتد الى دول الجنوب .
الا ان رد دول التعاون الخليجي اتى واضحا على لسان وزير الخارجية الاماراتي خلال لقائه وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في ابو ظبي بان المساعدات تحتاج الى مزيد من الوقت وعلى الاردنيين الانتظار .
اخراج الاردن من عباءات الخليج,وجدت ايران فيه فرصة مواتية لاعادة تعزيز العلاقات الاردنية الايرانية التي قال السفير الايراني في عمان ان فرضيات وهواجس في ذهن الحكومة في الأردن كالهاجس الآمني وهاجس الامبراطورية الفارسية وهاجس المد الشيعي, اعاق اعادة تطبيع العلاقات بين الجانبين .
وبالتزامن مع العرض الايراني المثير , جاء تصريح السفير العراقي في عمّان جواد هادي عباس ان حكومة بلاده تدرس زيادة كميات النفط المقدمة الى الاردن باسعار تفضيلية لتصل الى 35 الف برميل يوميا في حين تقدم العراق حاليا للاردن 15 الف برميل يوميا باسعار تقل بمقدار 18 دولارا عن السعر العالمي.
وفي الوقت الذي بدأت فيه العروض الايرانية والعراقية تنهال على الاردن, لا يزال حلفاء الاردن واصدقائه السعودية وامريكا يتدارسون تقديم مساعدات هزيلة ليس قبل بداية العام الماضي.
على الصعيد الشعبي, ابرزت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرض الايراني السخي , حيث تباينت اراء الاردنيين حول قبول ورفض العرض .
ففي حين رأى كثيرون ان على الحكومة الموافقة فورا على الدعم الايراني, والتوجه نحو الشرق بعد ان خذلنا اشقاؤنا في الجنوب الخليجي, واشاروا الى ان علاقات قوية مع ايران من شأنها وضع الاردن مجددا على الخارطة الاقليمية كقوة فاعلة, انطلق اخرون في رفضهم للدعم الايراني من منطلق عقائدي وطائفي, وعروبي, وفق تعبيرهم .
ومع تقديرنا لمختلف الاراء المؤيدة والمعارضة للعرض الايراني , الا ان الدول لا تبني سياساتها عاطفيا بل بناء على المصلحة العليا للدولة كما نذكر ان الاردن يقيم علاقات مع الكيان الصهيوني رغم الاجماع الشعبي على رفض تلك العلاقة في حين ان ايران تبقة رغم خلافنا معها دولة اسلامية, فعلى الحكومة صاحبة الولاية كما ادعى رئيسها, ان تنظر الى مصلحة الاردن وشعبه فقط .
فهل ستختار الحكومة استعادة دور الاردن الاقليمي والعربي, وتحسين اقتصاده ورفع العبء عن الشعب, ام ستختار البقاء تحت عباءة دول الخليج تابعا لسياسات لا تخدم المصلحة الوطنية!!
اذن, امام الحكومة خياران :
- نفط ايراني مجاني ل30 عاما مقابل سياحة دينية , ونفط عراقي باسعار تفضيلية ؟
- اقتراح امريكي بتقديم مساعدات للاردن مطلع العام القادم بقيمة 200 مليون دولار , وافكار خليجية لتقديم المساعدة للاردن قد تستغرق بعض الوقت , مقابل تنازلات سياسية مذلة ؟
فهل ينجح رئيس الحكومة - صاحب الولاية - بوضع الدائرة حول الاجابة الصحيحة !!
No comments:
Post a Comment