الملك: الوقت حان لتسريع انتقال سياسي في سوريا
في 24-09-2013 21:08
شدد الملك عبد الله في خطاب له أمام المشاركين في أعمال الدورة العادية
الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم الثلاثاء
على أن الوقت قد حان "لتسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا لإنهاء العنف
وإراقة الدماء، وإزالة خطر الأسلحة الكيماوية، واستعادة الأمن والاستقرار،
والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وإشراك جميع السوريين في بناء
مستقبل وطنهم".
وأكد الملك عبدالله أن مستقبل الأمن العالمي سيتشكل بناء على ما يجري حاليا في الشرق الأوسط، وأنه يمكن للمنطقة أن "تكون بيتا للسلام والازدهار، بوجود ركائز قوية من الحكم الرشيد، وفرص متاحة أمام الجميع، خصوصا لشبابنا وهذا هو بيتنا الأردني الذي نعمل على بنائه".
وقال "إن التحول التاريخي الذي تمر به منطقتنا لن يصل إلى مبتغاه عبر الوصفات الجاهزة، وإنما عندما يشعر المواطنون جميعا بأنهم ممثلون تمثيلا حقيقياً. وبيتنا الأردني الذي نعمل على إعلاء بنيانه هو بيت المستقبل الجامع، الذي يقوم على أسس ومبادئ متينة من إجماع الأغلبية، وحماية حقوق الأقلية، والثقافة الديمقراطية المرتبطة بالمواطنة الفاعلة، والتغيير السلمي التدريجي".
وقال الملك: "كما هو عهدهم دائما، فتح الأردنيون أذرعهم واحتضنوا المحتاجين، لكنني أقول من على هذا المنبر وفي هذه اللحظة بأنه لا يمكن أن يتحمل شعبي وحده عبء ذلك التحدي الإقليمي والعالمي".
وأوضح أن على المجتمع الدولي أن يعمل لإيجاد حل سريع للقضية الجوهرية في الشرق الأوسط، والمتمثلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي "وهو نزاع يغذي نيران التطرف في جميع أنحاء العالم".
وفيما يلي نص الخطاب: بسم الله الرحمن الرحيم السيد الرئيس، السيد الأمين العام، أصحاب الفخامة رؤساء الوفود، أعضاء الجمعية العامة، يشرفني أن أكون معكم اليوم. الرئيس آش، أقدم لكم التهاني على انتخابكم رئيسا للجمعية العامة. السيد الأمين العام، أتقدم إليكم بخالص الشكر على جهودكم القيمة دوما.
أصدقائي، إن مستقبل الأمن العالمي سيتشكل بناء على ما يحدث في الشرق الأوسط الآن. ويمكن لمنطقتنا أن تكون، بل يجب أن تكون، بيتا للسلام والإزدهار، بوجود ركائز قوية من الحكم الرشيد، وفرص متاحة أمام الجميع، خصوصا لشبابنا. وهذا هو بيتنا الأردني الذي نعمل على بنائه، ونحن لسنا وحدنا في هذا الأمر.
لكن علينا أن نتذكر أنه لا يمكن بناء أي بيت للسلام والإزدهار في مدينة تحترق. واليوم، لا يمكننا تجاهل الحرائق في المنطقة، التي تمتد إلى العالم أجمع. ولذلك، ومن أجل حماية المستقبل، على العالم أن يتجاوب معنا في إخماد هذه الحرائق.
إن الأزمة السورية كارثة دولية على المستوى الإنساني والأمني، وتصاعد العنف يهدد بتقويض ما تبقّى من مستقبل اقتصادي وسياسي لهذا البلد. وقد سارع المتطرفون لتأجيج واستغلال الانقسامات العرقية والدينية في سوريا. ويمكن لمثل هذا الأمر أن يقوض النهضة الإقليمية، وأن يعرّض الأمن العالمي للخطر. وعليه، يترتب علينا جميعا مسؤولية رفض ومواجهة هذه القوى المدمرة.
استضاف الأردن، في الشهر الماضي، أكثر من مئة من أبرز العلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم. وما أنجزوه خلال مؤتمرهم يؤكد على تعاليم الإسلام الحنيف الحقيقية، ويبني على المبادرات التي طالما أطلقتها المملكة لتعزيز الحوار بين الأديان، وبين أتباع الدين الواحد، وهي رسالة عمَّان ومبادرة كلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان.
لقد أجمع هؤلاء العلماء على أنه لا يوجد نموذج معياري واحد للدولة الإسلامية، لكنهم أكدوا أن الدولة الإسلامية الحديثة ينبغي أن تكون دولة مدنية قائمة على المؤسسات، وعلى دستور جامع يرتكز على سيادة القانون، والعدالة، وحرية الرأي والعبادة. كما أن الدولة الإسلامية الحديثة هي الدولة التي تدعم المساواة بين مختلف الأطياف العرقية والدينية. وقد أدان العلماء بحزم التحريض على الفتنة العرقية والطائفية، ووصفوا هذا الشر بما يستحقه من وصف، وهو أنه يشكل تهديدا يحدق بالأمة الإسلامية، والإنسانية جمعاء.
لقد دعا الأردن منظمة التعاون الإسلامي إلى تبني هذه التوصيات، التي تشكل مبادئ توجيهية غاية في الأهمية في خضم الاضطرابات والتحولات التي تعم منطقتنا. كما استضافت المملكة خلال هذا الشهر أيضا لقاء دوليا لمعالجة التحديات التي تواجه مجتمعات المسيحيين العرب، والتي تشكل جزءا أساسيا من ماضي منطقتنا وحاضرها ومستقبلها. وقد ظل الأردن نموذجا تاريخيا للتعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين، وسنستمر في بذل قصارى جهدنا لحماية مجتمعات المسيحيين العرب والأقليات، وندعو جميع الدول إلى الانضمام إلينا في موقفنا الداعي للتنوع والتسامح واحترام الجميع.
وفي حقيقة الأمر، فإن الاحترام المتبادل بين الجميع هو سبيلنا للمضي قدماً. إن التحول التاريخي الذي تمر به منطقتنا الآن لن يصل إلى مبتغاه عبر الوصفات الجاهزة، وإنما عندما يشعر المواطنون جميعا بأنهم ممثلون تمثيلا حقيقياً. وبيتنا الأردني الذي نعمل على إعلاء بنيانه هو بيت المستقبل الجامع، الذي يقوم على أسس ومبادئ متينة من إجماع الأغلبية، وحماية حقوق الأقلية، والثقافة الديمقراطية المرتبطة بالمواطنة الفاعلة، والتغيير السلمي التدريجي
وأكد الملك عبدالله أن مستقبل الأمن العالمي سيتشكل بناء على ما يجري حاليا في الشرق الأوسط، وأنه يمكن للمنطقة أن "تكون بيتا للسلام والازدهار، بوجود ركائز قوية من الحكم الرشيد، وفرص متاحة أمام الجميع، خصوصا لشبابنا وهذا هو بيتنا الأردني الذي نعمل على بنائه".
وقال "إن التحول التاريخي الذي تمر به منطقتنا لن يصل إلى مبتغاه عبر الوصفات الجاهزة، وإنما عندما يشعر المواطنون جميعا بأنهم ممثلون تمثيلا حقيقياً. وبيتنا الأردني الذي نعمل على إعلاء بنيانه هو بيت المستقبل الجامع، الذي يقوم على أسس ومبادئ متينة من إجماع الأغلبية، وحماية حقوق الأقلية، والثقافة الديمقراطية المرتبطة بالمواطنة الفاعلة، والتغيير السلمي التدريجي".
وقال الملك: "كما هو عهدهم دائما، فتح الأردنيون أذرعهم واحتضنوا المحتاجين، لكنني أقول من على هذا المنبر وفي هذه اللحظة بأنه لا يمكن أن يتحمل شعبي وحده عبء ذلك التحدي الإقليمي والعالمي".
وأوضح أن على المجتمع الدولي أن يعمل لإيجاد حل سريع للقضية الجوهرية في الشرق الأوسط، والمتمثلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي "وهو نزاع يغذي نيران التطرف في جميع أنحاء العالم".
وفيما يلي نص الخطاب: بسم الله الرحمن الرحيم السيد الرئيس، السيد الأمين العام، أصحاب الفخامة رؤساء الوفود، أعضاء الجمعية العامة، يشرفني أن أكون معكم اليوم. الرئيس آش، أقدم لكم التهاني على انتخابكم رئيسا للجمعية العامة. السيد الأمين العام، أتقدم إليكم بخالص الشكر على جهودكم القيمة دوما.
أصدقائي، إن مستقبل الأمن العالمي سيتشكل بناء على ما يحدث في الشرق الأوسط الآن. ويمكن لمنطقتنا أن تكون، بل يجب أن تكون، بيتا للسلام والإزدهار، بوجود ركائز قوية من الحكم الرشيد، وفرص متاحة أمام الجميع، خصوصا لشبابنا. وهذا هو بيتنا الأردني الذي نعمل على بنائه، ونحن لسنا وحدنا في هذا الأمر.
لكن علينا أن نتذكر أنه لا يمكن بناء أي بيت للسلام والإزدهار في مدينة تحترق. واليوم، لا يمكننا تجاهل الحرائق في المنطقة، التي تمتد إلى العالم أجمع. ولذلك، ومن أجل حماية المستقبل، على العالم أن يتجاوب معنا في إخماد هذه الحرائق.
إن الأزمة السورية كارثة دولية على المستوى الإنساني والأمني، وتصاعد العنف يهدد بتقويض ما تبقّى من مستقبل اقتصادي وسياسي لهذا البلد. وقد سارع المتطرفون لتأجيج واستغلال الانقسامات العرقية والدينية في سوريا. ويمكن لمثل هذا الأمر أن يقوض النهضة الإقليمية، وأن يعرّض الأمن العالمي للخطر. وعليه، يترتب علينا جميعا مسؤولية رفض ومواجهة هذه القوى المدمرة.
استضاف الأردن، في الشهر الماضي، أكثر من مئة من أبرز العلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم. وما أنجزوه خلال مؤتمرهم يؤكد على تعاليم الإسلام الحنيف الحقيقية، ويبني على المبادرات التي طالما أطلقتها المملكة لتعزيز الحوار بين الأديان، وبين أتباع الدين الواحد، وهي رسالة عمَّان ومبادرة كلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان.
لقد أجمع هؤلاء العلماء على أنه لا يوجد نموذج معياري واحد للدولة الإسلامية، لكنهم أكدوا أن الدولة الإسلامية الحديثة ينبغي أن تكون دولة مدنية قائمة على المؤسسات، وعلى دستور جامع يرتكز على سيادة القانون، والعدالة، وحرية الرأي والعبادة. كما أن الدولة الإسلامية الحديثة هي الدولة التي تدعم المساواة بين مختلف الأطياف العرقية والدينية. وقد أدان العلماء بحزم التحريض على الفتنة العرقية والطائفية، ووصفوا هذا الشر بما يستحقه من وصف، وهو أنه يشكل تهديدا يحدق بالأمة الإسلامية، والإنسانية جمعاء.
لقد دعا الأردن منظمة التعاون الإسلامي إلى تبني هذه التوصيات، التي تشكل مبادئ توجيهية غاية في الأهمية في خضم الاضطرابات والتحولات التي تعم منطقتنا. كما استضافت المملكة خلال هذا الشهر أيضا لقاء دوليا لمعالجة التحديات التي تواجه مجتمعات المسيحيين العرب، والتي تشكل جزءا أساسيا من ماضي منطقتنا وحاضرها ومستقبلها. وقد ظل الأردن نموذجا تاريخيا للتعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين، وسنستمر في بذل قصارى جهدنا لحماية مجتمعات المسيحيين العرب والأقليات، وندعو جميع الدول إلى الانضمام إلينا في موقفنا الداعي للتنوع والتسامح واحترام الجميع.
وفي حقيقة الأمر، فإن الاحترام المتبادل بين الجميع هو سبيلنا للمضي قدماً. إن التحول التاريخي الذي تمر به منطقتنا الآن لن يصل إلى مبتغاه عبر الوصفات الجاهزة، وإنما عندما يشعر المواطنون جميعا بأنهم ممثلون تمثيلا حقيقياً. وبيتنا الأردني الذي نعمل على إعلاء بنيانه هو بيت المستقبل الجامع، الذي يقوم على أسس ومبادئ متينة من إجماع الأغلبية، وحماية حقوق الأقلية، والثقافة الديمقراطية المرتبطة بالمواطنة الفاعلة، والتغيير السلمي التدريجي
No comments:
Post a Comment