الشعب يريد اسقاط... (معقول!!)
11/15/2012 7:15:00 AM
م خالد حسنين
11/15/2012 7:15:00 AM
م خالد حسنين
ثلاث ساعات بين دوار الداخلية ودوار فراس لم أسمع سوى هتافات إسقاط النظام وشتم (المقامات) فهل سمع النسور والشوبكي ذلك؟ وهل يمكن أن يحافظوا على بقايا الاستقرار في البلد قبل أن نصل نقطة اللاعودة؟
قرار زيادة أسعار المحروقات قرار مجنون، وإن كانت المبررات تبدو (عاقلة)، ووجه الجنون يظهر جليّا في التوقيت، وحجم الزيادة الصاعقة على الأسعار، وفي الطريقة الغبية للترويج له، وواضح أن ردود الفعل في تصاعد، والهتافات تنحو باتجاه الثورة، وفي مناطق الأردن كافة من شتى الأصول، والمتظاهرون بدون (قيادة موحدة).
لن أدخل في تفاصيل خزعبلات النسور وكلامه المرسل حول الأسعار والتعويضات، المطلوب فورا تجميد القرار وإعادة الأسعار إلى سابق عهدها، والبدء بمراجعة شاملة للسياسات الحمقاء التي تنتهجها الأجهزة الأمنية وأذرعها التابعة (من حكومة و..و.. وزعران..) ولا بد من قرار ملكي جريء بإعادة تفكيك النخبة السياسية الحاكمة الحالية، والتي أثبتت فشلها في إدارة شؤون البلاد وإقناع الشارع، وأوصلتنا إلى وضع اقتصادي وسياسي غير مسبوق، وعلى الملك نفسه أن يبادر بقرارات تتعلق به شخصيا يتخلّص من خلالها من كل التشوهات التي أصابت موقعه السامي، وتعيد منصب الملك إلى وضعه الطبيعي ليكون قدوة لغيره.
البداية، لا بد من تشكيل مجلس وطني (طارئ) لإدارة شؤون البلاد يشارك فيه الجميع، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني بقيادة شخصية محترمة شعبيا، والبدء بإجراءات إصلاحية حقيقية مقنعة للأردنين، تخلصنا من حكم الجهاز الأمني الذي لا يخضع لأي رقابة شعبية،وعندئذ يمكن أن نتوقعمساعدة أشقائنا في هذه اللحظات الحاسمة.
لست مع إسقاط النظام حتى الآن، وما زلت أعتقد أن بإمكاننا إصلاحه، ولكن لا بد من إزالة العقبات التي تحول بيننا وبين الوصول إلى أهدافنا جميعا، فلا يعقل أن تقوم جهة واحدة (مصابة بالعمى السياسي) بتفصيل قانون انتخاب على مقاس فسادها، وتفرضه على الشعب، وتجرجر الآلاف (ترغيبا وترهيبا) من أجل التسجيل للانتخابات، وتؤجر جنودنا كمرتزقة هنا وهناك (بأموال لا تدخل الموازنة) من أجل الصرف على مشاريعهاالسياسية الفاشلة، ومحاسيبها فاقدي الرجولة، وحماية قيادات بلهاء تمارس (العهر) على حساب شعب لا يملك أغلبه ثمن صفيحة الكاز.
الأوراق أصبحت مكشوفة، ولا أحد فوق المحاسبة والمساءلة، ومع ذلك ما زلنا نهتف (الشعب يريد إصلاح النظام) ولكنني أحذر بأن حجم الغاز المدمع الذي استنشقه المتظاهرون على دوار فراس ربما يغيّر رأي المشاركين، وربما يغيّر رأي الأردنيين جميعا في المسألة، نأمل أن توفروا (غازكم)، وأن تستيقظوا قبل فوات الأوان، وإلا فإن المصير المحتوم بانتظاركم..
(البوصلة)
No comments:
Post a Comment