Wednesday, 16 January 2013

بيان المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس الأعلى للاصلاح


جماعة الإخوان المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب جبهة العمل الإسلامي

المجلس الأعلـى للإصــلاح



 

 

 


بيان المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس الأعلى للاصلاح

في مقر حزب جبهة العمل الإسلامي

 يوم الثلاثاء الواقع في 3 ربيع الأول 1434هـ الموافق 15/1/2013م

حول آخر المستجدات السياسية والانتخابات النيابية

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الوعد الامين وعلى اله واصحابه اجمعين

أيها الإخوة والأخوات ، ممثلي وسائل الإعلام الأردنية والعربية والعالمية

أرحب بكم باسم الحركة الإسلامية جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي ، مقدراً لكم تلبيتكم الدعوة لتغطية وقائع المؤتمر ، مؤكداً لكم حرصنا على دوام التواصل معكم، والتعاون لما فيه خير وطننا ومواطننا .
أيها الإخوة والأخوات :

في الاردن يثور جدل مجتمعي واسع قبل كل انتخابات نيابية حول جدوى اجراء الانتخابات او المشاركة فيها, ويتكرر السؤال للمقاطين لماذا المقاطعة ؟ ولماذا لا تشاركون ؟ وتغيّرون من الداخل او من تحت قبة البرلمان باعتباران المجلس هو المؤسسة المفوضة دستوريا بالتشريع والرقابة على اداء السلطة التنفيذية هذه الاسئلة مشروعة في الدول الديمقراطية والتي تلجا الى الانتخابات للتعبير عن ارادة الشعب واحداث التغيير المطلوب, فالمرجعيات التي يحتكم لها الفرقاء السياسيون  عند الاختلاف  في دولة القانون والمؤسسات , هي (النصوص الدستورية, والقواعد القانونية , والأعراف المستقرة ) ومن خلال السلطة القضائية المستقلة في مرجعيتها وأحكامها , والمتوازنة في سلطاتها وصلاحياتها مع بقية السلطات الأخرى.

 أما في الأردن , فالمرجعيات الحاكمة للاختلافات , والموجهة للسياسات , والصانعة للقرارات , هم الأشخاص الذين يتقدمون على كل النصوص والقرارات والسلطات , والمؤسسات الأخرى, فأوامرهم واجبة التنفيذ , وتوجيهاتهم تعلو على السياسات , ورغباتهم أوامر متقدمة على بقية القرارات , وإشاراتهم  نافذة ,وتلميحاتهم تغني عن التصريح .

في الاردن انتخابات شكلية محكومة بقانون متخلف يحدد ملامح المجلس ودوره في اصدار التشريعات الملائمة لاصحاب القرار والنفوذ وراس المال وللمصادقة على كل الاتفاقيات الدولية حتى لوكانت مع الد الاعداء ولتبرئة الفاسدين الذين نهبوا خيرات الوطن ومؤسسات الدولة, الامر الذي يستدعي  مراجعة جذرّية وعميقة لمعرفة اهمية الانتخابات ودورها وفلسفتها وقواعدها فضلا عن نزاهتها واجراءاتها وجدير بالمهتمين والمتابعين والمشرفين والمراقبين والمشاركين ان يبحثوا عن اجوبة مقنعة  للاسئلة التالية .

لماذا المشاركة ؟ وما هي الجدوى منها؟ وما امكانية التغيير الحقيقي من خلالها ؟

في الاردن لا تتلازم السلطة والمسؤلية وعلى الرغم من أن النص الدستوري يعرف نظام الحكم , بأنه , نيابي , ملكي , وراثي ,إلا أن المجلس النيابي المنتخب لا يملك حق التشريع منفردا , فالسلطة التشريعية أيضا تناط بالملك وبمجلس الأمة المكون من مجلسي النواب والأعيان الذين يعيّنهم الملك  ولا ينتخبهم المواطنون ويصل عددهم نصف عدد اعضاء المجلس النيابي ويشكلون الثلث المعطل في التشريع والملك يدعو لانتخاب مجلس النواب , ويدعوه للانعقاد اويؤجل انعقاده , ويفضه بل ويحله أيضا , فضلا عن أن الحكومة أصلا هي التي تتقدم بمشاريع القوانين للمجلس لمناقشتها وإقرارها بالصيغة الأولية قبل إرسالها إلى مجلس الأعيان ,إضافة إلى أن الملك هو الذي يصادق على القوانين بعد إقرارها من مجلسي النواب والأعيان, وكل ذلك على افتراض وهمي بنزاهة الانتخابات  ,

 والمجلس عاجز عن بسط رقابته الدستورية على موازنة الدولة لان نسبة عالية من الموازنة لا تخضع لرقابته فضلا عن امكانية التاكد من سلامة اوجه الانفاق والمجلس عاجز ايضا عن ممارسة دوره في اختيار السلطة التنفيذية وخلافا للعرف الديمقراطي الذي يسند للاغلبية البرلمانية مهمة تشكيل الحكومة.

في الاردن لا احد يعلم متى تجري الانتخابات الدورية ؟ اوفترة بقاء المجلس المنتخب لانه غير محصن من الحل اوالقانون الذي ستجري بموجبه الانتخابات او الاحزاب والقوى المشاركة او المقاطعة,

 في الاردن القضاء ليس مستقلا , بسبب تعرضه لضغوط مرهقة  نتيجة لتحكم السلطة التنفيذية بتعيين رئيس المجلس القضائي والقضاة, فضلا عن طريقة التعامل مع الأحكام , وإمكانية إلغائها عن طريق العفو الخاص أو العام .

في الاردن لا يملك مجلس النواب اختيار رئيس الوزراء اوالوزراء ولا تملك الحكومة تعيّن المحافظين والمتصرفين او اصحاب المناصب الإدارية والرسمية العليا او السفراء او منح الرتب المدنية والعسكرية العليا, ولا تملك الحكومة الولاية الدستورية التي تمكنها من صلاحية اعلان الحرب , او الصلح , او اعلان حالة الطوارئ ,

وفي الاردن لا يمارس الشعب حقه في انتخاب امين عمان ولا كامل اعضاء المجالس المحلية,

وفي الاردن يمارس جهاز المخابرات تدخله المباشر في التعيينات والانتخابات ولا يسلم من ذلك حتى انتخابات الطلبة في الجامعات

في الاردن يسود المال في شراء الاصوات والذمم وبتشجيع من السلطات الرسمية .

وفي الاردن يبقى السؤال مشروعا ومتداولا عن شكل التزوير القادم .

في الاردن خبرات وكفاءت في انتاج المجالس النيابية وحسب الطلب وفقا لتشريعات وانظمة انتخابية جرى تصديرها الى دول اخرى او من خلال عمليات تزوير مبتكرة وفقا لاعترافات الجهات التي زورت في كل مرة ولا تحتاج الى دليل لان الاعتراف سيد الادلة.

في الدول الديمقراطية تجري الانتخابات للخروج من ازمة او حلا لمشكلة او تنفيذا لاستحقاق دستوري اما الانتخابات في الاردن فمن شانها ان تعمق الازمة وان تفتت النسيج المجتمعي وان تفرق الشمل وتفجر الصراعات.

الانتخابات ينبغي لها ان تكون تتويجا للاصلاحات وليس كما يزعم المسؤلون انها بداية الاصلاح وقد جربنا ذلك وكانت النتائج عقيمة

بعد كل ذلك الا يحق لنا ان نسال لماذا الانتخابات ؟ ولماذا المشاركة بها؟ ولماذا نجعل من الوطن حقل تجارب لاختبار المجرب ؟ الا يملك اصحاب القرار خيارا غير هذا المسار ؟ الا يشكل ذلك مصادمة لرغبة التوافق الوطني الذي اعلن رفضه للنظام الانتخابي ؟ حتى المشاركون بالانتخابات .

واذا كان الخيار بين مهزلة الانتخابات او الحراك الشعبي فان الاستمرار بالفعل الجماهيري السلمي انفع للوطن واقدر على انجاز ماعجزت عن انجازه كل الانتخابات والمجالس المنتخبة شكلا والمعينة فعلا . لاجل ذلك فنحن على عهدنا لشعبنا الوفي الذي لم يعد يحتمل المزيد من المعاناة والفقر والبطالة والاستبداد وتسيد الفساد وغلاء الاسعار وفشل الادارات ولن نكون الا نصيرا للمظلومين والمحرومين حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين

والله أكبر ولله الحمد

                                                                 المجلس الأعلى للإصـلاح

عمان في 3/ ربيع الأول /1434هـ  الموافق: 15 / 1 / 2013م

 

No comments:

Post a Comment