المعلمون بين الانصاف والاجحاف
بقلم : عبدالله الهريشات
هناك ثلاث فئات يجب علينا تكريمها ورعايتها واحترامها وتوفير الحياة الطيبة والعيش الكريم لها في ايامها كلها وفي حياتها ومماتها وليس في يوم واحد فقط نتذكرها فيه الا وهي : المعلم الذي ينشئ العقول ويرعاها ويحافظ عليها ، والجندي الذي يحافظ على امن الوطن ويحرسه من الاعداء ويبذل روحه رخيصة له ، وعامل الوطن الذي يحافظ على الوطن نظيفا زاهيا مشرقا .
امة لا تحترم معلميها لا تحترم نفسها وليس لها احترام ولا شأن بين الامم ، وامة تكرم معلميها وتجعل من عيشهم آمنا كريما لهي امة عظيمة جديرة بالاحترام ولها الشأن كله بين الامم لان قادة تلك الامة والعظماء منها وجميع اصحاب المهن والاعمال والصناعات فيها تخرج من تحت ايدي المعلمين .
ان المعلمين بحاجة الى اعتراف بالفضل و الانصاف لا الى النكران والاجحاف ،انصفوا المعلمين وكونوا لهم من المقسطين ولا تجحفوهم وتكونوا لهم من القاسطين لان في انصافهم انصاف وعدل وازدهار وارتقاء للعملية التربوية كلها من المعلم الى الطالب الى المدرسة فالبيت والمجتمع كله وبذلك تزدهر وتعلو الاوطان وتبنى الحضارات، وان الاجحاف في حقوق المعلمين يردي بالعملية التربوية كلها اسوأ التردي فيظهر الفساد والظلم بكل انواعه وهذا هو الذي نراه في اوطاننا هذه الايام من فساد وظلم وظلمات .
كم في حضارتنا وفي قصص الادب والتاريخ من اكرام واجلال وتعظيم للمعلم والعلم والعلماء وكم من ذهب واموال تقدم للبحث والدرس والتعليم والترجمة ، ولقد كان يوزن الكتاب بالذهب ليكافئ صاحبه ، ونتذكر قصة هارون الرشيد وتكريمه لمعلم اولاده الضرير وقيامه بصب الماء على يديه ، والمعلم لايدري ان الرشيد هو من يصب الماء على يديه.
ان اردنا ان تكون امتنا امة قوية رائدة ولها دورها الحضاري بين الامم فعلينا ان نكرم تلك الفئات ونوفر لهم الامن والامان والعيش الكريم والعزة والكرامة وبدون ذلك لا عز ولا كرامة لامتنا بين الامم .