الجنوب نيوز- ركزت ورشة عمل بعنوان ” الزراعية الحل الأمثل لمقاومة مشكلتي الفقر والبطالة ” نظمها الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين بالتعاون مع جامعة الطفيلة التقنية في قاعة المؤتمرات برعاية الدكتور يعقوب المساعفة رئيس الجامعة على إبراز مجمل التحديات التي تواجه شقي المنحنى الزراعي في الأردن.
وناقشت ورشة العمل التي حضرها جمع من المسؤولين الحلول الملائمة آنيا ومستقبلا للقطاع الزراعي عقب بوادر لمواسم جفاف يلف عنان الزراعات نتيجة انحباس الأمطار وتراجع كمياتها في حين أن معظم أساليب الزراعة الموجودة تعتمد على الري.
وقال د.المساعفة في كلمة افتتح فيها فعاليات الورشة أن الجامعة لم تأل جهدا إلا وبذلته خدمة للقطاع الزراعي في محافظة الطفيلة، وأنها تمكنت من إيصال هموم ومطالب المزارعين إلى الحكومات وأتاحت الفرصة لبسط مطالبهم ودعمها في سبيل إيجاد الحلول المناسبة لشقي القطاع الزراعي النباتي والحيواني .
وأضاف أن قطاع الزراعة في الأردن بشقيه حظي باهتمام رسمي من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يوجه الحكومات للتخفيف من أعباء المزارعين وتوفير احتياجاتهم.
وفي كلمته أكد مدير عام إتحاد المزارعين عودة الرواشدة أن الزراعة تعد مصدر استقرار اقتصادي واجتماعي وبيئي، لافتا أن المتغيرات في المنطقة باتت تؤثر سلبا على الأمن الغذائي.
وبين الرواشدة أن الزراعة تسهم في الحد من الاضطرابات الاجتماعية، إذ أن توفير الغذاء من شأنه نزع مسببات النزاع والاختلاف واتساع الطبقية من المجتمعات، مشيرا إلى ضرورة أن تعود الزراعة في الأردن على نحو يجعلها مصدر دخل للجميع .
وقال رئيس فرع الاتحاد في الطفيلة عقله المرايات في كلمة له أن المزارعين يعولون على الحكومة الجديدة الأخذ بيدهم، وتلبية احتياجاتهم، وإيجاد حلول لمشاكلهم، وهمومهم، وعدم جعل وزارة الزراعة حقلا للتجارب والاسترضاء .
وأنحى المرايات باللائمة في تراجع الحياة الزراعية بالأردن، على تخبط الحكومات السابقة في تعاملها مع مطالب المزارعين، بعد عجزها في أحيان كثيرة عن معالجة مشكلة الآفات الزراعية، وقصر النظر فيما يتعلق بالتعامل مع المستجدات في حقلي الحياة الزراعية .
ونوقشت في الورشة التي حضرها عمداء الكليات إلى جانب مدير الصحة غازي المرايات، وعدد من رؤساء فروع اتحاد المزارعين في المحافظات ومهتمون في الشأن الزراعي خمس أوراق علمية ناقشت جملة موضوعات أهمها، الحصاد المائي، ودعم الأعلاف، ودور المشاريع الأسرية في مكافحة الفقر والبطالة، وكيفية تنبئ المزارع بالأحوال الجوية إضافة إلى الواقع الزراعي في محافظة الطفيلة.
وتطرق وزير الزراعة السابق المهندس سعيد المصري في ورقته إلى التحديات التي تواجه العملية الزراعية وخاصة ما يتعلق بالتغير المناخي الذي أثر سلبا في كميات الهطول المطري، مشيرا إلى أن طبوغرافية الأردن تسهم في عدم الاستفادة المثالية من المطر، بسبب الانحدار الشديد للأودية وتبخر المياه.
وأضاف أن ذلك حدا بالأردن لعمل ما يمكن للحد من ضياع الأمطار باستخدام، السدود والحفائر الترابية والمساقط المائية مشيرا إلى أن هذه المساقط بلغ عددها 3500 مسقطا، حيث أقيم عليها عددا من المشاريع الزراعية الكبرى، إذ تقدر سعتها التخزينية حوالي 91 متر مكعب.
ودعا المصري إلى استخدام وسائل كالمساقط بالنسبة للمزارعين وتؤثر في كم المحاصيل الزراعية وذات تكلفة بسيطة.
كما دعا وزير الزراعة الأسبق د.عاكف الزعبي في ورقته للاستثمار الأمثل للموارد المتاحة وتوليد فرص العمل لسكان الريف والبادية وتوفير المواد الاولية للتصنيع الزراعي وتعزيز الروابط الاقتصادية التكاملية مع قطاعات الاقتصاد الاخرى.
وأكد مدير صناعة وتجارة الطفيلة إبراهيم الحوامدة أهمية العناية بالنباتات الرعوية التي لا تحتاج لكميات أمطار كبيرة، منوها إلى أن دعم الأعلاف لا يعني إهمال هذا الجانب.
وأضاف أن مشاريع زراعية أقيمت لإحياء هذا النوع من الزراعة في موقعين هما “الكمية والراجف”، مشيرا إلى أن الإهمال بالمواقع الزراعية من قبل المتنزهين يؤثر سلبا على الغطاء النباتي الرعوي، علاوة على تأثير الزحف العمراني.
وتناول م.حسين المومني من الأرصاد الجوية تأثير الصقيع والانجماد على المزروعات، ومكونات الغلاف الجوي وتكون المنخفضات الجوية متنبأ بموسم مطري مبشر لهذا العام.
وفي ورقتها العلمية بينت المهندسة ربا المحيسن من جامعة الطفيلة التقنية أهمية تعاطي الأسر مع المشاريع الصغيرة الزراعية لضمان الحد الأولي من متطلبات الحياة، خاصة وأن ظاهرتي البطالة والفقر تتسعان بشكل يهدد المجتمعات.
وقال مدير زراعة الطفيلة المهندس باسل الخوالدة في ورقته عن الواقع الزراعي في الطفيلة، إن حزمة مشروعات نفذت في السنوات الماضية استهدفت إيجاد سدود ترابية في عدة مناطق سيما في المنطقةالشرقية من المحافظة من خلال مشروع المصادر المائية في وقت أقيمت فيه حفائر ترابية ونشاطات لتدابير حفظ التربة للحفاظ على الثروة النباتية في المحافظة .
وتبنى المشاركون في نهاية الورشة طائفة من التوصيات أهمها الحرص على دعم القطاع الزراعي، ودعم مربي الماشية، وتأمين الأعلاف لأصحاب المواشي بكميات كافية وبأسعار مخفضة، وتأمين إيصال المياه لمناطق تجمعهم.
كما تضمنت التوصيات الحث على دعم مشروعات زراعية أسرية صغيرة والاهتمام بالمرأة المزارعة وتعزيز ثقة المواطن بالإنتاج الزراعي المحلي، وإنشاء مزيد من الاتحادات الزراعية النوعية، وحصر مربي الثروة الحيوانية وحيازاتهم بالشكل الصحيح من قبل الجهات المعنية لتلافي التلاعب، والتوصية بإنشاء سد الوادات وسد صافح لإنقاذ أشجار الزيتون المعمرة التي أشرفت على الهلاك بسبب قلة الأمطار ونضوب المياه الجوفية، وجر مياه سد التنور ليستفيد منها المزارع في الطفيلة.
وتبادل اتحاد المزارعين والجامعة في نهاية الورشة الدروع التذكارية توثيقا للعلاقات بين المؤسستين.