الرئيس مع عبيدات والإخوان والطفايلة
ياسر أبو هلالة
التاريخ:20/10/2011 - الوقت: 7:47ص
في النهاية، السياسة رموز وإشارات وانطباعات أكثر منها إجراءات ووقائع. وفي حركة رئيس الحكومة المكلف ما يدعو للتفاؤل، والذي يؤمل أن يتحول إلى نجاح حقيقي. فالناس فعلا تريد عنبا وقد تعبت من مقاتلة الناطور. خطاب عون الخصاونة يشكل انقلابا على خطاب الحكومة السابقة، وهو يبدأ برصيد كبير استنادا إلى صفحته البيضاء في الأردن، وحجم الأخطاء الكبير الذي تراكم في سجل الحكومة السابقة.
لغة الرئيس الذي لم تربطه علاقة وثيقة بالإعلام من قبل كانت موفقة. فيها تواضع، وهي بعيدة عن الادعاء، ومدركة لحجم المشكلة، وتتحدث بدفء وتواصل مع الجميع، وفتح بابه لكل الإعلام ليوصل رسالته سريعا. الأهم من ذلك والإشارة الأبلغ كانت زيارته لأحمد عبيدات. وهي لا تقل أهمية عن التشاور مع الإخوان. وتبقى رسالة ثالثة تتعلق بتحريك قضايا ضد أربعة من أبناء الطفيلة التي يفترض أن يتم التعامل معها وفق منطق الصفحة الجديدة أيضا. في سلحوب ليست المشكلة في تعرض أحمد عبيدات ومن رافقه من رموز وشخصيات لعدوان، بقدر ما هي بكيفية تعامل المزاج الرسمي معها. فخلافا لما وثقه الصحفيون الحاضرون والذين تعرضوا للعدوان ذاته، كانت الرواية "شبه الرسمية" المسربة تلقي باللائمة على المعتدى عليهم، والأسوأ من ذلك عندما يتحدث إعلاميو الحكومة عن حمى مغلق لا يجوز للمعارضة تجاوزه، وكأن البلد مكونة من كونفدراليات جهوية وعشائرية، وربما تحتاج إلى تأشيرات دخول، بدلا من أن تحاسب من نظم تلك الاعتداءات في أكثر من مكان وزمان، سواء في دوار الداخلية أم قميم أم الكرك. الزيارة بذاتها تعبر عن اعتراف برجل دولة وبشخصية معارضة لها ثقلها وحضورها. وعندما يرد عبيدات التحية بمثلها، فلذلك وزن ومعنى. على عكس الدعم الذي تقدمه جماعات "الولاء الاستعراضي" الذي يضر الحكومة ولا ينفعها. فبحسب استطلاعات الرأي يحصل عبيدات على 18 بالمئة من الأصوات لو شكل قائمة في انتخابات تعتمد التمثيل النسبي، ولا يتفوق عليه غير الإخوان بنسبة 25بالمئة، مع أنه غير ناشط سياسيا ولا يتحرك إلا بحدود. هذه هي القوى الحقيقية التي تم استعداؤها بلا سبب.
ربما يرشح عبيدات وزيرا أو وزراء، وربما يضع "فيتو" على أحد، وربما لا يبدي رأيا مطلقا بالأسماء، والإخوان كذلك.المهم هو النهج. وإن كان الأفضل أن تضم الحكومة من له صلة بالحراك الإصلاحي ليكون وسيطا نزيها بين الدولة والمعارضة، لا أن يظل التوتر سيد الموقف. بقيت إشارة مهمة لو أرسلها الرئيس لساهمت في تعزيز أجواء الثقة، وهي القضايا التي حركت ضد عدد من أبناء الطفيلة. فسيادة القانون لا تتعارض مع منطق العفو، ولذا يوجد قانون عفو خاص. وتوجد إجراءات متعلقة بالاعتقال والتكفيل.والعفو هو قانون أيضا. والرئيس هو قاض وسياسي وقادر على إيجاد مخرج مناسب.
هي خطوات في الاتجاه الصحيح يؤمل أن تتسارع وتتواصل.