-
الزميل العمريين لـ انجاز :خمس سنوات عجاف وانا اسعى بين الطفيلة وعمان،
صحفي على الفانوس
خمس سنوات بانتظار الانارة في الطفيلة
الزميل العمريين يقول في حديث لانجاز خمس سنوات عجاف وانا اسعى بين الطفيلة وعمان، لاجل انقاذ ما تبقى من الراتب، بعد ان انجز تعليم خمسة ابناء في الجامعات، وباع منزله الذي تعايش معه (36) عاما.
هو مدير التحرير في "الرأي" ونقيب الصحفيين لاقليم الجنوب، وصاحب باع طويل في العمل التطوعي، وكاتب لم يترك شاردة أو واردة في الطفيلة الا احصاها، من خلال اكثر من (70) ألف مادة صحفية بين تحقيق ومتابعة وصور اخبارية ومقالات صحفية منذ عام 1980.
مشكلة الصحفي الاستاذ غازي العمريين، ان كثيرا من الجهات تقوم بالقصاص منه ومحاسبته على الجرأة والمصداقية والموضوعية التي لم يكن من مجال عنده للتنازل عنها، رافعا شعار الاولوية للمواطن، والاحقية للتنمية في المناطق المهمشة.
قصة طويلة يرويها تحت وطأة القهر والكيل بعدة مكاييل، وهو ينتظر وصول الكهرباء الى منزله في العين البيضاء منذ خمس سنين، دفع من اجلها كل قوت عياله ولم تفلح كل المناورات التي قدمها على مذبح دائرة فلس الريف في وزارة الطاقة، التي قال ان لديها اسسا انتقائية، تصلح لمواطن مدعوم، ولا يمكن ان تناسب آخر الا بعد عذاب مرير.
يؤكد الزميل العمريين ان اسبابا غير مقنعة، بعضها يصل حد الغموض، لها باع في التأخير وزيادة العذابات، لكنه يستغرب جدا هذه الاجراءات التي أدت الى محاولاته المختلفة في افراز اراض، واستخراج ذات الاوراق المطلوبة مرات عديدة، دون ان تتضح المعالم، له ولعدد من المجاورين اصحاب ذات المطلب.
ويقول انه على أمتداد تلك الفترة لم يعرف بالضبط ما هي الاسس الحقيقية لاعتمادها من اجل ايصال التيار ، بل كانت مجموعة من الرؤى والاقتراحات التي تتبدل لحظة انجازه لاشتراطات الشركة، ليبدأ مرحلة جديدة من العذاب وتراكم الديون لمراجعة فلس الريف في عمان.
وعرض الزميل العمريين لقصة عذابه التي قال انها تناسب شركات انتاج سينمائية وتلفزيونية، لمدى تعايشه مع "لامضات" الكاز نمرة اربعة، وانواع الفوانيس واحجامها، قال انه اشترى خلال تلك الفترة ثلاث مولدات للكهرباء تعمل على البنزين، و (13) فانوس، واربع لامضات، كلها تلفت، ويقوم بصيانة بعضها حفاظا على كرامة اسرة اردنية، قال انها لم تتمكن من توفير واسطة قوية، بل "كنت الوحيد أمام فلس الريف، الذي يمتثل للانظمة والقوانين، التي تتبخر في لحظة، عند أي وساطة لمدعوم".
وعلاوة على اثمان معدات الانارة لمنزله في المنطقة المتاخمة للتنظيم في العين البيضاء، على قطعة ارض ليس له سواها مكانا لبيت اقيم بعد بيع القديم بقيمة (17) ألف دينار، لتسديد ديون خمسة من الطلبة على مقاعد الجامعات، بلغ الانفاق الاجباري الاضافي جراء عدم ايصال التيار لغاية اعداد هذه المادة الصحفية أكثر من (31) الف دينار.
وقال "لأن الحكومة لا تعترف الا بالدقة، فالمبلغ موزع على (2400) دينار لبنزين السيارة لمراجعة المسؤولين والواسطات الهشة في عمان بواقع مرة شهريا على مدار خمس سنوات، ولبنزين السيارة بين العيص والعين البيضاء سبعة دنانير يوميا بمجموع (11600) دينار في الخمس سنوات، ولاجرة منزل في العيص عن تلك الفترة (7200) دينار، ولبنزين المولد الذي يستهلك اربعة دنانير في الليلة على الاقل لحراسة المنزل ولاستكمال الاعمال التي تنفذ بالتقسيط (7500) دينار، ولافراز طرقات في المنطقة (600 ) دينار .
كما اشار الى ان لوزارة المياه والري ذات القصة، اذ سعى بكل الوسائل الى اقناعها لايصال المياه لمنزله ولاكثر من عشر منازل في المنطقة التي ترتفع عن خزان المياه، الذي أكرهت الوزارة على شراء قطعة ارض في مكان منخفض لبناء خزان المياه عليها تحت طائلة الضغوط والواسطة، دون النظر الى مستقبل المنطقة، فكان ان دفع العمريين قرابة الف دينار لشراء مياه للشرب وللاعمال الانشائية.
ويروي لـوكالة انجاز الاخبارية " في وقت تحملت فيه عدة قروض من البنوك قيمتها زادت على (80) الفا باقساط تصل الى اكثر من (750) دينارا شهريا، ولو كنت من ابناء الذوات، لوصل التيار باسرع من الضوء، ولان المسألة باتت خطيرة، فاءنني اضع شكواي على طاولة اولي الامر، وعلى رأسهم جلالة الملك، ثم رئيس الوزراء، لايصال التيار للمنزل، ولربط الطفيلة ببرنامج اللامركزية، بعد أن كلفني عدم رد المسؤولين على الهاتف الآف الدنانير، لانقل لهم فكرة، أو لاسألهم عن نقطة في الموضوع، بعد أن ظننت لاكثر من عام، ان الفاكسات، وارسال الكتب لوزارة الطاقة ولفلس الريف، تمثل جزء من الحكومة الاليكترونية، لاكتشف ان وزاراتنا ما زالت تعمل على الكاز، أو على الفانوس على أبعد تقدير.
"لدي مئات الصفحات لاكتب عن مرارة مواطن، يعتقد ان له حقا على الدولة، وان من العدل والانصاف الالتفات الى عذاباته المريرة، التي تستمر الى اليوم "، يقول العمريين" ... الذي أشار الى ربط عشرات الآلاف من حظائر الاغنام وغرف المزارع التي تقل مساحة الواحدة عن (35) مترا مربعا في ارجاء المملكة بالكهرباء.
ويؤكد أن عملية ايصال التيار لمنزله، ولاربع منازل مجاورة تحتاج الى كلفة قليلة، اذ ان المطلوب اقل من (40) عمودا للشبكة، فيما عشرات الغرف في الطفيلة وفي محافظات المملكة وصلها التيار بعضها احتاج الى اكثر من مائة عمود، الى جانب ايصال التيار الى مجاورين ابعد من منزله والمنازل المجاورة باكثر من كيلومتر ونصف، في تجاوز قال انه صارخ ويحتاج فقط الى اصحاب الضمائر الحية لانصاف هؤلاء المواطنين في العين البيضاء، في حي زوبر، المتاخم للتنظيم باقل من عشرة أمتار.
وفي سياق توصيفه للمشكلة قال الصحفي العمريين أن إدارة فلس الريف في وزارة الطاقة أرسلت فرقا فنية عدة مرات للكشف على المنطقة وتحديد المشكلة، فوجدت ان المنزل يبعد عن محول الكهرباء (1450) مترا، هذا يتطلب توفير محول لتصل الكهرباء بقوة للمنطقة، التي يطالب فيها ثلاثة مواطنين لهم خمس منازل مرخصة وضمن مواصفات دائرة فلس الريف.
العجيب – والحديث للزميل العمريين- ان الإدارة لم تقبل الا منزلين منها، بحجة ان أربعة منازل مملوكة لشخصين، ومنزل زراعي مساحته (35) مترا مربعا، لم تعتبره مقبولا لحاجته الى الأبواب والنوافذ، لصاحبه غير القادر على قصارته وتزويده بالأبواب والنوافذ.
وقال ان الأعجب، أن فترة طويلة في البداية كانت فيها مخاطبات المواطنين المذكورين بالفاكس، وبالمراجعات الشخصية، لم تجد العناية والاهتمام، كما هو الحال في السنوات الثلاث الأخيرة، دون ان يتوصل الفرقاء الى حلول، فكان ان طلبت الفرق الفنية إفراز طرقات جديدة، كانت المعاملات تصطدم في كل حالة بعقبات غير قابلة للحل، مثل وجود شركاء بعضهم غير مقيم في المملكة، أو لوجود حجز على حصص لشركاء من قبل المحاكم، وهكذا استمر الحال الى هذه اللحظات.
ما يدعو الى الأسف – على حد تعبير الزميل العمريين- هو ان وزارة الطاقة ممثلة بإدارة فلس الريف تكيل بعدة مكاييل، ففي الوقت الذي تتقيد فيه هنا بأدق التفاصيل القانونية، أوصلت الكهرباء الى آلاف الغرف الزراعية غير المطابقة للمواصفات في الطفيلة وغيرها من مناطق المملكة، مع ان حاجة منزله مع المجاورين لا تتعدى (35) عمودا، فيما أوصل فلس الريف الكهرباء لحظائر للماشية ومنازل صغيرة في منطقة تتجاوزهم بأكثر من كيلومتر ونصف، ومن أجل ان لا نستفيد من التيار أتت به من منطقة أخرى.
وأكد الزميل الصحفي في معرض حديثه الى ان الحكومة التي من واجبها إنصاف الناس ومعاملتهم بعدالة، عليها إنصافه وطالبي الخدمة من المجاورين، لا ان تختلق وزارة الطاقة الردود والأعذار المعروفة، للامعان في حرمانهم من حق مشروع، في بيت قال ان الحياة فيه صعبة للغاية، على أنوار الفوانيس والشموع ووسائل الإنارة التي عفى عليها الزمن منذ أكثر من (50) عاما، قال ان هذه الشكوى التي يأمل ان تلامس أسماع جلالة الملك، فسوف تجد من لدنه الغوث العاجل، لمواطنين بعض خطاياهم انهم خارج حدود التنظيم، وبعضها لون من العقاب على الحيادية والموضوعية والجرأة التي كتب فيها عن الطفيلة من خلال أكثر من (70) ألف مادة صحفية طيلة أكثر من ثلاثون عاما.
id=36781#sthash.6DrPHXUq.dpuf