Thursday, 3 May 2012

قـصـة الـشـعـب الـذي ســرقــوا وطـنـه ..!!

قـصـة الـشـعـب الـذي ســرقــوا وطـنـه ..!!




قـصـة الـشـعـب الـذي ســرقــوا وطـنـه ..!!


وطـــن نـــيـــوز
سأحدثكم عن حكاية الشعب الطيب الذي فقد بحسن نواياه وطنه، وقد خدعوه بأنه أصيل يؤدي واجب الأخوة، ويستجيب للنداء القومي، والإسلامي، وذلك في إطار لعبة دولية انطلت عليه وأودت بهويته الوطنية في نهاية المطاف، وتعرض إلى أبشع صنوف الاستغلال، ووقع مستسلما للعبة التهجير، والتوطين، والتلاعب بنسيجه الاجتماعي، وصار شعبا قابلا للتبديل مع كل موجة هجرة جديدة، وكان الشعب الوحيد الذي خسر هويته الوطنية بطيب خاطر، ودفع ثمن القضية الفلسطينية، واليوم لا يحظى حتى بالاعتراف بدوره الإنساني لا غير، وقد تحول إلى محض أقلية على ثراه الوطني، وبعد مرحلة إفقاره الممنهجة من قبل كافة الحكومات الأمينة على تنفيذ المخطط، بتحويل ربوعه إلى مناطق منكوبة، ومرتعا للفقر والحاجة، وإنسانه إلى عالة على رواتب الدولة، فتكسرت روحه الوطنية، واصبح الكريم العفيف صاحب ألقاب المشيخة، والمكانة الاجتماعية يمد يديه إلى كراتين المساعدات ويصور على شاشات التلفزيون يستجدي الإعانة، والإغاثة، وقامت وزارات تعنى بإدامة الفقر فيه، ورعى الديوان الملكي عملية تموينه بالسكر، والزيت، والطحين، وتم التكرم عليه بأن صارت مدارسه اقل حظا، واليوم حتى مقاعده النيابية المنقوصة في طور أن تصبح مقاعد إنسانية تعطى بالتعويض.


وهو يوضع قصرا في سياق معاناة البحث عن حياة كريمة أمام متطلبات معيشة أبنائه في الهوامش، وجيوب الفقر ليكون غير قادر على مقاومة واقع سياسي سيكون مجبرا على الرضوخ له، وفق مخططات كانت قد وُضعت قيد التنفيذ في بدايات القرن الماضي، واليوم تجد طريقها إلى التنفيذ دون كلفة سياسية.


في وطن أردني تحول وحده لأكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في العالم، ويصار إلى إعطاء الهوية السياسية للمهجرين تعويضا عن وطنهم المحتل حيث تجري مأساة سرقة الوطن الفلسطيني من أهله واستبداله بالأردن أمام مرأى العالم المتواطئ ، وتنتقل فلسطين إلى الأردن، ذلك البلد المغدور الذي صار شعبه أقلية ، وبقرار سياسي لم يراع أحقية أهل البلاد الأصليين في الاحتفاظ بهويتهم مثل باقي شعوب المنطقة، وبحرمة تبديل هوية الفلسطينيين التي تخص وطنهم ومستقبل أجيالهم في الشتات.


وحده الأردن الذي منح الهوية للمهجرين تحت مبررات الإخوة والمشاعر القومية، في حين أبقت الأنظمة القومية على هوية الفلسطينيين، فحفظت حقوق شعوبها بالإبقاء على التوازنات الاجتماعية القائمة فيها، وحفظت حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه وترابه الوطني المقدس، ولم يقدم نظام عربي واحد - سوى النظام الأردني- على تنفيذ مؤامرة إلغاء هوية نصف الشعب الفلسطيني، وإلحاقه بهوية بلد أخر خدمة للمخططات الصهيونية دون ريب.


وأخضعت مناطق الأردنيين إلى الفشل التنموي، وتم تجفيف القطاع الزراعي، وإلغاء الوظيفة الإنتاجية في الريف، وتحويل الأردنيين إلى عالات على الدولة، يستجدون حق الحياة على أرضهم، ويبحثون عن لقمة الخبز، وتجبرهم الحاجة إلى بيع أراضيهم، وقد تـُـركوا في مواجهة ظروف العوز والحاجة مما قضى على روحهم الوطنية، وإنسانيتهم ليجري التلاعب اليوم بمصيرهم علنا وهم مشغولون بمتطلبات الحياة والظروف القاسية، والحاجة وقد تحولت مناطقهم، وبواديهم، وقراهم إلى مستودع للفقر والحرمان في الأردن، وطن الأجداد العزيز في حين يتمتع الطارئون بخيرات البلد، وتكونت طبقة عازلة من الفساد تصرف مقدرات الدولة، والمكتسبات، وتوزعها في إطار الشلل والأصحاب والأولاد والأحفاد.


وقد كان الأردنيون حماة النظام، وقدموا أبنائهم شهداء، ورجالات امن ، وقوى امنية، وكانت العشائر الحصن الحصين له، واحتياطي الولاء المجاني ، حتى بلغ المخطط ذروته واقتضى فك الارتباط بين النظام، والعشائر، وتكشفت الحقائق عن بيع أصول الدولة الأردنية، والاستيلاء على الواجهات العشائرية، وانفضاح حجم الفساد الذي أودى بمعيشة الأردنيين، ورتب عليهم مديونية خيالية فاندفع حراك الشارع الأردني البريء في سياق الربيع العربي للمطالبة بالتغيير فجرى استغلاله من قبل أطراف تحسن الإمساك بخيوط اللعبة السياسية وتوظيف المعطيات في صالحها وذلك لتوليد ضغط على النظام- وربما هي فرصته السانحة- ليصار إلى إعداد ترتيبات الوضع النهائي من خلال إطلاق عملية سياسية تفضي إلى فرز جهة الحكم حسب الأغلبية الشعبية، وبذلك تحصل الأغلبية المتكونة من خلال الهجرات على حق التمثيل السياسي، وتنتهي مطالب الشعب الفلسطيني المهجر في الأردن بطريقة قانونية وبمقتضى الديمقراطية التي يكون من يعارضها معاديا للإصلاح وقوى شد عكسي.

ومورس الرعب الثقافي على الأردنيين الذين وصل بهم الحال حد الخوف من التحدث عن الهوية الأردنية الأصيلة كي لا تطالهم شبهة العنصرية، والاتهامات الجاهزة.


الأردنيون ضحية أخلاقهم بامتياز، وقبل أن تسدل ستارة المسرح السياسي لا بد من ترديد حكاية ذلك الشعب الذي ضحى وقوبل بالجحود، فهو محض شعب طيب ظل يعيش لعقود تحت وطأة عواطفه، وقد خسر المستقبل، وأضحت أجياله القادمة مجردة من الحقوق تعاني في مجال الهوية، وقد خدعته الشعارات البراقة، وكان وفيا قوبل بالخذلان، وكان ضحية مبادئه، وجرت فيه الأعيب السياسيين، وقد استغلوا بساطته، وأودوا بحقوقه التاريخية على أرضه، وحولوه إلى أقلية تعاني الفقر والتهميش، ورسموا له دوره الهامشي في إطار الملعب السياسي كاحتياطي للولاء المجاني، وكعشائر تحسن أداء الفزعة، والتعييش كلما اقتضت الحاجة.

اكتب بألم ملحمة أردنيين صاروا يعيشون في الهوامش، أو نهايات شعب تحول إلى أقلية في وطنه، وما يزال يحسن دور الولاء.

علي السنيد
03/05/2012 13:24:49

No comments:

Post a Comment